السبت، 25 أبريل 2009

حوار حول آخر مستجدات الساحة

مجلس الكرامة الأسبوعي
الكائن بقرية كرباباد – البحرين
الساعة الثامنة مساء
الفعالية: حوار حول آخر مستجدات الساحة
ليلة السبت- الموافق 24/4/2009



عاود ملتقى الكرامة الأسبوعي في كرباباد استقبال الضيوف الكرام ليلة السبت من كل أسبوع، كما استأنف فعالياته بحوار تناول فيه الحضور آخر المستجدات المطروحة على الساحة فيما يتعلق بطبيعة العلاقة بين أطراف المعارضة نفسها ومصير الحوار مع النظام حول الملفات التي تؤرق الوطن كالوثيقة الدستورية والتوطين (التجنيس) لأغراض سياسية والتمييز والشراكة في الحكم والتوزيع العادل للثروات والموارد.

ومهَّد الدكتور عبد الجليل السنكيس بالحديث حول ما تشهده الساحة من تجاذب وتدافع بين أطياف المعارضة وما يشيع من شعور وخوف من التصادم ووجود توجه لدى النظام بإثارة فتنة بين أوساط المعارضة مستفيداً مما اعتبره السنكيس ( تنفيساً ) وذلك بالإفراج عن العدد الأكبر من المعتقلين وعلى رأسهم الأستاذ حسن مشيمع والشيخ محمد حبيب المقداد.

كما دعا إلى التفكير حول وضع المعارضة وكيفية تنظيم العلاقة فيما بينها وتساءل عن الحل التوفيقي لتنظيم عمل المعارضة وضمان عدم التصادم بين أطيافها المختلفة ومدى مسئولية كافة الطبقات من القيادات والنخبة والقواعد الشعبية ودورها في القضية.


فيما يلي جانباً من المداخلات التي أثيرت خلال الحوار:


- بالنسبة للهدنة الحالية، قد يكون للوضع الإقليمي تأثير؛ لكن السبب الحقيقي هو الإرباك الذي حصل بسبب حركة الشارع وهذا جهد يجب أن نتبناه كما يجب ألا يتم إسقاطه، أما من ينسب لنفسه فقط ذلك الإنجاز فهذا يعتبر سرقة لجهود الآخرين.

- ينبغي علينا عندما نتعامل مع النظام ألا نعتقد بأنه ضعيف فهو يمتلك وسائل عديدة كالإعلام والأمن بينما الناس لا يملكون إلا قناعتهم واعتقادهم بعدالة قضيتهم.

- الدكتور عبد الجليل السنكيس: التحرك الشعبي ليس هو السبب الأوحد فيما حصل. نعم، الحالة البارزة هي التحرك الشعبي ولكن أعتقد أن هناك ضغوطا من جانب التجار والصحافة وكذلك المؤسسات الدبلوماسية والشركات الاستثمارية بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني والعلماء وغيرهم، كل هذه العوامل أسهمت في الوصول للمخرج المقبول نسبياً للجميع وهو ما أسميه (التنفيس). والسلطة استغلت ذلك في محاولة لتأزيم العلاقة بين أطياف المعارضة بإثارة الخلاف حول من سعى للإفراج عن المعتقلين، كما استطاعت تهيئة جو يعمل على تأزيم العلاقة في أوساط المعارضة المزعجة للنظام.

- الأستاذ محمد الشهابي: فيما يتعلق بالحوارات وطريقة تقييم المشهد السياسي في البحرين .. الغالبية تنظر من زاوية ضيقة ( أن هناك طرفان هما: السلطة والمعارضة) وأعتقد أن هذه نظرة قاصرة فنحن بلد صغير، وكل الكيانات الصغيرة تتأثر بما هو محيط بها. السلطة تدرك حجم المتغيرات الموجودة في المنطقة، والشعور بأن المشروع الأمريكي في المنطقة يهتز كما عبر بعض الساسة الأمريكيين.

ورفض الشهابي اعتبار أن السلطة تستطيع فرض كل شيء بدليل أنها لم تستطع أن تفرض المشروع الخاص بها... ما جرى (الحوار) كان في جلسات خاصة ولا يمكن التكهن بحقيقة ما حدث خلاله ولكن التساؤل أن النظام هل هو عاجز أن يدفع مبلغ الدية؟ أعتقد أنه قد تم استدراج بعض أطراف المعارضة إلى فخ كبير في حين أنه لابد من الاستفادة من حالة الضعف الموجودة لدى السلطة.
في تقديري أننا في هذا الموقف بحاجة إلى نوع من المجاهرة وكل مسئول من خلال موقعه، والمسئولية مضاعفة على من يتصدرون المشهد السياسي ... في الحد الأدنى، المطلوب هو موقف معلن وواضح وإبداء الرأي تجاه التوجه الأخير للسلطة. أخيرا، أرى أن تخسر المعارضة بعض أطرافها هو أفضل من أن تنتهي بكاملها، وأؤكد كما أنه ينبغي علينا الحذر من الاحتراب الداخلي لكن في نفس الوقت نحتاج لاستخدام لغة صريحة فيما بيننا.

- تحدث أحد الحضور حول مفهوم الإسلامي المبدئي الذي يتمسك بمبادئه مشيراً إلى سنة التدافع التي ينبغي أن تستمر في الأرض. وعلق في هذا السياق على ما تروج له الأنظمة العربية من أننا لا يمكن أن نواجه اسرائيل فهي دولة قوية والحال أن السر وراء ذلك ليس هو قوة اسرائيل بل هو أن بقاء تلك الأنظمة مرتبط ببقاء اسرائيل.
أما فيما يخص وضع المعارضة أيام التسعينات فإنه كان هناك انسجام بين قياداتها وكان القرار النهائي يخرج موحداً فيما بينها رغم أن الظروف المحيطة كانت أقسى كوجود نظام صدام ووضع اسرائيل التي لم تكن قد تلقت الهزيمة بعد.
وحول ما سمي بالهدنة بعد إطلاق سراح العدد الأكبر من المعتقلين قال بأن النظام هدف إلى القضاء على حركة حق وراهن على حدوث تراجع لدى الشارع وعلى تمكنه من السيطرة عليه وقام في هذا الصدد بعمل خطوة استباقية وهي حظر المواقع الالكترونية ... وأن العلماء قد وقعوا ضحية لعبة النظام بسبب اللقاء السري الذي جرى، ووجه نداء إلى المعارضة داعياً إياها إلى التنازل عن كبريائها من أجل مصلحة الشعب.

- فيما يخص وضع السلطة، قال أحد المتداخلين، إن النظام هو نظام قبلي والسلطة هي سلطة استبدادية تعتمد على مرتزقة وعلى اقتصاد أحادي (النفط)، ورأى أن ضعف الاقتصاد يؤدي إلى الضعف الدفاعي لدى السلطة، وهذا الضعف هو ما يضطر السلطة في الأخير إلى القبول بالهدنة.

- أحد المتداخلين قال بأن القناعة التي ينبغي أن يصل إليها الجميع أن أحداً لا يستطيع أن يلغي الطرف الآخر، مقترحاً أن يصار إلى توقيع ميثاق شرف بين أطياف المعارضة.

- وفي جواب له على سؤال حول نظرته المستقبلية حول العلاقة بين أطياف المعارضة قال الدكتور عبد الجليل السنكيس بأنه ما لم يتم تدارك العلاقة البينية في أوساط المعارضة من قبل العقلاء فإن السلطة ستسعى لافتعال حرب بينها ومدها بالخيل والرجال. ودعا كذلك إلى المكاشفة والتحاور في ظل أجواء هادئة كما أكد على أننا نحتاج إلى نفوس بعيدة عن النفس الحزبي.

فعاليات " محرم" بين الواقع والمعالجة

ندوة: فعاليات " محرم" بين الواقع والمعالجة
المكان: ملتقى مجلس الكرامة الأسبوعي – كرباباد / البحرين
الزمان: 8.30 مساء – ليلة السبت الموافق 26 ديسمبر 2008م
المنتدي: الأستاذ نادر المتروك – ناقد وكاتب صحفي


على مشارف شهر محرم الحرام استضاف مجلس الكرامة الأسبوعي قبل أن يعلق فعالياته بمناسبة عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام الأستاذ نادر المتروك الناقد والكاتب الصحفي ليسلط الضوء حول الواقع التي تقوم عليه فعاليات عاشوراء الإمام الحسين (ع) ويطرح مقترحاته حول مقاربتها وفهمها وسبل تطويرها.
وأكد المتروك في حديثه على أن عاشوراء هي مناسبة ولادة وخزان للقيم والمبادئ والأفكار، كما لفت إلى التطور الملحوظ والمتواصل التي تشهده المناسبة من تطوير وإبداع في البحرين. وأشار إلى أن الصراع كان على الدوام بين مؤسستين هما مؤسسة الحكم والمؤسسة الدينية وسعي الأولى لبسط نفوذها والسيطرة وفرض هيبتها. وتطرق كذلك في حديثه إلى العوامل المؤثرة في تطور المآتم الحسينية في البحرين، كما عرض إلى أبرز الموانع التي تعرقل إحياء عاشوراء كمناسبة جامعة خارجةً عن اللون الحزبي والمذهبي.

وفي بداية معالجته استعرض الأستاذ نادر المتروك ما أسماه بالمخطط التنفيذي للحادثة موضع المعالجة مؤكداً بأن عاشوراء وما أنتجته من مؤسسات وفعاليات تحتاج إلى مقاربة توازي منتوجاتها ومؤثراتها.

وأورد في هذا السياق ثلاثة مستويات طرحها لمعالجة أي حدث تاريخي وهي:
1. المستوى النصوصي: وتحديداً النصوص التأسيسية والذي تتولد منها المدارس والأفكار.
2. المستوى النظري.
3. المستوى التطبيقي (العملي).

وتساءل عن المدخل التقييمي الذي يمكننا من خلاله الحكم على المذاهب الفكرية والتاريخية ونضعها في إطار التقييم السليم والموضوعي. ومثل بالنص القرآني كنص تأسيسي والذي تولدت من خلاله العديد من المذاهب الدينية والثقافية، وطرح فكرة الظلم التي يتحدث عنها القرآن الكريم ويعتبر الظلم مثلبة كبرى وأن التمسك بالظلم يؤدي إلى الخلود في النار، ووقف النص القرآني موقفاً حازماً تجاه الظالمين ودعا إليه.

كيف تعاملت المذاهب المتفرعة من النص القرآني ؟
يقول المتروك: هناك مدرسة تفرع و تفصِّل المسألة وتقول ليس كل ظلم تتم مواجهته وبالخصوص على المستوى العسكري، وأضاف: تتعدد التنظيرات حول موقف القرآن من الظلم والظالمين. وقال إن مدرسة أهل السنة والجماعة وبسبب ظروفها التاريخية بلورت موقفاً مهادناً تجاه السلطات الحاكمة في ذلك الوقت ولجأت إلى التمسك بأفكار كنظرية وجوب طاعة ولاة الأمر وعدم جواز الخروج عليهم. وعلق المتروك بالقول إن الموقف التنظيري لا ينسجم مع النص القرآني في موضوع الظلم. ولفت إلى أن الممارسة العملية قد تختلف مع المستوى التنظيري لتتوافق مع المستوى النصوصي كما كانت عليه بعض الشخصيات التي تنتمي لمدرسة معينة لكن مواقفها وممارستها العملية كانت تختلف بشكل كبير مع تلك المدرسة التي ينتمون إليها.

واستطرد: في أبسط التحليلات نستطيع القول أن الإمام الحسين (ع) واجه الظالم في زمانه وقاد حملة ضد الحاكم باعتباره ظالماً وخارجاً عن الإسلام وأعلن "الثورة" ضدَّه. أهل السنة يقولون أن موقف الإمام الحسين (ع) وافق النص القرآني بخروجه على الحاكم لكنه أخطأ على مستوى التنظير وكذلك في الممارسة العملية بحمله النساء والأطفال معه إلى المعركة.

ورأى المتروك ألا مانع من طرح الأسئلة ونقد الممارسات البشرية لكن المشكلة تكمن في الأسلوب الأمثل للسؤال وفي منهج الشك داعياً إلى التحلي بشيء من الانضباط النقدي والنفسي في هذا المجال. وطرح تساؤلا: هل أن عاشوراء كلها حزن وسواد لا ينتهي؟


عاشوراء البحرين
يقول المتروك إن عاشوراء في البحرين يتميز بدينامية ( حيوية وحركية ) واستنهاض للمخيلة الإبداعية، وأرجع ذلك إلى عدم وقوف تلك المخيلة عند عاطفة الحزن والمأتمية كما أن الفعاليات من مثل حملات التبرع بالدم لم تقف عند تلك الحالة من الحزن والمأتمية، أضف إلى ذلك – حسب المتروك – انتشار التعليم وتنامي الطبقة المثقفة بحيث أصبحت عاشوراء موسماً للعديد من النشاطات الثقافية، ويضيف بتساؤل يبعث على التفكير: أمن الممكن أن يفعل الحزن الصامت والدموع الخرساء كل هذه النشاطات؟

ويرى المتروك أن السر كامن بين رسالة المأساة وإبداع وإقامة الحياة، وقال مؤكداً بعدم إمكانية الفصل فهم النهضة الحسينية بين المستويات الثلاث على الإطلاق، كما أن النص لا يمكن أن يفهم بمعزل عن النظرية ولا يمكن فهم النظرية بفصلها عن الممارسة العملية.

واستشهد بما توصل إليه الشهيد السيد محمد باقر الصدر في العراق بأنه لا يمكن على المستوى التنظيري على غير تنظير الإمام الحسين (ع) في مواجهة النظام القائم آنذاك؛ حيث شخّص أن تلك الفترة لا يجدي معها إلا المواجهة المباشرة كما في ظرف الإمام الحسين (ع).

ومن جديد يؤكد المتروك على عدم إمكانية الفصل بين المستويات الثلاثة قائلا بأن النظرية هي ثابتة بثبات النص الأساسي وهي تصلح لأزمنة عديدة وصالحة شكل دائم لكن السؤال هو كيف تمارس وتطبق على أرض الواقع.

يتابع: في التسلسل التاريخي الأخير هناك تقدم كبير في إحياء عاشوراء الحسين (ع) والسبب يكمن في الوعي المبكر لضرورة المزاوجة بين المأساة والمضمون الحيوي التي تمثله النهضة الحسينية، ولم يغب عنه أن يشير إلى بعض الاستثناءات، ومنها بعض الممارسات عند الخطباء، وضرورة عدم الاستغراق في بعض الممارسات التجديدية التي تغطي على المعاني القيمية للنهضة الحسينية.

وقال المتروك إن البحرين مكان مليء باللامتوقع وهي تضج بالمناسبات الموسمية غير الاعتيادية. وهذا الشهر (شهر محرم) يمرّ على مكان في هذا الكون لكن ليس كل مكان كالبحرين أو شعب كشعب البحرين، ليكون مطلوباً من الجميع أن يقرأ كيف هي البحرين وكيف هو شعبها وكيف حالها وما جرة عليها وكيف ترحل غدا.

ودعا الأستاذ المتروك إلى أن يكون لعاشوراء البحرين وظائفها الخاصة لأن البحرين ليست كالآخرين، مضيفاً: فلتكن عاشوراء البحرين مختلفة عن إيران ولبنان لتصبح نهضة الإمام الحسين (ع) بمخاطب حي ودائم.


أيهما يقع في خدمة الآخر: البحرين (المكان) أم عاشوراء؟
عاشوراء غير قابلة للاستنزاف وهي ولاّدة بالقيم وخزاناً من العبر والدروس، وهذه المعاني الاجتهادية ليست هي عاشوراء فقط. إن عاشوراء أشبه ما تكون بالمزنة التي تختزن الخير والبركة وهنا يأتي دور البلد وأهلها ليستمطروا تلك السحابة بما يمنح التراب مزيداً من القيم العالية.


ظاهرة استقدام الخطباء من الخارج
إن ظاهرة استقدام خطباء من خارج البحرين – بعد استبعاد التبريرات الأمنية والطائفية لإغلاق الباب على الخطباء القديرين – ليست محل النقاش؛ فلا توجد نوازع عنصرية ضد الأجانب في البحرين. هناك ما له صلة بالجانب المادي، في حين يعبر الخطباء المحليون عن تخوفهم من انخفاض الحظوظ والمطلوبية.... بعض الخطباء المحليين يساوون في مستواهم من الطرح الفكري وجودة النياحة خطباء الخارج، كما يرى البعض أن الجيل الجديد من الخطباء يفوق أولئك في المستوى داعياً إلى توفي آلية نقابية تحفظ حقوق الخطباء المحليين. هناك أسماء طالعة يتوقع أن تحدث تغييرات في مستوى الخطابة المحلية وهذا الجيل استطاع أن يعيد الحيوية للمنبر الحسيني. بعض المآتم ذات الوجاهة الاجتماعية تعمد لاستقدام خطباء متميزين من خارج البحرين، وهو ما يسهم في صدام ثقافي مع خطباء الداخل.


كيف تطبع عاشوراء باللون المحلي؟
اقترح المتروك في هذا السياق مراعاة القيم الكونية (الإنسانية) لعاشوارء، كما اقترح وجوب خضوع الإبداعات المحلية للراهن القائم. يقول المتروك: منا هنا يمكن النظر بإيجابية إلى مؤتمر عاشوراء السنوي الذي ينظمه المجلس العلمائي. و يمكننا القول أن البحرين خطت خطوات ملموسة في التجديد كالمؤتمر المذكور وعلى ضوء ذلك يحتفي الموسم بأشكال جديدة من الإحياء. كما دعا المتروك إلى زيادة الدعم والإمكانات ورفع الموانع والتحفظات ولتصبح عاشوراء البحرين علامة أصيلة لا بد من تكاتف أهلي تام. ودعا أيضاً إلى البعد عن التحزبات والانتماءات الحزبية، كما وضع على عاتق المؤسسات مهمة تبديد الهواجس المحيطة بالمناسبة.

الموانع:
- العقلية الحزبية في تمثيل عاشوراء: لا بد من ترسيخ القيم الخالصة من التكييفات الإيديولوجية؛ ... فعاشوراء ليست شحناً حزبياً أو إيديولوجيا.
- بطء مشروع الإدماج الوطني لعاشوراء.

ما هي العوامل التي تؤثر على تطور المآتم الحسيني في البحرين؟
عرض الأستاذ نادر المتروك ما طرحه باحث تونسي يدعى الدكتور محسن الهديلي الذي أنجز رسالة دكتوراه بأطروحة حول مآتم البحرين، وقال المتروك إنه يراها مؤسسات للصراع السياسي والاجتماعي، وهو ما رآه يمكن أن يمثل إيجابية للبحرين فهو يقول إن البحرين تزخر بالتنوعات والتوجهات السياسية، وباعتبار الطائفة الشيعية غالبية نجد المتصادمين يسعون لضمان الجماعة السياسية واحتضانها؛ فالمآتم باقية على الدوام وهي محل لعبور كل الجماعات باختلاف مستوياتها، وكذلك هي مكان لتقديم الأفكار السياسية والاجتماعية في البحرين. وهي استقبلت- أي المآتم- بسرعة كبيرة المتغيرات المحيطة بها.

ورأى المتروك أن المأتم هو أسرع وأشد جذبا من المؤسسات للفواعل الاجتماعية للضغط والسيطرة عليه، بما فيهم الوجهاء غير المحسوبين على التدين والالتزام.




























المداخلات:


د. أحمد التحو/ طبيب وناشط اجتماعي:

- سأعطي مشهداً عاصرته وهو عندما كنت في سفر الحج قابلت شخصاً أوروبياً أتى هو الآخر ليحج وكان متشيعاً، وهو بكونه أكد على محورية القضية الحسينية بالنسبة للشيعة لكنه رأى بعض الظواهر غير الحضارية المصاحبة لإحياء عاشوراء كالإسراف في إعداد الطعام ومستوى النظافة غير اللائق. وكوني عضو في إدارة أحد المآتم أدعو إلى إعادة دراسة مسألة استقدام الخطباء بالنظر إلى الكلفة العالية والتي تصل إلى 3000 دينار.
- لقد أصبحت القضية الحسينية مطية للكثيرين يعبرون من خلالها إلى المناصب والامتيازات.
- الفعاليات تحتاج لإعادة قراءة وتوجيه.


عبد الغني خنجر/ عضو اللجنة الوطنية للشهداء وضحايا التعذيب:

- أشكركم على المحاضرة الشيقة وأنا أعتبر ظاهرة الإسراف في الأطعمة هي الأبسط قياساً إلى ظاهرة هيمنة إدارات توارثية على المآتم، وكثير منهم تلعب السلطة بتلابيبهم كما تريد.
- فيما يتعلق بموقع السلطة وهيمنتها على إدارات المآتم أين هوالخلل، والمعالجة لهذا الخلل؟


عباس العمران/ ناشط حقوقي ونقابي:

- إنّ قوة شهر محرم هي في التعبئة والحضور الجماهيري، وإن أهم خطر يواجهه الموسم هو الاختراق عبر الخلية البندرية. الحكومة تهتم بإضعاف هذا الموسم إلى جانب اهتمامها بإضعاف المؤسسات المؤثرة على الساحة.
- الحكومة وعلى المستوى المنظور تسعى إلى إخراج وإبعاد إحياء موسم عاشوراء من العاصمة المنامة.


الشيخ جاسم/ رجل دين:

- أشكر الأستاذ نادر المتروك على هذا المجهود كما أشكر مجلس الكرامة على هذه الاستضافة.
- مهما شكك المشككون وتوجس المتوجسون وتفلسف المتفلسفون فإنهم لن يصلوا إلى حقيقة قدسية الإمام الحسين (ع)؛ لأنه مكتوب على ساق العرش: إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة.


مداخلة: تمنيت أن يتم التعليق على التصريحات الأخيرة لوزير الداخلية من قبل رجال الدين وخطباء الجمعة فهي تصريحات خطيرة.
الأستاذ نادر المتروك:

- الأئمة (ع) هم جزء لا يتجزأ من النص المقدس ولا أحمل شيئاً من التوجس أو الخوف من (أفكارهم ) وهم مصادر ولاّدة للمعاني والقيم.
- هناك ممارسات معينة يعتقد البعض أنها حسينية مقدسة وهي عند الآخرين مدعاة للاستهجان .. ينبغي أن نقوم بمطابقة هذه الممارسات من خلال النصوص المتفق عليها.
- أؤكد على كلام الأخ عباس العمران وأؤيده ... ولكن قبل أن تكون هنالك خطط بندرية، هنالك صراع بين مؤسستين هما مؤسسة الحكم والمؤسسة الدينية وبخاصة الشيعية التي تلتزم بفكرة الاستقلالية. السلطة تسعى لتطبيق قانونها وتعتبر تلك الاستقلالية تمسُّ هيبتها. السلطة تعتبر أن المؤسسة الدينية هي خصمها اللدود، وهذا لا يعني أن الفواعل الاجتماعية الأخرى ليست خصما، بل إن السلطة تعتبر القوى الاجتماعية المثقفة المنتمية للخط الديني هي التي تذكر المؤسسة الدينية بمهماتها عندما تنساها أو تتجاهلها.