الاثنين، 1 يونيو 2009

ندوة " انفلونزا الخنازير .. حقائق ومخاوف "







مجلس الكرامة الأسبوعي
ندوة " انفلونزا الخنازير .. حقائق ومخاوف "
المنتدي: الدكتور عادل سلمان الصياد
استشاري طب العائلة والوبائيات
رئيس وحدة مكافحة الأمراض المعدية
ليلة السبت – الساعة الثامنة والنصف مساء 29 /5/2009م





في مشاركته في مجلس الكرامة لهذا الأسبوع شرح الدكتور عادل الصياد بعض المعلومات المتعلقة بماعرف بمرض انفلونزا الخنازير H1N1 مستعرضا أنواع الانفلونزا وتطور مرض انفلونوا الخنازير مشيرا إلى أن الاعتقاد السائد كان يؤكد القضاء على الأمراض المعدية في نهاية السبعينات من القرن الماضي لكن اتضح أنها عادت في بداية الثمانينات من القرن نفسه.

وطمأن الصياد المواطنين بخصوص الحالة التي وضعت تحت الرقابة الصحية في المستشفى وقال إن وضعه عادي وأنه لا يعتبر مصدر للعدوى على اعتبار أنه قد تم علاجه وسيخرج خلال يومين.

وأكد بأن مستوى الجاهزية والاستعداد في الخدمات الصحية له تأثير بخصوص المرض ومثال على ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية سجلت أعلى نسبة إصابات بالمرض بينما المكسيك فيها أكبر عدد وفيات.

وفي جوابه على أسئلة الحضور لفت الصياد إلى استمرار عجلة الحياة بشكل طبيعي وعدم الذعر أو التوجس مع مراعاة اتخاذ كافة الاحتياطات.










ما هي إنفلونزا الخنازير؟
إنلفونزا الخنازير مرض تنفسي حاد شديد العدوى يصيب الخنازير ويسببه واحد أو أكثر من فيروسات إنفلونوا الخنازير من نمط (A). ويتسم هذا المرض، عادة، بمعدلات مراضة عالية ومعدلات إماتة منخفضة ( 1% - 4% ). وينتشر الفيروس المسبب للمرض بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة، والخنازير الحاملة للمرض العديمة الأعراض. ويسجل وقوع فاشيات من هذا المرض بين الخنازير على مدار السنة، مع ارتفاع نسبة حدوثها في موسمي الخريف والشتاء في المناطق المعتدلة المناخ. وتميل كثير من البلدان إلى تطعيم أسراب الخنازير ضد هذا المرض بشكل روتيني.

ما هي أنواع فيروس إنفلونزا الطيور؟
تنتمي فيروسات إنفلونزا الخنازير، في معظم الأحيان، إلى النمط الفرعي H1N1، ولكن هناك أنماطا فيروسية فرعية تدور أيضا بين الخنازير ( مثل الأنماط الفرعية H1N2 و H3N1 و H3N2 ). ويمكن أن تصاب الخنازير كذلك بفيروسات إنفلونزا الطيور وفيروسات الإنفلونزا البشرية الموسمية وفيروسات إنفلونزا الخنازير. وكان البعض يعتقد أن البشر هم الذين تسببوا أصلا في إدخال النمط الفيروسي H3N2 بين الخنازير. ويمكن أن يصاب الخنازير، في بعض الأحيان، بأكثر من فيروس في آن واحد، مما يمكن جينات تلك الفيروسات من الاختلاط ببعضها البعض. ويمكن أن يؤدي ذلك الاختلاط إلى نشوء فيروس من فيروسات الإنفلونزا يحتوي على جينات من مصادر مختلفة ويطلق عليه اسم الفيروس " المتفارز ". وعلى الرغم من أن فيروسات إنفلونزا الخنازير تمثل، عادة، أنواعا فيروسية مميزة لا تصيب إلا الخنازير، فإنها تمكن، أحيانا، من اختراق الحواجز القائمة بين الأنواع وإصابة البشر، والفيروس المنتشر حاليا في المكسيك وأمريكا ينتمي إلى هذا النوع من الفيروسات.

هل يمكن للبشر التقاط إنفلونزا الخنازير؟
فيروسات إنفلونزا الخنازير عادة لا تصيب البشر. ولكن حصلت إصابات بشرية متفرقة بإنفلونزا الخنازير حيث أم معظم هذه الحالات تحدث في الأشخاص الذين لهم اتصال مباشر بالخنازير. وبالإضافة إلى ذلك، كانت هناك حالات موثقة لنقل إنفلونزا الخنازير بين البشر.

ما هي أعراض إنفلونزا الخنازير في البشر؟
أعراض إنلفونزا الخنازير في البشر مشابهة لأعراض الإنلفونزا الموسمية العادية البشرية، وتشمل الحمى والخمول، وانعدام الشهية والسعال، كما أن بعض الناس المصابين بإنفلونزا الخنازير عانوا أيضا من سيلان الأنف، التهاب الحلق، والغثيان والتقيؤ والإسهال.

ما هي آثار هذا المرض على صحة البشر؟
لقد تم الإبلاغ، من حين لآخر، عن وقوع فاشيات وحالات متفرقة من العدوى البشرية بإنفلونزا الخنازير. وتتشابه الأعراض السريرية لهذا المرض، عادة، مع أعراض الإنفلونزا الموسمية، غير أن نطاق السمات السريرية المبلغ عنها يتراوح بين عدوى عديمة الأعراض إلى التهاب رئوي وخيم يؤدي إلى الوفاة.
وقد تم الكشف عن معظم الحالات بمحض الصدفة بفضل أنشطة ترصد الإنفلونزا الموسمية، وذلك بسبب تشابه السمات السريرية النمطية لإنفلونزا الخنازير التي تصيب البشر مع الإنلفونزا الموسمية وغيرها من أنواع العدوى الحادة التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، ومن المحتمل أن الحالات المعتدلة أو العديمة الأعراض قد فلتت من عملية الترصد ولم يكشف عنها؛ وعليه فإن الحجم الحقيقي لهذا المرض بين البشر لا يزال مجهولا.

أين حدثت الحالات البشرية؟
لقد تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية، منذ بء نفاذ اللوائح الصحية الدولية (2005) في عام 2007، عن وقوع حالات من إنلفونزا الخنازير في الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا، وأخيرا تم الإبلاغ عنه في العديد من دول العالم الأخرى مثل المكسيك وبعض الدول الأوربية.

كيف يصاب المرء بهذا المرض؟
يكتسب البشر هذه العدوى، عادة، من الخنازير، غير أنه لم يتبين، في بعض
الحالات البشرية، وجود تعامل مع الخنازير أو بيئيات تعيش فيها تلك الحيوانات. وسجل، في بعض الحالات، انتقال العدوى بين البشر ولكنها ظلت محصورة بين أشخاص خالطوا المصابين عن كثب وبين مجموعات محدودة.

كيف يمكن تشخيص الإصابات البشرية بإنفلونزا الخنازير؟
لتشخيص الإصابة بإنفلونزا الخنازير (A)، يجب أن تجمع عينات من الجهاز التنفسي العلوي ( البلعوم وخلف الأنف ) بين أول 4 و5 أيام من المرض ( عندما يكون الشخص أكثرا إفرازا للفيروس ). غير أن بعض الأشخاص، وبخاصة الأطفال، قد يفرز الفيروس لمدة 10 أيام أو أكثر.

ما هي البلدان التي تضررت من الفاشيات التي تصيب الخنازير؟
إن إنفلونزا الخنازير من الأمراض التي لا يجب إخطار السلطات الدولية المعنية بصحة الحيوان ( المنظمة العالمية لصحة الحيوان www.oie.net ( بحدوثها، وعليه فإن الغموض ما زال يكتنف توزيعها بين الحيوانات على الصعيد الدولي. ومن المعروف أيضا أن فاشيات من هذا المرض وقعت بين الخنازير في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوروبا ( بما في ذلك الممكلة المتحدة والسويد وإيطاليا ) وأفريقيا (كينيا) وبعض المناطق من شرق آسيا بما في ذلك الصين واليابان.

ماذا عن مخاطر الجائحة؟
من الأرجح أن لا يكون لدى معظم الناس، ولا سيما أولئك الذين لا يتعاملون مع الخنازير بانتظام، أية مناعة ضد فيروسات إنفلونزا الخنازير يمكنها وقايتهم من العدوى. وإذا تمكن فيروس إنفلونزا الخنازير من الانتقال بين البشر بفعالية، فسيصبح قادرا على إحداث جائحة. ومن الصعب التنبؤ بالآثار التي قد تخلفها جائحة من هذا القبيل. ذلك أن آثارها تعتمد على قوة الفيروس ومستوى المناعة الموجودة لدى الناس والحماية الشاملة التي تضمنها الأجسام المضادة المكتسبة من العدوى بالإنفلونزا الموسمية والخصائص الصحية للناس المعرضين.

هل يوجد لقاح لحماية البشر من إنفلونزا الخنازير؟
تتوفر لقاحات تعطى للخنازير لمنع إنفلونزا الخنازير، ولكن لا يوجد لقاح لحماية البشر من إنفلونزا الخنازير. ولا يعرف ما إذا كانت اللقاحات المتوافرة حاليا لمكافحة الإنفلونزا الموسمية قادرة على توفير حماية ضد هذا المرض. ذلك أن فيروسات الإنفلونزا تتغير بسرعة فائقة. ومن الأهمية بمكان استحداث لقاح ضد السلالة الفيروسية التي تدور حاليا من أجل توفير أعلى مستوى ممكن من الحماية للأشخاص المطعمين. وعليه لابد لمنظمة الصحة العالمية من الحصول على أكبر عدد ممكن من الفيروسات للتمكن من اختيار أنسب فيروس لاستحداث لقاح مرشح.

ما هي الأدوية المتوافرة لعلاج هذا المرض؟
تمتلك بعض البلدان أدوية مضادة للفيروسات لمكافحة الإنفلونزا الموسمية وتلك الأدوية قادرة على توقي ذلك المرض وعلاجه بفعالية مثل دواء ( oseltamivir ).
والجدير بالذكر أن معظم حالات إنفلونزا الخنازير التي أبلغ عنها سابقا شفيت تماما من المرض دون أية رعاية طبية ودون أدوية مضادة للفيروسات.
وهناك ما يكفي من المعلومات لإصدار توصية بشأن استعمال الأدوية المضادة للفيروسات في توقي وعلاج العدوى بفيروس إنفلونزا الخنازير. ولا بد للأطباء من اتخاذ القرارات في هذا الشأن استنادا إلى التقييم السريري والوبائي والوزن بين الأضرار والمنافع المرتبطة بخدمات التوقية / العلاج التي تقدم للمريض.

ما هي درجة الخطوةر في حالة الإصابة بين البشر؟
إن حالات إنفلونزا الخنازير التي سجلت في الماضي بين الشركات كانت معتدلة عموما، ولكن من المعروف أن تلك العدوى تسببت في وقوع مرض وخيم مثل الاتهاب الرئوي. غير أن السمات السريرية التي تطبع الفاشيات التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك مختلفة عن ما سجل من قبل، حيث شفي بعض المصابين من المرض دون أية رعاية طبية والبعض الآخر أصيب بالشكل المرضي الوخيم.

كيف يمكنني حماية نفسي من اكتساب إنفلونزا الخنازير من أناس مصابين بالعدوى؟
لحماية نفسك يجب عليك اتخاذ الاحتياطات الوقائية العامة لمرض الإنفلونزا والتي تشمل:
- تجنب مخالطة الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض والذين يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة والسعال.
- اغسل يديك جيدا بالماء والصابون وبصورة متكررة.
- احرص على ممارسة العادات الصحية الجيدة مثل النوم لفترة كافية، وتناول أطعمة صحية ومغذية، والقيام بالأنشطة الرياضية بصورة مستمرة.

أما في حالة وجود شخص مصاب بالبيت فيفضل اتخاذ الإجراءات التالية:
- عزل المريض في قسم من البيت، أما إذا لم يكن ذلك ممكنا، فيجب على المصاب البقاء لمسافة متر أو أكثر بعيدا عن الآخرين.
- قم بتغطية فمك وأنفك عند العناية بشخص مريض بالإنفلونزا، ويمكن الحصول على غطاء الفم والأنف من الصيدليات أو استخدام المناديل الورقية التي يجب التخلص منها لاحقا.
- اغسل يديك جيدا بالماء والصابون بعد كل اتصال بالمريض.
- حاول تحسين التيار الهوائي في مكان المريض عن طريق فتح الأبواب والنوافذ.
- ابقي على المحيط نظيفا باستخدام أدوات التنظيف المنزلية المتوفرة.

هل هناك إرشادات معينة للمسافرين؟
بصورة عامة ينصح بعدم السفر إلى الدول الموبوءة بالمرض والتي من المحتمل أن تزداد بصورة مستمرة، وعليه فيفضل بصورة عامة تأجيل السفر حتى تتضح الأمور بالنسبة لهذا المرض في العالم.
في حالة ضرورة السفر، فيفضل اتخاذ الاحتياطات التالية:
- مراجعة وضع الدولة المراد السفر إليها.
- استخدام الكمامات الواقية في المطارات خصوصا المزدحمة منها.
- الحرص إجراءات النظافة الشخصية العامة ( كما بالأعلى ).
- مراجعة الطبيب عند الشعور بأعراض الإنفلونزا سواء خلال السفر أو عند العودة.

ليست هناك تعليقات: