الأربعاء، 20 مايو 2009

" آفاق العفو وآثار تعليق القضايا "




مجلس الكرامة الأسبوعي

الفعالية: ندوة " آفاق العفو وآثار تعليق القضايا "

الزمان: ليلة السبت – الساعة 8.30 الموافق 16/5/2009م

المنتدي: المحامي الأستاذ محمد عيسى التاجر

أكد المحامي محمد التاجر في مشاركته بمجلس الكرامة أن المتهمين من قريتي كرزكان والمعامير في قضايا القتل لا علاقة لهم بالدية على اعتبار أن (الدية) لا تثبت إلا ضد من أدين بالقتل، وقال مؤكدا إن البحرين لا تعرف شيئا اسمه دية. وتولى التاجر في مشاركته التعريف بالفرق بين العفو العام والعفو الخاص، وقال إن العفو بحسب المادة 175 من قانون الإجراءات الجنائية يعني انقضاء الدعوى الجنائية، وأضاف بأنه يلزم على القاضي أن يصدر حكماً بانقضاء الدعوى الجنائية في حال صدور العفو. كما تطرق التاجر إلى تعريف الدية في الإسلام، وتناول تعريفها في القانون مشيراً إلى القانون البحريني لا يعرف شيئا اسمه دية بل (التعويض).



وعبر التاجر عن خشيته بأن ما صدر ليس عفوا. وتطرق أيضاً إلى ما يسمى بتعليق القضايا وقال إن التعليق لم يتم تنظيمه في قانون الإجراءات الجنائية في حال صدور عفو، وأشار إلى أن التعليق يكون في ثلاثة مواضع:

1- إصابة المتهم بعاهة في عقله.

2- توقف الدعوى الجنائية إذا كان الحكم يتوقف على الفصل في مسألة من مسائل الأحوال الشخصية.

3- إذا كان الفصل في الدعوى الجنائية يتوقف على الفصل في دعوى جنائية أخرى.

وفي ختام مشاركته أمل التاجر أن يكون تأخير صدور المرسوم في الجريدة الرسمية بسبب العمل على إنهاء إجراءات الموقوفين الـ 32 وهم الموقوفين على ذمة دعوى مقتل ماجد أصغر بخش ومحمد رياض ومحاولة دهس شرطي بالقرب من مجمع جيان، وتفجير سيارة في المعامير في العام 2007. وقال: إذا صدق أملنا وانتهت إجراءات هؤلاء فيجب أن يصدر العفو في صورته القانونية التي حددها القانون ويجب أن تنقضي الدعوى الجنائية بالشكل الذي حدده القانون ويزول الوقف وتزول آثاره.

الأسئلة والمداخلات:

مداخلة – الأستاذ محمد الشهابي:



المحامي يأمل ويتمنى وأعتقد أن جزء كبير من جوهر المشكلة البنيوية عند المعارضة أن لدينا قابلية لأن نأمل ونحلم وفي التفكير الرغائبي.. علينا أن نتشاءم، التجارب السابقة فيها معطيات تقود إلى التشاؤم وليس التفاؤل. وتتحمل المسئولية قيادات المعارضة. أعتقد أن المداخلة القانونية مفيدة في إثراء الثقافة الحقوقية لدينا لكن هناك مضمون سياسي للقضايا؛ فالتوصيف والتعريف القانوني لن يفيد. وأسف الشهابي مما عبر عنه بالتكاذب السياسي والاستغراق في التفاصيل لدى المعارضة من خلال ما تفرضه أجندات السلطة، كما انتقد قبول مسمى (العفو) في ظل عدم صدور أحكام قضائية باتة مؤكداً بأنه نوع من "الاستهبال". ودعا الشهابي المعارضة إلى ممارسة النقد الذاتي.



مداخلة2:

المسألة تأخذ أكثر من بعد ... إذا كان شكل العفو لم يتم بصفة قانونية فما معنى الإفراج؟ .. قضية الحجيرة ليس فيها دية فكيف يتم تعليقها؟ هل بإمكان هيئة الدفاع أن تشكل نوعاً من الضغط في حال عدم قدرتها على تبرئة المتهمين؟

المحامي الأستاذ محمد التاجر:


في الواقع قمت باختصار الآراء الفقهية في هذا المجال.. وبالنسبة لعملنا كمحامين، أعتقد أن على المحامي أن يخصص جزء من وقته في تنمية الوعي القانوني لدى عامة الناس، وقال: نريد أن نبين وبغض النظر عما يقوله القانون البحريني بأن الدولة تخالف القانون ولا تستخدمه إلا في مصلحتها، وقال إن السلطة التي أوقفت القضايا هي من تملك أن قرار الاستمرار فيها. وأضاف إن حال المعتقلين في التوقيف يفرض علينا العمل على إخراجهم بشتى السبل. وقال: منذ السبعينات وحتى اليوم جاءت أوامر إفراج بدون سبب، وكشف عن أنني كنت أتصل في المتهمين في جميع الدعاوى بعد أن علمت بالعفو قبل صدوره .. وقال إنه حضر جلسة معتقلي دمستان التي جاءت بعد الإفراج عنهم وأنه فوجئ بأنه قد أطلق سراحهم منذ زمن في حين أنه لدى المحكمة هم لا زالوا قيد التوقيف.

وقال التاجر في جواب عما يمكن أن تقوم به هيئة الدفاع في حال عدم تبرئة المتهمين: إن كثير منا مهتم بالشأن السياسي، ولدينا إخوة تم توقيفهم دون وجه حق ... وأكد بأنني في مثل هذه الدعاوى أمارس بالإضافة إلى عملي كمحامي أضطر إلى آخذ في الحسبان البعد السياسي وأضاف بأنا في حاجة إلى جهد أي شخص أو جهة من أجل نصرة المتهمين.

كما قال في جواب حول إمكانية رفع دعوى من قبل أهالي الشهداء تطالب بالتعويض: لدينا توجه في هيئة الدفاع يقضي بعدم جواز السكوت عن الجلادين حتى وإن صدر العفو، وأشار إلى أن اعتقال المتهمين وإهانتهم هو اعتقال وإهانة لنا مؤكدا على أن المعتقل لا يتعرض لما يتعرض له لشخصه بل هو متهم بسبب معتقداته وقناعاته.

مداخلة – سماحة الشيخ علي مكي:


هل الظروف المحيطة والمؤثرات الخارجية لها أثر سلبي أم إيجابي على ما قامت به السلطة؟

المحامي الأستاذ محمد التاجر:

بالنسبة إلى وجهة نظري فإنني أعتقد أن واقع البحرين يختلف عن دول الجوار .. نأمل أن تستوعب الدولة الوضع وتتعامل معه بعقلانية، وأضاف: خلال عقود لم تستطع الدولة أن تتفهم وضع شعب البحرين وأن تتعامل معه بما يليق به. كما قال: هناك بوادر للتصالح في دول أخرى لكن في البحرين تلاحظ زيادة في التضييق والظلم... لا نستطيع إنكار التأثيرات الخارجية على الدولة وهي مضطرة للرضوخ والاستجابة لدعوة العقل والقانون، ولفت التاجر إلى أن الظلم أصبح بمارس اليوم بالقانون.




مشاركة الأستاذ محمد التاجر


آفاق العفو وماهية الدية وآثارالتعليق

المحامي/ محمد عيسى التاجر

عندما صحت البحرين في صبيحة يوم السبت الموافق 11/4/2009 كانت قد أفاقت من ظلمة استمرت أكثر من شهرين لم تنيرها النيران المشتعلة من العنف والعنف المضاد، فصدر العفو الملكي على المدانين والمتهمين الذين تتم محاكمتهم في القضايا الأمنية والسياسية، فكان صباح السبت ليس كغيره من الأيام على المتهمين وأهاليهم ومحاموهم صباحا امتزج بالفرح والأمل والانفراج والراحة النفسية، ولكن منذ ذلك اليوم وحتى الآن يراوح أمل طي الصفحة نهائيا ولكن تعليق الدعاوى وبقاء ما مجموعه 32 معتقل ( 19 في دعوى وفاة الشرطي ماجد أصغر ) و ( 7 في حادث وفاة محمد رياض ) و ( واحد في محاولة دهس شرطي بجانب مجمع جيان ) و ( 5 في حادثة تفجير سيارة في المعامير) ولعدم وضوح الأمر بالنسبة لوضعهم في السجن ووضع دعاواهم كما أن الأمر بتعليق الدعاوي لأجل غير مسمى يثير تساؤلات عديدة عن مصير هذه الدعاوي ومدى إمكانية إعادتها إلى المحاكم التي أوقفتها طالما لم يصدر فيها حكماً منهياً للخصومة، فالتعليق يبقيها قائمة طالما لم تتقادم الدعاوي بمرور الزمن المحدد بعقوبة كل دعوى وإذا علمنا أن عقوبة بعض الدعاوي المعلقة تصل إلى السجن المؤبد فإذن ذلك التعليق يعني إمكانية إعادة الدعوى للمحكمة التي علقتها لتصدر فيها حكماً طالما لم يصدر فيها عفو عاما شاملا.

فأمل المفرج عنهم في انقضاء الدعوى يبقى قائماً طالما بقت دعاواهم معلقة وأمل الباقين في السجون يبقى قائماً في الحرية طالما صدر عفو عاما شاملا.

فالعفو الشامل يرفع صفة الجرم عن الفعل الواقع بأثر رجعي يرد إلى لحظة ارتكابه فلا يسأل المتهم عن الجريمة لأن الأفعال المجرمة تجرد من صفتها الإجرامية وينفي عنها ركنها الشرعي.

الحكمة من العفو العام وتوقيته: الحكمة من العفو العام هو صفح المجتمع والدولة عن الجرائم المرتكبة وإسقاط الدعوى العمومية الناشئة عنها ومحو كل الآثار المترتبة عنها من عقوبات ماسة بالحياة أو سالبة للحرية أو مقيدة لها أو عقوبات مالية.

ويستند هذا الصفح إلى اعتبارات ملائمة يقدرها المجتمع والملك بعضها المشرعين ويرون معها نسيان الجريمة والعفو عن فاعلها فقد يقرر المشرع بالنظر لاعتبارات سياسية واجتماعية في مراحل بعينها يمر بها المجتمع أن التسامح يعلو على العقاب وأن نسيان الجرم أطيب دواء من تذكره وأن سلام المجتمع أولى اعتبارا أحيانا من غضبه.

العفو الشامل وانقضاء الدعوى الجنائية في القانون البحريني:

نصت المادة 89 من الباب الرابع من القانون العقوبات البحريني للعام 1967 على أن ( العفو الشامل يصدر بقانون ويترتب عليه منع السير في الدعوى أو محو حكم الإدانة الصادر فيها ولا أثر له على سبق تنفيذه من العقوبات ولا يمس العفو الشامل حقوق الغير) أما المادة 190 فقد نصت على أن ( العفو الخاص يصدر بمرسوم من أمير البلاد ويتضمن إسقاط العقوبة كلها أو بعضها أو إبدالها بعقوبة أخف منا قانونا ولا يترتب عليه سقوط العقوبات الفرعية أو الآثار الجنائية ما لم ينص مرسوم العفو على خلاف ذلك ونصت المادة 91 منه على أن ( سقوط العقوبة بالعفو الخاص يعتبر في حكم تنفيذها ). ونصت المادة 17 من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 2002 ( تنقضي الدعوى الجنائية بوفاة المتهم أو بصدور حكم بات فيها أو بالتنازل عنها ممن له حق فيها أو بالعفو الشامل أو بإلغاء القانون الذي يعاقب على الفعل أو بمضي المدة ). أما المادة 18 فقد بينت أن ( الدعوى الجنائية في الجنايات تنقضي بمضي عشر سنين وفي الجنح بمضي ثلاث سنوات وفي المخالفات بمضي سنة واحدة وذلك من يوم وقوع الجريمة ). ونصت المادة 201 ( تنقضي المدة التي تنقطع بها الدعوى الجنائية بإجراءات التحقيق أو الاتهام أو المحاكمة بالأمر الجنائي وكذلك بإجراءات الاستدلال إذا اتخذت في مواجهة المتهم أو إذا أخطر عنها بوجه رسمي وتسري مدة جديدة من يوم الانقطاع ).

فالمادة رقم 89 قد وضحت وعرفت العفو الشامل ( وهو ما اصطلح على تناوله في الصحف اليومية بالعفو العام ) هو الذي يصدر من الملك بقانون والقانون لا يصدر ولا يعمل به إلا من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية، ويترتب على صدور القانون منع السير في الدعوى إذا كانت جارية أمام المحاكم أو في مرحلة جمع الاستدلالات لدى النيابة العامة ويمحي القانون حكم الإدانة إذا كان قد صدر من أي محكمة ويعتبر كأنه لم يكن. وقد حددت المادة 122 من الدستور مدة أسبوعين لنشر القانون من يوم إصداره وقالت إنه يعمل به بعد شهر من تاريخ النشر ويجوز بنص خاص في القانون تقصير هذا الأجل أو إطالته. ولا أثر للعفو على المدة التي قضاها المتهم الذي تمت إدانته في السجن ولا يخل العفو العام بحقوق الغير بمعنى أن من تثبت له حقوق مدنية فلا يتأثر بالعفو العام ومن هذه الحقوق المدنية التعويض.

أما المادة رقم 90 فقد تحدثت عن العفو الخاص وهو عفو يصدر في بعض الجرائم محددة بصفتها وقد تكون تلك الجرائم متنوعة ولا دخل لها بالقضايا الأمنية والسياسية فقد يصدر عفو خاص في جريمة سرقة أو اعتداء أو تزوير أو رشوة أو اختلاس مال عام.

والعفو الخاص يصدر بمرسوم بقانون ليسقط العقوبة أو يخففها أو يبدلها أما العقوبات الفرعية كالمصادرة والغرامة والمنع من مزاولة مهنة مرتبطة بالجريمة فلا تسقط بالعفو الخاص. وقد نظمت المادة 17 من قانون الإجراءات الجنائية الصادر في العام 2002 كيفية التصرف في الدعوى قبل صدور الحكم فيها أو أثناء جمع الاستدلالات والتحقيق، فبينت أنه يجب أن يصدر حكما بانقضاء الدعوى الجنائية بصدور العفو الشامل ( العام ) إذا كانت منظورة أمام المحاكم أما إذا كانت في مرحلة الاستدلالات فيجب أن يصدر أمر بالحفظ وألا وجه لإقامة الدعوى. وقد بينت المادة رقم 20 المدة المسقطة للدعوى وهي عشر سنوات في الجنائيات وثلاث سنوات في الجنح وسنة واحدة في المخالفات، بما يعني أن للمحكمة وعندما تقوم بتعليق لأجل غير مسمى مدة سريان العقوبة وهي عشر سنوات وهو أهم محذور يخشى المحامين والمتهمين الوقوع فيه وخصوصا عندما تناولت بعض الأطراف بأن ما صدر هو ليس عفواً شاملا إنما رغبة ملكية بوقف الدعاوى، والوقف ليس من آثار العفو العام أو الشامل بما يعني أن وقف الدعوى لأجل غير مسمى قد يعني إعادتها ما لم تسقط بمعنى المدة من آخر إجراء وهو هنا الجلسة التي قررت فيها المحكمة الوقف أو آخر تصرف قامت به النيابة العامة في مرحلة التحقيق وجمع الاستدلالات. وتحتسب من آخر إجراء عشر سنوات في الجنايات علما بأن بعض الجرائم التي صدر بشأنها عفو أو وقف قد قدمت لمحكمة الجنايات بناء على قانون الإرهاب الذي ضاعف عقوبة الجناية بمعنى أن الجريمة المعاقب عليها في قانون العقوبات بعشر سنوات فإن قانون الإرهاب عاقب عليها بعشرين سنة وهذه المخاوف لها ما يبررها لأن كل من أفرج عنهم كمعتقلي حرق مزرعة الشيخ عبد العزيز عطية الله في كرزكان ومعتقلي حرق مركز شرطة سماهيج تليت عليهم شروط للإفراج عند ركوبهم الباصات التي نقلتهم إلى قراهم، هذه الشروط كانت مكتوبة في ورقة بيد أحد الضباط من أماكن توقيفهم في الإرادة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية حسب ما روى المفرج عنهم لمحاميهم، ومن هذه الشروط عدم المشاركة في أي نشاط سياسي وحتى اعتصام غير مرخص ومخالفة هذه الشروط يعني إعادته محاكمته وهنا نتساءل،،،، هل هو عفو عام أو خاص أو تعليق أو وقف للدعاوى لأجل غير مسمى وكيف ينظر لكل ذلك فقهاء القانون؟

العفو في التشريع والقضاء والفقه: يقول الدكتور سليمان عبد المنعم أستاذ قانون العقوبات في جامعة الإسكندرية في كتابه أصول الإجراءات الجنائية ص 334 ( العفو الشامل ويقال له أيضا العفو العام AMNISTIE هو سبب من أسباب انقضاء الدعوى العمومية ( الجنائية ) في مواجهة من شمله العفو، وله فوق ذلك طابع عيني أو موضوعي مؤداه رفع صفة الجرم عن الفعل الواقع بأثر رجعي يرد إلى لحظة ارتكابه وهو بذلك يختلف عن العفو عن العقوبة ذي الطابع الشخصي الذي ينحصر أثره في عدم تطبيق العقوبة على المحكوم عليه وإعفائه منها. والعفو العام أو الشامل لا يكون إلا بقانون بينما العفو عن العقوبة يكون من رئيس الدولة والعفو الشامل سبب لسقوط الدعوى العمومية بكافة آثارها ومحو الصفة الإجرامية للفعل فإنه إذن نفي للركن الشرعي للجريمة، والعفو الشامل ذو أثر عيني يرفع عن الفعل صفة الجريمة وتنقضي به الدعوى الجنائية ويستفيد من ذلك كل من قام على المشروع الإجرامي سواء بوصفه فاعلا أو مساهما ( متدخلا ) أما العفو عن العقوبة فلا يستفيد من الأمن من صدر لصالحه فقط ).

وهنا تنشأ الحاجة إلى إزالة الغموض عن العفو الذي صدر بحق المتهمين والمدانين في البحرين فالعفو الشامل لا يصدر إلا بقانون وهو هنا يصدره الملك ويمر بالقنوات القانونية كما أن العفو الخاص وهو بعد صدور الحكم يكون أيضا من الملك ولا يحتاج إلى قانون ويمكنه أن يكون بمرسوم من الملك كما فقهاء القانون الجنائي على جواز صدوره بقرار من رئيس الدولة.

فتعدد القضايا الأمنية وتشعبها وتنوعها وتداخل الحق العام بالخاص فيها يستلزم جلاء الأمر بالنسبة لكل دعوى منهم ومعرفة ما هو نوع العفو الصادر في حقه خصوصا أن هناك دعاوي لم تنته لم يصدر فيها حكم وقد أوقفت واعتبرت أنها مشمولة بالعفو العام ومنها دعاوى الحجيرة وحرق المزرعة ودمستان وسماهيج كما أن هناك دعاوى قد انتهت بإصدار أحكام نهائيا كدعوى السلاح والخلية وقد أطلق سراح المدانين فيها واعتبرت من ضمن الدعاوى المشمولة بالعفو العام بينما يرى بعض الفقه أن الأمر الصادر فيها هو عفو خاص عن العقوبة المقررة فيها أو المتبقية منها ويكفي صدوره بقرار من الملك ليعفي المتهمين من العقوبة المقررة فيها.

ويقول الدكتور سليمان كذلك في كتابه ( أنه بصدور العفو الشامل تنقضي الدعوى العمومية فإذا كانت لم ترفع بعد امتنع تحريكها ووجب صدور أمر بحفظ الأوراق، إذا يعتبر الأمر كما لو أن الجريمة لم تقع أصلا، وإذا صدر العفو أثناء نظر الدعوى أمام المحاكم تعين عليها وقف السير في نظر الدعوى أمام المحكمة تعين وقفها ووقف السير فيها، وأن تقضي بسقوطها، وليس للمحكمة أن تستمر في نظر الدعوى عن نفس الجرم المشمول بالعفو ولو كان تحت وصف قانوني آخر ويتعين على المحكمة أن تقوم بشطب الدعوى من الجدول أما إذا صدر العفو بعد النطق بالعقوبة سقطت العقوبة واستحال تنفيذها وإذا كان قد بدأ تنفيذ العقوبة توقف في الحال تنفيذ كافة العقوبات الأصلية والتبعية التكميلية ( الإضافية ). ويقول إن طبيعة إعمال الأثر المترتب على العفو الشامل يتعلق بالنظام العام فيجب على المحكمة أن تقضي بسقوط الدعوى الجنائية من تلقاء نفسها كما أن الحكم بالإدانة لا يجوز تسجيله في صحيفة الحالة الجنائية ( صحيفة السوابق ) حتى كان صادر في جريمة مشمولة بالعفو، ولا يعتبر سابقة في حالة العود.

وذكر الدكتور سليمان أن العفو الشامل مقيد بالدعاوي الجنائية أما الدعوى المدنية الناشئة عن الجريمة فليس للعفو تأثير عليها لا من حيث حقوق الجريمة ولا من حيث مسئولية المدعى عليه فإذا رفعت الدعوى المدنية أمام المحكمة الجنائية فتستمر في نظرها أما إذا لم ترفع فيجوز رفعها أمام المحكمة المدنية ) ص 337.

التمييز بين العفو والديه:

في دراسة مقارنة صدرت في كتابه النظرية العامة للصلح وتطبيقاتها في المواد الجنائية يعرف الدكتور محمد حكيم حسين الحكيم ( العفو بأنه في اللغة معنى الإسقاط ويقال أعفى فلانا من الأمر أن أسقط عنه فلا يحاسبه عليه ولا يطالب به )، ويحول العفو بين الدولة وبين انقضاء حقها في العقاب ويصدر العفو من المجني عليه دون توقف على رضا الجاني ويتم بلا مقابل، ويعرف جانب هام من الفقه بأنه الصفح وهو يماثل الصلح في الفقه الوضعي، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يشجع على العفو ويحث عليه في جرائم القصاص فإذا صدر العفو مستوفيا شرطه فلا يجوز للقاضي أن يتدخل ويمنع العفو بيد أن العفو يتعلق بالعقوبة ولا ينصب على الجريمة.

ويعرف الدكتور محمد فتحي بهنسي الدية في الشريعة الإسلامية ( أنها اسم للمال الذي هو بدل النفس أو الطرف وفي الفقه أن الدية ( ما يؤدى لمستحق الدم أو هي اسم للمال بدل للنفس أو الطرف وتؤدى الدية إلى المجني عليه وتعرف أيضا بأنها ما يدفعه الجاني أو عائلته إلى المجني عليه وورثته تعويض الدم المنبدر ).

وكان العرب يأخذون بالدية فأبقى الإسلام عليها وتعتبر الدية بديلا عن تنفيذ القصاص والأصل في وجوبها الكتاب والسنة والإجماع ويقول الله في كتابه الكريم ( ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله ) ويقول أيضا ( فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بمعروف وأداء إليه بإحسان ).

وينحصر نطاق الدية في جرائم القتل العمد والقتل الخطأ والقتل شبه العمد وهو في القانون الجنائي الضرب المفضي إلى الموت. وقد قدر الرسول الكريم (ص) الدية مائة من الإبل للرجل المسلم الحر أو مائتي بقرة أو ألفي شاة أو ألف من الذهب أو 12 ألف درهم من الفضة.

ويقول الدكتور الحكيم في كتابه النظرية العامة للصلح ( تختلف مقدار الدية باختلاف أنواع الاعتداء الواقع على المجني عليه ويكون من الأيسر الالتزام بقيمة الإبل في وقتنا الحاضر وقد تختلف الدية في حالة القتل الخطأ وتغلظ في حالة القتل شبه العمد وفي البلد الحرام والشهر الحرام وفي الجناية على الغريب. وفي الطبيعة القانونية للدية فهي تجمع سمات وخصائص العقوبة والتعويض وتشبه الدية بالغرامة كما تشبه التعويض وتتفق مع الغرامة في الخصائص لأنها تحقق ردع الجاني وذلك بحرمانه بجزاء من أمواله وتتفق مع التعويض لأنها تؤول إلي المجني عليه.

ويفرق جانب هام من الفقه بين الجرائم العمدية والجرائم غير العمدية فالدية في الثانية تعويضا محضا حيث لم يفرض الشارع عقوبة أما في الأولى فهي عقوبة وترتيبا على ما تقدم تعتبر الدية عقوبة مالية.

والعفو كوسيلة لانقضاء الدعوى الجنائية أخذت به التشريعات الحديثة فكما أخذ به المشرع البحريني أخذ به المشرع العراقي وأخذ بها المشرع الكويتي فالمادة 240 من قانون الإجراءات والمحاكمات الكويتي قد نص ( في الجرائم التي يشترط رفع دعوى فيها صدور شكوى من المجني عليه وكذلك في جرائم الإيذاء والتعدي وجرائم انتهاك حرمة الملك والإتلاف والتخريب والإتلاف الواقع على أملاك الأفراد والتهديد وابتزاز الأموال بالتهديد ويجوز للمجني عليه أن يعفو عن المتهم ويتصالح معه قبل وبعد صدور الحكم وقد نص المشرع العراقي على العفو وسماه الصفح وقد نصت المادة (15) من قانون الإجراءات الجنائية في البحرين ( لمن قدم الشكوى أو الطلب في الأحوال التي حددها القانون أن يتنازل عن الشكوى أو الطلب في أي وقت وقبل أن يصدر في الدعوى الجنائية بالعفو الشامل أو بالصلح بعد التنازل فمن له الحق فيه فإنه لا يعرف الدية ( وإنما قد نظم التعويض أو المطالبة بالحق المدني تبعا للدعوى الجنائية عندما نص على أن لمن لحقه ضرر شخصي مباشر محقق الوقوع ناتج عن الجريمة أن يدعي بحقوق مدنية من قبل المتهم أثناء جمع الاستدلالات أو مباشرة التحقيق أمام المحاكم المنظور أمامها الدعوى الجنائية في أية حالة تكون عليها حتى صدور قرار بقفل باب المرافعة ولا يقبل منه ذلك أمام المحكمة الاستئنافية ).

ولمن فاته الادعاء المدني تبعا للدعوى الجنائية أن يرفع دعوى أمام المحاكم المدنية بطلب التعويض عن الضرر الحاصل تبعا للخطأ الذي أثبتته المحاكم الجنائية وعلى ذلك يتطلب الحكم بالتعويض أمام المحكمة المدنية صدور حكم الإدانة من المحاكم الجزائية على أن يكون حكم بات نهائي وحائز للدرجة القطعية بعدم جواز الطعن عليه بأي طريق من طرق الطعن المقررة.

وبالرغم من أن الإدعاء بالحق المدني أمام المحاكم الجنائية قد تم تنظيمه منذ العام 2002 عند إصدار قانون الإجراءات الجنائية الذي أناط بالنيابة العامة سلطة التحقيق وتزامن مع إصدار قانون النيابة العامة إلا أن الادعاء المدني أمام المحاكم الجنائية ما زال يعمل به على استحياء وعادة ما ينتظر المتقاضين صدور حكم نهائي في الجناية أحيلت بعد الإدانة إلى المحكمة المدنية منعاً لتداخل الاختصاص.

وبتطبيق ذلك على الوضع الحالي للدعوى التي ما زالت جارية أمام المحكمة الكبرى الجنائية برقم 3252/2008 والمتهم فيها 19 فرد من قرية كرزكان والتي عرفت بدعوى حرق الجيب ومقتل الشرطي ماجد أصغر والمحدد لنظرها جلسة 31/5/2009 لجلب المتهمين بعد تغيبهم الجلسة الماضية في 19/4/2009 تنفيذا لما صدر عن وزير الداخلية بالعفو العام من ملك البلاد عن جميع الجرائم الجارية ولما صدر من تصريح من رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية من شمول هؤلاء بالعفو العام وأن إطلاق سراحهم ينتظر دفع الدية عن الملك ما هو إلا تطبيق للإجراءات التي نص عليها المشرع بالتعويض عن الحق الخاص أو التعويض المدني تبعا للدعوى الجنائية وإن جاءت كلمة دية بدلا من تعويض مدني ولما كانت الدعوى وما زالت جارية وقد رأت وزارة الداخلية عدم جلب المتهمين لجلسة 19/4/2009 للمحاكمة بالرغم من عدم وجود أسمائهم ضمن الذين صدر بحقهم عفو من الملك فهذا لا يمكن تفسيره إلا برغبة الملك في غلق كل ملفات الدعاوي ومنها هذه الدعوى ودعوى متهمي المعامير السبعة الذين تم التجديد لهم على ذمة التحقيق لمدة ابتداء من يوم الخميس 30/4/2009 فهذه الدعويين هي بانتظار دفع التعويض المدني لأهالي المتوفيين في تلك الحوادث والتي نأمل أن لا يكون بعيدا.

وقف الدعوى في التشريع البحريني والتشريع المقارن: الوقف في القانون يعني صدور حكم أو أمر من المحكمة بوقف الدعوى تعليقا بناء على ما تراه من وجوب الانتهاء من مسألة أخرى يتوقف عليها الحكم وبمجرد زوال سبب الوقف تستأنف الدعوى بقوة القانون سيرها من النقطة التي وقفت عليها.

كما يجوز في الدعاوي المدنية وقف الدعوى بناء على طلب الخصوم مدة تحديد على ستة أشهر وإذا لم يتصل بعد انقضاء الفترة المحددة اعتبر المدعي تاركا للدعوى والمستأنف تاركا لاستئنافه وتعتبر الدعاوي كأنها لم تكن.

أما في قانون الإجراءات الجنائية فقد أتى ذكر وقف الدعوى في مواطن عدة ابتداء من الفصل الأول وفي مادته السابعة قد بين عدم جواز التنازل عن الدعوى الجنائية أو وقفها أو تعطيل سيرها في الأحوال التي حددها القانون.

فلا توقف الدعوى الجنائية إلا في أحوال حددها القانون ومنها ما ذكرته المادة (41) من القانون وهو في حالة إصابة المتهم بعاهة في عقله كما أن المادة (186) قد بينت أنه إذا كان الحكم في الدعوى الجنائية يتوقف على الفصل في دعوى جنائية أخرى فإنه يجب وقف الدعوى حتى يفصل في الثانية.

كما أن المادة التي تليها قد بينت أنه إذا كان الحكم في الدعوى الجنائية يتوقف على الفصل في مسألة من مسائل الأحوال الشخصية جاز للمحكمة أن توقف الدعوى وتمهل المتهم أو المدعي بالحقوق المدنية أو المجني عليه حسب الأحوال أجلا لرفع المسألة المذكورة إلى الجهة ذات الاختصاص ومثال ذلك رفع دعوى دعارة أو زنى على متهمة كانت متزوجة بعقد عرفي لتثبت الزوجية فتقف الدعوى الجنائية هذه حتى يفصل في دعوى إثبات الزوجية، أما مثال الوقف الأول فقد بينته المادة 234 عندما أمرت المحكمة بوقف الدعوى إذا طعن بالتزوير في ورقة ما يعتمد الحكم عليها في إدانة المتهم كمثل المتهم الذي يقدم للمحكمة في شكوى إصدار شيك بدون رصيد ويفصل في دعوى التزوير.

كما بينت المادة 247 حالة الوقف الرئيسية وهي عند إثبات أن المتهم غير قادر على الدفاع عن نفسه بسبب جنون أو اختلال عقلي أو ضعف عقلي أو نفسي جسيم طرأ عليه بعد وقوع الجريمة فيوقف رفع الدعوى عليه أو محاكمته حتى يعود إلى رشده.

مما تقدم رأينا أنه لا وقف للدعوى الجنائية في القانون البحريني إلا في الأحوال المبينة في القانون وبتطبيق ما نحت إليه المحاكم المختلفة في البحرين بعد صدور العفو العام بوقف الدعاوى إلى أجل غير مسمى نجد أن ما توقفها إلى أجل غير مسمى فإن ذلك ينطوي على أمر في غاية الخطورة وهو بقاء الدعوى معلقة فلا تسقط التهمة ولا تنقضي الدعوى مما يعني أن الآثار التي رتبها توجيه التهمة إلى أي فرد تبقى معه طوال المدة المقررة لانقضاء الدعوى معلقة فلا تسقط التهمة ولا تنقضي الدعوى بالتقادم إلا بمرور الزمن المسقط للعقوبة وحيث أن العقوبة في بعض الجرائم التي شملها العفو هي المؤبد مما يعني أن الشخص قد يضل معلقا لا يعلم مصير دعواه طوال هذه المدة ولا نعتقد أن ذلك هو ما رمى له العفو ولا نتمنى ذلك ولنحاول أن نكون متفائلين ونعتبر أن ذلك الوقف هو من أجل إنهاء إجراءات المتهمين 32 الموقوفين على ذمة دعوى مقتل ماجد أصغر بخش ومحمد رياض ومحاولة دهس شرطي في القرب من مجمع جيان وتفجير سيارة في المعامير في العام 2007.

وإذا صدق أملنا وانتهت إجراءات هؤلاء فيجب أن يصدر العفو في صورته القانونية التي حددها القانون ويجب أن تنقضي الدعوى الجنائية بالشكل الذي حدده القانون ويزول الوقف وتزول آثاره.

الأربعاء، 6 مايو 2009

آفاق العفو وآثار تعليق القضايا

لتسليط الضوء على معاني العفو العام والتداعيات القانونية لتعليق القضايا لأجل غير مسمى، يتشرف مجلس الكرامة بدعوة المحامي الأستاذ محمد التاجر




في محاضرة بعنوان:


آفاق العفو وآثار تعليق القضايا



المكان: منزل الدكتور عبدالجليل السنكيس بكرباباد
الوقت: الساعة 8:30 مساء الجمعة (ليلة السبت) الموافق 6 مايو 2009م

السبت، 25 أبريل 2009

حوار حول آخر مستجدات الساحة

مجلس الكرامة الأسبوعي
الكائن بقرية كرباباد – البحرين
الساعة الثامنة مساء
الفعالية: حوار حول آخر مستجدات الساحة
ليلة السبت- الموافق 24/4/2009



عاود ملتقى الكرامة الأسبوعي في كرباباد استقبال الضيوف الكرام ليلة السبت من كل أسبوع، كما استأنف فعالياته بحوار تناول فيه الحضور آخر المستجدات المطروحة على الساحة فيما يتعلق بطبيعة العلاقة بين أطراف المعارضة نفسها ومصير الحوار مع النظام حول الملفات التي تؤرق الوطن كالوثيقة الدستورية والتوطين (التجنيس) لأغراض سياسية والتمييز والشراكة في الحكم والتوزيع العادل للثروات والموارد.

ومهَّد الدكتور عبد الجليل السنكيس بالحديث حول ما تشهده الساحة من تجاذب وتدافع بين أطياف المعارضة وما يشيع من شعور وخوف من التصادم ووجود توجه لدى النظام بإثارة فتنة بين أوساط المعارضة مستفيداً مما اعتبره السنكيس ( تنفيساً ) وذلك بالإفراج عن العدد الأكبر من المعتقلين وعلى رأسهم الأستاذ حسن مشيمع والشيخ محمد حبيب المقداد.

كما دعا إلى التفكير حول وضع المعارضة وكيفية تنظيم العلاقة فيما بينها وتساءل عن الحل التوفيقي لتنظيم عمل المعارضة وضمان عدم التصادم بين أطيافها المختلفة ومدى مسئولية كافة الطبقات من القيادات والنخبة والقواعد الشعبية ودورها في القضية.


فيما يلي جانباً من المداخلات التي أثيرت خلال الحوار:


- بالنسبة للهدنة الحالية، قد يكون للوضع الإقليمي تأثير؛ لكن السبب الحقيقي هو الإرباك الذي حصل بسبب حركة الشارع وهذا جهد يجب أن نتبناه كما يجب ألا يتم إسقاطه، أما من ينسب لنفسه فقط ذلك الإنجاز فهذا يعتبر سرقة لجهود الآخرين.

- ينبغي علينا عندما نتعامل مع النظام ألا نعتقد بأنه ضعيف فهو يمتلك وسائل عديدة كالإعلام والأمن بينما الناس لا يملكون إلا قناعتهم واعتقادهم بعدالة قضيتهم.

- الدكتور عبد الجليل السنكيس: التحرك الشعبي ليس هو السبب الأوحد فيما حصل. نعم، الحالة البارزة هي التحرك الشعبي ولكن أعتقد أن هناك ضغوطا من جانب التجار والصحافة وكذلك المؤسسات الدبلوماسية والشركات الاستثمارية بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني والعلماء وغيرهم، كل هذه العوامل أسهمت في الوصول للمخرج المقبول نسبياً للجميع وهو ما أسميه (التنفيس). والسلطة استغلت ذلك في محاولة لتأزيم العلاقة بين أطياف المعارضة بإثارة الخلاف حول من سعى للإفراج عن المعتقلين، كما استطاعت تهيئة جو يعمل على تأزيم العلاقة في أوساط المعارضة المزعجة للنظام.

- الأستاذ محمد الشهابي: فيما يتعلق بالحوارات وطريقة تقييم المشهد السياسي في البحرين .. الغالبية تنظر من زاوية ضيقة ( أن هناك طرفان هما: السلطة والمعارضة) وأعتقد أن هذه نظرة قاصرة فنحن بلد صغير، وكل الكيانات الصغيرة تتأثر بما هو محيط بها. السلطة تدرك حجم المتغيرات الموجودة في المنطقة، والشعور بأن المشروع الأمريكي في المنطقة يهتز كما عبر بعض الساسة الأمريكيين.

ورفض الشهابي اعتبار أن السلطة تستطيع فرض كل شيء بدليل أنها لم تستطع أن تفرض المشروع الخاص بها... ما جرى (الحوار) كان في جلسات خاصة ولا يمكن التكهن بحقيقة ما حدث خلاله ولكن التساؤل أن النظام هل هو عاجز أن يدفع مبلغ الدية؟ أعتقد أنه قد تم استدراج بعض أطراف المعارضة إلى فخ كبير في حين أنه لابد من الاستفادة من حالة الضعف الموجودة لدى السلطة.
في تقديري أننا في هذا الموقف بحاجة إلى نوع من المجاهرة وكل مسئول من خلال موقعه، والمسئولية مضاعفة على من يتصدرون المشهد السياسي ... في الحد الأدنى، المطلوب هو موقف معلن وواضح وإبداء الرأي تجاه التوجه الأخير للسلطة. أخيرا، أرى أن تخسر المعارضة بعض أطرافها هو أفضل من أن تنتهي بكاملها، وأؤكد كما أنه ينبغي علينا الحذر من الاحتراب الداخلي لكن في نفس الوقت نحتاج لاستخدام لغة صريحة فيما بيننا.

- تحدث أحد الحضور حول مفهوم الإسلامي المبدئي الذي يتمسك بمبادئه مشيراً إلى سنة التدافع التي ينبغي أن تستمر في الأرض. وعلق في هذا السياق على ما تروج له الأنظمة العربية من أننا لا يمكن أن نواجه اسرائيل فهي دولة قوية والحال أن السر وراء ذلك ليس هو قوة اسرائيل بل هو أن بقاء تلك الأنظمة مرتبط ببقاء اسرائيل.
أما فيما يخص وضع المعارضة أيام التسعينات فإنه كان هناك انسجام بين قياداتها وكان القرار النهائي يخرج موحداً فيما بينها رغم أن الظروف المحيطة كانت أقسى كوجود نظام صدام ووضع اسرائيل التي لم تكن قد تلقت الهزيمة بعد.
وحول ما سمي بالهدنة بعد إطلاق سراح العدد الأكبر من المعتقلين قال بأن النظام هدف إلى القضاء على حركة حق وراهن على حدوث تراجع لدى الشارع وعلى تمكنه من السيطرة عليه وقام في هذا الصدد بعمل خطوة استباقية وهي حظر المواقع الالكترونية ... وأن العلماء قد وقعوا ضحية لعبة النظام بسبب اللقاء السري الذي جرى، ووجه نداء إلى المعارضة داعياً إياها إلى التنازل عن كبريائها من أجل مصلحة الشعب.

- فيما يخص وضع السلطة، قال أحد المتداخلين، إن النظام هو نظام قبلي والسلطة هي سلطة استبدادية تعتمد على مرتزقة وعلى اقتصاد أحادي (النفط)، ورأى أن ضعف الاقتصاد يؤدي إلى الضعف الدفاعي لدى السلطة، وهذا الضعف هو ما يضطر السلطة في الأخير إلى القبول بالهدنة.

- أحد المتداخلين قال بأن القناعة التي ينبغي أن يصل إليها الجميع أن أحداً لا يستطيع أن يلغي الطرف الآخر، مقترحاً أن يصار إلى توقيع ميثاق شرف بين أطياف المعارضة.

- وفي جواب له على سؤال حول نظرته المستقبلية حول العلاقة بين أطياف المعارضة قال الدكتور عبد الجليل السنكيس بأنه ما لم يتم تدارك العلاقة البينية في أوساط المعارضة من قبل العقلاء فإن السلطة ستسعى لافتعال حرب بينها ومدها بالخيل والرجال. ودعا كذلك إلى المكاشفة والتحاور في ظل أجواء هادئة كما أكد على أننا نحتاج إلى نفوس بعيدة عن النفس الحزبي.

فعاليات " محرم" بين الواقع والمعالجة

ندوة: فعاليات " محرم" بين الواقع والمعالجة
المكان: ملتقى مجلس الكرامة الأسبوعي – كرباباد / البحرين
الزمان: 8.30 مساء – ليلة السبت الموافق 26 ديسمبر 2008م
المنتدي: الأستاذ نادر المتروك – ناقد وكاتب صحفي


على مشارف شهر محرم الحرام استضاف مجلس الكرامة الأسبوعي قبل أن يعلق فعالياته بمناسبة عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام الأستاذ نادر المتروك الناقد والكاتب الصحفي ليسلط الضوء حول الواقع التي تقوم عليه فعاليات عاشوراء الإمام الحسين (ع) ويطرح مقترحاته حول مقاربتها وفهمها وسبل تطويرها.
وأكد المتروك في حديثه على أن عاشوراء هي مناسبة ولادة وخزان للقيم والمبادئ والأفكار، كما لفت إلى التطور الملحوظ والمتواصل التي تشهده المناسبة من تطوير وإبداع في البحرين. وأشار إلى أن الصراع كان على الدوام بين مؤسستين هما مؤسسة الحكم والمؤسسة الدينية وسعي الأولى لبسط نفوذها والسيطرة وفرض هيبتها. وتطرق كذلك في حديثه إلى العوامل المؤثرة في تطور المآتم الحسينية في البحرين، كما عرض إلى أبرز الموانع التي تعرقل إحياء عاشوراء كمناسبة جامعة خارجةً عن اللون الحزبي والمذهبي.

وفي بداية معالجته استعرض الأستاذ نادر المتروك ما أسماه بالمخطط التنفيذي للحادثة موضع المعالجة مؤكداً بأن عاشوراء وما أنتجته من مؤسسات وفعاليات تحتاج إلى مقاربة توازي منتوجاتها ومؤثراتها.

وأورد في هذا السياق ثلاثة مستويات طرحها لمعالجة أي حدث تاريخي وهي:
1. المستوى النصوصي: وتحديداً النصوص التأسيسية والذي تتولد منها المدارس والأفكار.
2. المستوى النظري.
3. المستوى التطبيقي (العملي).

وتساءل عن المدخل التقييمي الذي يمكننا من خلاله الحكم على المذاهب الفكرية والتاريخية ونضعها في إطار التقييم السليم والموضوعي. ومثل بالنص القرآني كنص تأسيسي والذي تولدت من خلاله العديد من المذاهب الدينية والثقافية، وطرح فكرة الظلم التي يتحدث عنها القرآن الكريم ويعتبر الظلم مثلبة كبرى وأن التمسك بالظلم يؤدي إلى الخلود في النار، ووقف النص القرآني موقفاً حازماً تجاه الظالمين ودعا إليه.

كيف تعاملت المذاهب المتفرعة من النص القرآني ؟
يقول المتروك: هناك مدرسة تفرع و تفصِّل المسألة وتقول ليس كل ظلم تتم مواجهته وبالخصوص على المستوى العسكري، وأضاف: تتعدد التنظيرات حول موقف القرآن من الظلم والظالمين. وقال إن مدرسة أهل السنة والجماعة وبسبب ظروفها التاريخية بلورت موقفاً مهادناً تجاه السلطات الحاكمة في ذلك الوقت ولجأت إلى التمسك بأفكار كنظرية وجوب طاعة ولاة الأمر وعدم جواز الخروج عليهم. وعلق المتروك بالقول إن الموقف التنظيري لا ينسجم مع النص القرآني في موضوع الظلم. ولفت إلى أن الممارسة العملية قد تختلف مع المستوى التنظيري لتتوافق مع المستوى النصوصي كما كانت عليه بعض الشخصيات التي تنتمي لمدرسة معينة لكن مواقفها وممارستها العملية كانت تختلف بشكل كبير مع تلك المدرسة التي ينتمون إليها.

واستطرد: في أبسط التحليلات نستطيع القول أن الإمام الحسين (ع) واجه الظالم في زمانه وقاد حملة ضد الحاكم باعتباره ظالماً وخارجاً عن الإسلام وأعلن "الثورة" ضدَّه. أهل السنة يقولون أن موقف الإمام الحسين (ع) وافق النص القرآني بخروجه على الحاكم لكنه أخطأ على مستوى التنظير وكذلك في الممارسة العملية بحمله النساء والأطفال معه إلى المعركة.

ورأى المتروك ألا مانع من طرح الأسئلة ونقد الممارسات البشرية لكن المشكلة تكمن في الأسلوب الأمثل للسؤال وفي منهج الشك داعياً إلى التحلي بشيء من الانضباط النقدي والنفسي في هذا المجال. وطرح تساؤلا: هل أن عاشوراء كلها حزن وسواد لا ينتهي؟


عاشوراء البحرين
يقول المتروك إن عاشوراء في البحرين يتميز بدينامية ( حيوية وحركية ) واستنهاض للمخيلة الإبداعية، وأرجع ذلك إلى عدم وقوف تلك المخيلة عند عاطفة الحزن والمأتمية كما أن الفعاليات من مثل حملات التبرع بالدم لم تقف عند تلك الحالة من الحزن والمأتمية، أضف إلى ذلك – حسب المتروك – انتشار التعليم وتنامي الطبقة المثقفة بحيث أصبحت عاشوراء موسماً للعديد من النشاطات الثقافية، ويضيف بتساؤل يبعث على التفكير: أمن الممكن أن يفعل الحزن الصامت والدموع الخرساء كل هذه النشاطات؟

ويرى المتروك أن السر كامن بين رسالة المأساة وإبداع وإقامة الحياة، وقال مؤكداً بعدم إمكانية الفصل فهم النهضة الحسينية بين المستويات الثلاث على الإطلاق، كما أن النص لا يمكن أن يفهم بمعزل عن النظرية ولا يمكن فهم النظرية بفصلها عن الممارسة العملية.

واستشهد بما توصل إليه الشهيد السيد محمد باقر الصدر في العراق بأنه لا يمكن على المستوى التنظيري على غير تنظير الإمام الحسين (ع) في مواجهة النظام القائم آنذاك؛ حيث شخّص أن تلك الفترة لا يجدي معها إلا المواجهة المباشرة كما في ظرف الإمام الحسين (ع).

ومن جديد يؤكد المتروك على عدم إمكانية الفصل بين المستويات الثلاثة قائلا بأن النظرية هي ثابتة بثبات النص الأساسي وهي تصلح لأزمنة عديدة وصالحة شكل دائم لكن السؤال هو كيف تمارس وتطبق على أرض الواقع.

يتابع: في التسلسل التاريخي الأخير هناك تقدم كبير في إحياء عاشوراء الحسين (ع) والسبب يكمن في الوعي المبكر لضرورة المزاوجة بين المأساة والمضمون الحيوي التي تمثله النهضة الحسينية، ولم يغب عنه أن يشير إلى بعض الاستثناءات، ومنها بعض الممارسات عند الخطباء، وضرورة عدم الاستغراق في بعض الممارسات التجديدية التي تغطي على المعاني القيمية للنهضة الحسينية.

وقال المتروك إن البحرين مكان مليء باللامتوقع وهي تضج بالمناسبات الموسمية غير الاعتيادية. وهذا الشهر (شهر محرم) يمرّ على مكان في هذا الكون لكن ليس كل مكان كالبحرين أو شعب كشعب البحرين، ليكون مطلوباً من الجميع أن يقرأ كيف هي البحرين وكيف هو شعبها وكيف حالها وما جرة عليها وكيف ترحل غدا.

ودعا الأستاذ المتروك إلى أن يكون لعاشوراء البحرين وظائفها الخاصة لأن البحرين ليست كالآخرين، مضيفاً: فلتكن عاشوراء البحرين مختلفة عن إيران ولبنان لتصبح نهضة الإمام الحسين (ع) بمخاطب حي ودائم.


أيهما يقع في خدمة الآخر: البحرين (المكان) أم عاشوراء؟
عاشوراء غير قابلة للاستنزاف وهي ولاّدة بالقيم وخزاناً من العبر والدروس، وهذه المعاني الاجتهادية ليست هي عاشوراء فقط. إن عاشوراء أشبه ما تكون بالمزنة التي تختزن الخير والبركة وهنا يأتي دور البلد وأهلها ليستمطروا تلك السحابة بما يمنح التراب مزيداً من القيم العالية.


ظاهرة استقدام الخطباء من الخارج
إن ظاهرة استقدام خطباء من خارج البحرين – بعد استبعاد التبريرات الأمنية والطائفية لإغلاق الباب على الخطباء القديرين – ليست محل النقاش؛ فلا توجد نوازع عنصرية ضد الأجانب في البحرين. هناك ما له صلة بالجانب المادي، في حين يعبر الخطباء المحليون عن تخوفهم من انخفاض الحظوظ والمطلوبية.... بعض الخطباء المحليين يساوون في مستواهم من الطرح الفكري وجودة النياحة خطباء الخارج، كما يرى البعض أن الجيل الجديد من الخطباء يفوق أولئك في المستوى داعياً إلى توفي آلية نقابية تحفظ حقوق الخطباء المحليين. هناك أسماء طالعة يتوقع أن تحدث تغييرات في مستوى الخطابة المحلية وهذا الجيل استطاع أن يعيد الحيوية للمنبر الحسيني. بعض المآتم ذات الوجاهة الاجتماعية تعمد لاستقدام خطباء متميزين من خارج البحرين، وهو ما يسهم في صدام ثقافي مع خطباء الداخل.


كيف تطبع عاشوراء باللون المحلي؟
اقترح المتروك في هذا السياق مراعاة القيم الكونية (الإنسانية) لعاشوارء، كما اقترح وجوب خضوع الإبداعات المحلية للراهن القائم. يقول المتروك: منا هنا يمكن النظر بإيجابية إلى مؤتمر عاشوراء السنوي الذي ينظمه المجلس العلمائي. و يمكننا القول أن البحرين خطت خطوات ملموسة في التجديد كالمؤتمر المذكور وعلى ضوء ذلك يحتفي الموسم بأشكال جديدة من الإحياء. كما دعا المتروك إلى زيادة الدعم والإمكانات ورفع الموانع والتحفظات ولتصبح عاشوراء البحرين علامة أصيلة لا بد من تكاتف أهلي تام. ودعا أيضاً إلى البعد عن التحزبات والانتماءات الحزبية، كما وضع على عاتق المؤسسات مهمة تبديد الهواجس المحيطة بالمناسبة.

الموانع:
- العقلية الحزبية في تمثيل عاشوراء: لا بد من ترسيخ القيم الخالصة من التكييفات الإيديولوجية؛ ... فعاشوراء ليست شحناً حزبياً أو إيديولوجيا.
- بطء مشروع الإدماج الوطني لعاشوراء.

ما هي العوامل التي تؤثر على تطور المآتم الحسيني في البحرين؟
عرض الأستاذ نادر المتروك ما طرحه باحث تونسي يدعى الدكتور محسن الهديلي الذي أنجز رسالة دكتوراه بأطروحة حول مآتم البحرين، وقال المتروك إنه يراها مؤسسات للصراع السياسي والاجتماعي، وهو ما رآه يمكن أن يمثل إيجابية للبحرين فهو يقول إن البحرين تزخر بالتنوعات والتوجهات السياسية، وباعتبار الطائفة الشيعية غالبية نجد المتصادمين يسعون لضمان الجماعة السياسية واحتضانها؛ فالمآتم باقية على الدوام وهي محل لعبور كل الجماعات باختلاف مستوياتها، وكذلك هي مكان لتقديم الأفكار السياسية والاجتماعية في البحرين. وهي استقبلت- أي المآتم- بسرعة كبيرة المتغيرات المحيطة بها.

ورأى المتروك أن المأتم هو أسرع وأشد جذبا من المؤسسات للفواعل الاجتماعية للضغط والسيطرة عليه، بما فيهم الوجهاء غير المحسوبين على التدين والالتزام.




























المداخلات:


د. أحمد التحو/ طبيب وناشط اجتماعي:

- سأعطي مشهداً عاصرته وهو عندما كنت في سفر الحج قابلت شخصاً أوروبياً أتى هو الآخر ليحج وكان متشيعاً، وهو بكونه أكد على محورية القضية الحسينية بالنسبة للشيعة لكنه رأى بعض الظواهر غير الحضارية المصاحبة لإحياء عاشوراء كالإسراف في إعداد الطعام ومستوى النظافة غير اللائق. وكوني عضو في إدارة أحد المآتم أدعو إلى إعادة دراسة مسألة استقدام الخطباء بالنظر إلى الكلفة العالية والتي تصل إلى 3000 دينار.
- لقد أصبحت القضية الحسينية مطية للكثيرين يعبرون من خلالها إلى المناصب والامتيازات.
- الفعاليات تحتاج لإعادة قراءة وتوجيه.


عبد الغني خنجر/ عضو اللجنة الوطنية للشهداء وضحايا التعذيب:

- أشكركم على المحاضرة الشيقة وأنا أعتبر ظاهرة الإسراف في الأطعمة هي الأبسط قياساً إلى ظاهرة هيمنة إدارات توارثية على المآتم، وكثير منهم تلعب السلطة بتلابيبهم كما تريد.
- فيما يتعلق بموقع السلطة وهيمنتها على إدارات المآتم أين هوالخلل، والمعالجة لهذا الخلل؟


عباس العمران/ ناشط حقوقي ونقابي:

- إنّ قوة شهر محرم هي في التعبئة والحضور الجماهيري، وإن أهم خطر يواجهه الموسم هو الاختراق عبر الخلية البندرية. الحكومة تهتم بإضعاف هذا الموسم إلى جانب اهتمامها بإضعاف المؤسسات المؤثرة على الساحة.
- الحكومة وعلى المستوى المنظور تسعى إلى إخراج وإبعاد إحياء موسم عاشوراء من العاصمة المنامة.


الشيخ جاسم/ رجل دين:

- أشكر الأستاذ نادر المتروك على هذا المجهود كما أشكر مجلس الكرامة على هذه الاستضافة.
- مهما شكك المشككون وتوجس المتوجسون وتفلسف المتفلسفون فإنهم لن يصلوا إلى حقيقة قدسية الإمام الحسين (ع)؛ لأنه مكتوب على ساق العرش: إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة.


مداخلة: تمنيت أن يتم التعليق على التصريحات الأخيرة لوزير الداخلية من قبل رجال الدين وخطباء الجمعة فهي تصريحات خطيرة.
الأستاذ نادر المتروك:

- الأئمة (ع) هم جزء لا يتجزأ من النص المقدس ولا أحمل شيئاً من التوجس أو الخوف من (أفكارهم ) وهم مصادر ولاّدة للمعاني والقيم.
- هناك ممارسات معينة يعتقد البعض أنها حسينية مقدسة وهي عند الآخرين مدعاة للاستهجان .. ينبغي أن نقوم بمطابقة هذه الممارسات من خلال النصوص المتفق عليها.
- أؤكد على كلام الأخ عباس العمران وأؤيده ... ولكن قبل أن تكون هنالك خطط بندرية، هنالك صراع بين مؤسستين هما مؤسسة الحكم والمؤسسة الدينية وبخاصة الشيعية التي تلتزم بفكرة الاستقلالية. السلطة تسعى لتطبيق قانونها وتعتبر تلك الاستقلالية تمسُّ هيبتها. السلطة تعتبر أن المؤسسة الدينية هي خصمها اللدود، وهذا لا يعني أن الفواعل الاجتماعية الأخرى ليست خصما، بل إن السلطة تعتبر القوى الاجتماعية المثقفة المنتمية للخط الديني هي التي تذكر المؤسسة الدينية بمهماتها عندما تنساها أو تتجاهلها.

الخميس، 25 ديسمبر 2008

محرم بين الواقع والمعالجة

يتشرف مجلس الكرامة باستضافة الكاتب الأستاذ نادر المتروك ليتحدث عن:






فعاليات "محرم" بين الواقع والمعالجة


وذلك في الساعة الثامنة والنصف من مساء الجمعة ليلة السبت الموافق 26 ديسمبر 2008م بمنزل الدكتور عبدالجليل السنكيس الواقع غرب مطعم زيارة.

الخميس، 4 ديسمبر 2008

الناقد التاريخي د.نادر يتحدث عن التاريخ بوصفه عبئاً


تشرف ملتقى مجلس الكرامة بدعوتكم لحضور ندوة الناقد التاريخي الدكتور نادر كاظم حول:





ًً"التاريخ بوصفه عبئاً"

في تمام الساعة الثامنة والنصف من مساء الجمعة (ليلة السبت) الموافق 5 ديسمبر 2008م
في مجلس الكرامة الواقع بمنزل الدكتور عبدالجليل السنكيس غرب مطعم زيارة في كرباباد.








الثلاثاء، 2 ديسمبر 2008

منع حملة حركة حق للتبرع بالدم – الحيثيات وخطوة قادمة

الفعالية: ندوة " منع حملة حركة حق للتبرع بالدم – الحيثيات وخطوة قادمة ".

الوقت والتاريخ: ليلة السبت الساعة 8.30 مساء – 28/11/2008م.

المكان: ملتقى مجلس الكرامة الأسبوعي / قرية كرباباد – البحرين.



على خلفية منع السلطات الفعالية الحضارية والإنسانية التي من المزمع ان تقيمها حركة الحريات والديمقراطية – حق- لرفد مخزون بنك الدم وإغاثة الحالات الكثيرة التي تتطلب نقل الدم بشكل مستمر، أقام ملتقى مجلس الكرامة الأسبوعي ندوة للحديث حول حيثيات وتفصيلات منع الحملة والخطوة القادمة للرد على هذا المنع.


بدأ الدكتور عبد الجليل السنكيس الحديث عن ملابسات منع الحملة وكشف عن الاتصالات التي جرت مع المسئولين بهذا الشأن. وأكد السنكيس على أن فكرة تنظيم حملة التبرع بالدم انطلقت من الشعور بالحاجة الماسة التي يتطلبها بنك الدم واستجابة للنداءات المتكررة التي صدرت منه، وأعرب عن أن حركة "حق" واضحة في تحركاتها وهي لا تنوي مزاحمة الآخرين ولكنها عملت على سد المساحات الشاغرة من خلال ما تمتلكه من قدرات.

وكشف عن النجاح الباهر الذي حققته الحملة الأولى في العام الماضي وإشادة مسئول مركز جد حفص والمسئولين في بنك الدم بالحملة بحيث تمكنت في غضون 3 ساعات من جمع 150 كيس دم.


وقال بأن الدعم الذي تلقته الحملة لهذه السنة كان متميزاً وتم زيادة عدد الفرق العاملة لتنظيم الحملة كما تمت زيادة عدد الأسرة إلى 20 سريراً مقارنة بـ 12 سريراً للعام الفائت، مشيراً إلى التقارير التي كانت تشيد بالحملة.


كما تحدث في الندوة الأمين العام لحركة حق الأستاذ حسن علي مشيمع الذي قدم شكره وتقديره وعرفانه لكل من وقف وتعاطف مع الحملة، فيما اعتبر ما قام به النظام من إقدامه على منع هذه الحملة الإنسانية للتبرع بالدم بالتخلف والعنجهية.

وقال بأن النظام درج على وصف الحركة وشعب البحرين بالإرهاب وممارسة العنف وحاول الترويج لمثل هذه الشائعات، وأن هذه الحملة جاءت لتعبر عن الواقع الإنساني والحضاري الذي يتمتع به شعب البحرين. وأضاف بأن النظام لا يسيء إلينا ويحرجنا بقدر ما يحرج ويسيء إلى نفسه عن طريق هذه الممارسات، وهو بذلك قد أظهر عدم مبالاته بالحالات الإنسانية وضرورة إعانة ومساعدة المحتاجين.

وأوضح بأن أمر المنع جاء مباشرة من الديوان الملكي وليس بناء على تحركات أحد أفراد الخلية البندرية كما يحاول النظام أن يشيع ذلك.

وحرص الأمين العام لحركة "حق" على النأي بالحملة الإنسانية للتبرع بالدم عن المناكفات السياسية وشدد على إبقائها ضمن إطارها الإنساني، ودعا المواطنين إلى التوجه إلى بنك الدم للتبرع بشكل حضاري يعكس رقي وحضارة شعب البحرين وتفويتاً للفرصة على النظام لتشويه وحرف المسألة عن نطاقها الطبيعي والتشنيع على المواطنين.

من جانبه وعد السنكيس بالعمل على فضح وكشف ممارسات النظام أمام العالم الذي لم يتحمل تنظيم حملة إنسانية لإنقاذ حياة الآخرين .

ودعا السنكيس المواطنين إلى التوجه بدء من يوم الأحد الموافق 30/11/2008م وحتى الخميس الموافق 4/12/2008م إلى بنك الدم المركزي للتبرع وإيصال رسالة تفيد حضارية وإنسانية شعب البحرين.

جانب من المداخلات والأسئلة:

س: هل تنصحوننا بأن نلبس الشارات التي تبين انتماءنا للحركة عند الذهاب للتبرع؟ وما العمل في حال منعنا من الدخول إلى بنك الدم للتبرع؟ وهل من الممكن القيام بتصوير الحدث؟

الأستاذ حسن مشيمع:

الجواب جاء على لسان مسئول وزارة الصحة الذي ردّ على الذين اعترضوا على الجهة المنظمة للحملة بأنه إذا جاء أحدهم يضع شعاراً للحركة على ملابسه، فهل يمنع من التبرع بسبب ذلك؟

هذه عقلية أطفال، كالمجنون الذي تعطيه سلاحاً فيهدد به الآخرين، و لا بأس بحمل ما يعبر عن انتمائك وقد يكون قلماً أو ما شابه ذلك، ليس هدفنا هو تسييس البعد الإنساني، ولتذهب العشرات للتبرع، أما المنع فلن يوقف هذه الممارسة. إن مجرد التواجد المكثف وغير الطبيعي يوصل رسالة. والتصوير (لتوثيق الحدث) بحد ذاته أمر جيد.

مداخلة – د. أحمد التحو: عبر الدكتور أحمد التحو عن تضامنه وتأييده للحركة، وتعليقاً على ما ورد في كلام الأستاذ حسن مشيمع حول التمييز ضد المواطنين استشهد بمثال عايشه كونه عضواً في غرفة تجارة وصناعة البحرين بعدم دفع فاتورة الكهرباء من أصحاب المناصب والمصالح العليا. كما تحدث عن الصراع والتنافس المحتدم بين الجهات الثلاثة وهي الملك وولي العهد ورئيس الوزراء، وقال بأن الملك وجد أن تجربة مجلس الشورى السابق لم تنجح فجاء بمشروع جديد. وذكر بأن الملك في الدول المتقدمة يملك ولا يحكم ومنصبه رمزي ويتركز دوره على تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية المتنازعة.

س: لماذا لا تقام الحملة في مستشفى خاص؟

الدكتور عبد الجليل السنكيس:

القضية ليست مناكفة، ولا نريد أن يتسبب ذلك في استهداف القطاع الخاص من قبل النظام ويتضرر نتيجة لذلك.

مداخلة: ينبغي فضح ونشر أسماء من لم يتعاونوا بالموافقة على الحملة.

الدكتور عبد الجليل السنكيس:

هم مجرد موظفين والقرار كان فوقيا، أما ذلك البندري فهو مجرد أداة تنفيذية.

مداخلة – الأستاذ محمد الشهابي: في تقديري إن قرار المنع يأتي ضمن سلسلة التخبطات التي تعيشها السلطة، والحضور اليوم يعكس وجودة ردة فعل قوية جداً وهو ما تخشاه السلطة. ضمن هذا السياق، صدمت قبل عدة أيام بصدور قرار بفصل الأستاذ المجاهد عبد الوهاب حسين من عمله، في حين أن هذا القرار يرفع من أسهم الأستاذ ولا يصب في مصلحة السلطة.

نضيف إلى تخبطات السلطة من خلال التصريح الأخير لوزير الداخلية، والمشكلة أن كل هذه التخبطات لا توجد مقابلها قدرة على استثمارها، وفصائل المعارضة فقدت دورها.

أرى أن البلد مقبلة نحو وعي سياسي جديد سيتأسس عليه واقع جديد، وأنصح هنا بقراءة بيان حركة أحرار البحرين والتدبر فيه.

علينا أن نتجاوز التوجس والخوف من جهة فقدت قدرتها على إخافة الناس والتهديد بالعودة إلى المربع الأول، السلطة تحتاج إلى إعادة النظر في أمور كثيرة، وكذلك الأمر بالنسبة للمعارضة فهي مطالبة بأن تعيد النظر في خطابها الذي كان تراجعياً طيلة الفترة السابقة.

الأستاذ حسن مشيمع رداً على مداخلة مكتوبة بأن الحركة هي حركة سياسية وليست جهة خيرية أو تطوعية:

ليس الغرض هو التراشق السياسي، والكلام عن أن الحركة استراتيجيتها سياسية بحتة غير صحيح، والقول به يعني عدم المعرفة بأبجديات عمل المعارضات. لأنك كمعارضة تحمل رسالة تريد من خلالها أن تخدم الإنسان في جميع أبعاد حياته. كل المعارضات لديها أبعاد متنوعة تقوم بممارستها.