ملتقى مجلس الكرامة الأسبوعي
لقاء مع الناشاط الحقوقي: أ. عبد الهادي الخواجة
لتسليط الضوء على مداخلة المنظمات غير الحكومية في جنيف وحقيقة ما جرى.
ليلة السبت – الموافق 13/6/2008م
الساعة الثامنة والنصف مساء
لمعرفة حقيقة ما جرى في جلسة مجلس حقوق الإنسان الأخيرة والمنعقدة في جنيف بشأن مراجعة واعتماد التوصيات الخاصة بالمراجعة الدورية لحقوق الإنسان فيما يتعلق بالبحرين، استضاف ملتقى مجلس الكرامة الأسبوعي الناشط الحقوقي الأستاذ عبد الهادي الخواجة، وذلك مساء الجمعة ليلة السبت الموافق 13/6/2008م، الساعة الثامنة والنصف مساء.
في بداية حديثه أوضح الخواجة أنه لن يخوض في التفاصيل الفنية والقانونية لأنها كثيرة ومهنية لكنه قال: سأشير إلى لقطات، وأترك التفاصيل التقنية والقانونية.
وجاء الخواجة بقصة للعبرة وتقريب الفكرة من الأدب العالمي حول ( ثوب الامبراطور ) والتي تتلخص في أن الملك أو الامبراطور اعتاد أن يجمع الوجهاء والأعيان في احتفال سنوي، فلما قرب وقت الاحتفال طلب إلى الخياط أن يخيط له ثوباً استثنائياً ومميزاً تتحدث عنه الأجيال، وكان الوقت ضيقاً، وهدده إن لم يتم عمله في الوقت المناسب، فما كان من الخياط إلا أن قال للامبراطور، لقد صنعت لك ثوباً عجيباً ميزته أنه غير مرئي، واستطاع أن يقنعه وكذلك نشر هذا المعنى بين الناس. حتى جاء وقت الحفل وخرج الملك عليهم في ثيابه الداخلية فقط، فلم ينكر عليه أحد، بل صار الهويل بكيف بالثوب غير المرئي الذي لا يراه أحد.
وفي هذه الأجواء انبرى طفل صغير كان برفقة أهله وقال: ما بال الامبراطور مجرد من الثياب؟ وكان ذلك مثل الصدمة التي ساهمت في الصحوة الى حقيقة الأمر والخدعة.
والمعنى كما يقوله الخواجة: أننا ينبغي أن نتعلم قول الحقيقة على بساطتها، وهي لا تحتاج إلا أن نقول الكلام الصحيح وفي الوقت المناسب.
وقال بأن سياسة اللاعنف ليست أن تبقى سلبياً متفرجا لا تقوم بفعل كما في القول المأثور: إذا صفعك أحدهم على خدك الأيمن، فأدر له الخد الأيسر!
ويتابع: سياسة العنف عند غاندي هي في أمرين:
- أن تقاوم عدوك دون أن تستخدم العنف.
- أن تقول الحقيقة.
مبيناً أن هذا ما كان يفعله غاندي، إذ كان يفضح حقيقة ما كان يقوم به الانكليز في الهند أيام الاستعمار للناس.

ثم انتقل الخواجة في حديثه إلى ما شرح تكوين مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وهو يتكون من 47 دولة، تتناوب على رئاسته، بمعدل 7 إلى 8 مقاعد عن كل قارة. وعادةً تكون أغلبية المقاعد " للدول الديكتاتورية، والخبراء هم ممثلون عن الحكومات (مثلاً: وزير أو سفير سابق في للدولة ) ". وتم استحداث نظام جديد لآلية " المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان في الدول بواقع 4 مرات في السنة.
ومضى في الشرح بالقول: تقوم العملية على مرحلتين:
- تقوم الحكومات بتقديم تقارير عن أوضاع حقوق الإنسان في دولها، وتتم مناقشته بين المجلس والدول المعنية.
- بعد شهرين من تقديم التقارير، يتم البحث في التوصيات ومن ثم اعتمادها.
وهنا يشير الخواجة إلى أن " الحكومات الديكتاتورية، تتعاون فيما بينها " لتضليل الرأي العام والتغطية على الأوضاع الحقيقية لحقوق الإنسان داخلياً.
متابعاً: في الجلسة الفائتة، كان من حق المنظمات غير الحكومية التي تمتلك عضوية في أن تقدم تقارير مكتوبة لا تتعدى 1500 كلمة، كما يمكنها أثناء الاجتماع أن تتداخل بكلمة شفهية بمقدار دقيقتين، بينما تمنح الدولة مدة 20 دقيقة للحديث، وبقية الدول الأعضاء في المجلس مدة 20 دقيقة بمجموعها.
وأفاد الخواجة أننا " قدمنا تقريراً مشتركاً بين: مركز البحرين لحقوق الإنسان، والجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان".
مؤكداً أن الوزير نزار البحارنة " طرح ما طرحه من قبل في أبريل، و وعد بتطبيق التوصيات ".
وأوضح أن رئيس المجلس ما هو إلا أحد السفراء ينتخب من بين الدول الأعضاء ( أغلبها ديكتاتورية ) ليكون رئيساً للجلسة.
وكشف الخواجة أنه أثناء مناقشة الآليات طلبت بعض الدول ( باكستان .. ) عدم السماح للمنظمات غير الحكومية بالحديث، والاكتفاء بقراءة التقارير المكتوبة التي تقدمها تلك المنظمات.
وأكد أنه خلال الاجتماع وإلقاء المداخلات أمام المجلس حصلت عدة مقاطعات للكلمة من قبل بعض الدول وأبرزها باكستان ومصر، " لكن الأمر الجيّد أن البلدان الأوروبية دخلت على الخط "، وطلبت السماح للمنظمات بإكمال مداخلتها و الحديث عن أوضاع البحرين التي لم ترد في المناقشات، مشيرة إلى المادة 30 المتعلقة بآلية عمل المجلس التي تقول ينبغي أن يجري الحديث فقط عن التوصيات ( في مثل الجلسة الأخيرة )، أما المادة 31 فتقضي بأنه من حق المنظمات غير الحكومية أن تضيف أو تعلق على ما لم يجر التطرق أو الإشارة إليه في المناقشة.
كما أكد الخواجة أيضاً أننا " نجحنا في لفت نظر المعنيين إلى الخلل الحاصل في عمل مجلس حقوق الإنسان بحيث تتحكم في عمله البلدان الديكتاتورية " في إشارة إلى انسحابه من الجلسة الأخيرة التي عقدها مجلس حقوق الإنسان لإقرار التوصيات المتعلقة بالبحرين.
وطرح تساؤلاً: هل نتكلم عن انتصار؟ ليجيب: هي مجرد حركة وصوت حاولنا إيصاله، والمعركة طويلة وتحتاج إلى جهد متواصل.
أضاف: في التسعينات، نجح العمل بسبب التحرك من كافة الجهات داخليا وخارجيا وعلى مستوى الجماهير.
ورأى أن نقطة ضعف الحكومة ( في فترة التسعينات )، تمثلت في أن" سياستها كانت دفاعية .. والحكومة تعلمت من أخطائها ".
والحكومة حاليا ( متابعاً ): لم تقم باعتقال المئات والآلاف، بل عملت على تشطير وتقسيم المعارضة، مما أدى لأن يعمل قسم منها داخل إطار مؤسسات الحكومة، الأمر الذي أعطى الفرصة للحكومة في الاستفراد بالمعارضة خارج الأطر الرسمية.
وفي الداخل، اتخذت سياسة أكثر ذكاء، أما في الخارج فاتخذت سياسة هجومية، وعملت على تقوية علاقاتها واتصالاتها بالمنظمات.
وأشار الخواجة إلى جانب من التقصير خصوصا من المؤسسات واللجان الحقوقية إذا أن قسما قد " تخلوا عن عملهم الحقوقي، وركزوا على الوضع الحقوقي الداخلي ".
كما أشار إلى نقطة مهمة أكد عليها وهي أن من حق كل من يعنيه حقوق الإنسان أن تشركه الحكومة عند إعدادها للتقرير الدوري المتعلق بأوضاع حقوق الإنسان.
ودعا الخواجة في ختام حديثه " لأن نطور عملنا أكثر في مجال العمل السياسي والحقوقي ". واستدرك بأن الأمور ليست بالسوء الذي نتصوره .. وأن كثيراً من النجاحات التي تحققت كانت بسبب وجود تحرك وجهد والأهم التوفيقات من عند الله سبحانه وتعالى بسبب ذلك الجهد والتحرك.
الأسئلة والمداخلات:

سؤال – حسين الرمضان:
ماذا نتوقع بعد مداخلتكم في مجلس حقوق الإنسان على الصعيد العالمي؟
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- ذكرت أنّ المجلس يجتمع 4 مرات في السنة، والدولة يأتي دورها كل 4 مرات. وقد طلب إلى الحكومة أن تقوم بتقديم تقارير دورية للإجراءات التي تقوم بها الدولة في بشأن تطبيق التوصيات لتي تعهدت بها الدولة.
- قطعت الحكومة وعوداً كثيرة على نفسها، بتأسيس هيئة وطنية لحقوق الإنسان ... إلخ، ولم يدركوا أنها نقطة قوة، ممكن أن تتحول إلى نقطة ضعف في حال استثمرنا ذلك داخل وخارج البحرين.
- أكثر دولة – كما اطلعت – قدمت وعوداً هي البحرين. بإمكاننا أن نلزمها كل من موقعه، المشاركون والمقاطعون، التجمعات الشبابية ....
- ستستفيد الحكومة بعد أن أصبحت لمرتين عضواً في مجلس حقوق الإنسان، لتحسين علاقاتها الدولية .. ونحن نستطيع الاستفادة من هذا عن طريق التقارير ..
- هي معركة متواصلة، وإذا ضعفنا فستنتقل الحكومة من نجاح لنجاح أكبر!
- أفتخر بمن يخرجون حتى الآن في الشوارع وهم يرفعون الرأس.
- ( بموازاة ذلك ) ينبغي أن يتواصل العمل المؤسسي، ( وعندها ) نستطيع تحويل كل نقطة قوة عند الحكومة إلى نقطة ضعف.
مداخلة – سلمان عبد الحسين:
- لا أريد الحديث حول قضية اختصاصية، بل عن الدور الذي افـتـقـدناه للخواجة في الساحة المحلية؛ بسبب الضربات التي وجهت لحركته باسم الشرعية والدين. وهذه لتعرفوا حق صاحبكم ومن يتكلم معكم الآن.
- على مستوى الجانب الفكري والميداني هو من المنظرين للحركة الحقوقية والسياسية، وكذلك على الصعيد الميداني، لكن وضعنا لا تنفع معه حتى الصعقات الكهربائية.
- يحزّ في نفسي أن أرى الحيوية عند الخواجة في وقت نرى الآخرين قد عاشوا الإحباط واليأس. ما أفتقده هو الحركة الميدانية الفاعلة.
- يحسب للخواجة أنه أول من أسقط صنم رئيس الوزراء، وأول من داس على الطاغوت بقدمه، وكسر المحرمات، فاحفظوا حقّ صاحبكم.

الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- لا أعتبر الموضوع فردياً، والنجاحات أسبابها ليست جهوداً فردية، اللجان الشعبية في الأعوام 2004 و 2005 و 2006 قامت بحركات نوعية كثيرة. والاختلاف حول الشرعية كان سبباً في تعثر حركتها.
- العمل أكبر من قضية شخص، والمكان يؤثر بشكل كبير، ولكن من حوّله إلى شعار ليس أنا، وإنما الشباب الذين يضربون في الشوارع.
- هناك إمكانيات ولست متشائماً، وإذا وجدت أفكار .. وفي الوقت المناسب يمكن أن تحرك الشارع.
- الثورات التي غيرت التاريخ السياسي للبلدان والعالم حدثت في أوقات غير متوقعة، ولكن كان وراءها من يخطط ويهيئ.
مداخلة:
- أحسنتم جناب الأستاذ، هناك توصيات سوف تلتزم بها مملكة البحرين .. أعتقد بأنه نقطة إيجابية، وعلينا أن نفعّل حركتنا. أتفق مع الأخ سلمان بأن الأستاذ لديه أفكار نوعية، لكن بسبب جمود الساحة والضربات التي تعرض لها الناشطون، تم إسقاط النماذج الفاعلة النوعية .. نحتاج إلى ثقافة لتنمي هذه الحركات.
- المسيرات أصبحت شبه مستهلكة .. ( هناك ) فعاليات ونشاطات نوعية سلمية، ولكن ينبغي أن تحظى بإجماع شعبي بين الرموز وتحالفات بين القوى السياسية.
س: ما رأي الأستاذ بخصوص التوصيات، و الاستفادة منها، والتحالف مع الجمعيات السياسية والحقوقية .. لكي نكشف زيف الحكومة والتجاوزات الأخيرة التي حصلت في البحرين، خصوصاً أنّ ذلك يحتاج إلى فعاليات .. ؟
س: ما الذي يمكن لشخص عادي أن يعمل ما عملته في جنيف أو أقلّ منه؟
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- لكل مرحلة صعوباتها، الآخرون لهم أسبابهم .. أنت كإنسان فاعل في الساحة لا يمكن أن تتعذر بتعرض الناس لك، يجب أن تفكر في التغلب على العوائق ولا تتعب.
- الإضرابات لم تفعّل حتى الآن، النقابات طورت من أوضاعها الحقوقية ( لكنها لم تستثمر هذه الورقة ).. الأجانب فعّـلوا ورقة الإضراب!
- العصيان المدني يقتضي أن يكون معك غالبية الناس ( كي ينجح )، ( أما إذا لم يكونوا كذلك )، فأنك مضطر إما أن تمشي معهم، أو تنتظر حتى يغيروا من اتجاههم. يجب أن تقنع الناس. الرموز والشخصيات قوتهم جاءت من الناس، ولم يرغموا الناس على اتباعهم.
- وبسبب ذلك ( عدم استعداد وتهيؤ الناس لفكرة العصيان المدني ) نحتاج لعمل نوعي والأساليب يمكن ابتكارها.
- في جنيف، لا تحتاج لأكثر من 5 أشخاص لكي تتظاهر، لكن في الساحة المحلية تحتاج لعدد كبير .. والعمل المنظّم لا يكون صدفة.
- ينبغي ألا نفقد الأمل والاندفاع والثقة بالنفس.
- عملياً السجناء هم من يسجنون الحكومة، ( لأنهم يشكلون ورقة ضغط وإحراج لها ).
س: بخصوص التقارير، نجهل إلى من نكتبها.
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
العمل في مجال حقوق الإنسان يحتاج إلى تدريب، تحتاج إلى قرار ومن ثم الحصول على التدريب المناسب.
س: هل تستطيعون تنظيم ورش عمل للشباب المتطوع؟
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
نعم فهو واجبنا، لكن ينبغي أن يشكون ذلك بشكل منظّم وفي مجال محدد . . . المئات تدربوا، ولكن أين هم الفاعلين على الساحة؟ ينبغي على الإنسان أن يحدد هدفه ويحصل على التدريب للاستفادة من الآلية الدولية ..
س: ما الهدف من الكتابة إلى مجلس حقوق الإنسان ما دام المجلس لا يغني ولا يسمن من جوع؟
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- هناك آليات تعاقدية، كمنظمات نقوم بتقديم تقرير موازٍ ..
- الحكومة بسبب الضغط وقعت على العهدين الدوليين ( الأول الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية، والثاني الخاص بالحقوق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ). وبتوقيعها تكون ملزمة بتقديم تقارير.
- الجانب الآخر، المنظمات. الأمم المتحدة هي عبارة عن منظمة حكومية دولية، وأيضاً هناك منظمات غير حكومية.
- هناك الإعلام، التقارير والتوثيق.
- العمل في مجال حقوق الإنسان لا يختص فقط بمجلس حقوق الإنسان .. وهو يحتاج لوقت طويل.
س: لماذا انسحبت من الجلسة؟
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- التفاصيل الصغير هي مهمة، والتجارب ينبغي أن نستفيد منها.
- قدمت مداخلتين: ( نيابة عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، و عن منظمة فرونت لاين ( الخط الأمامي ) للدفاع عن حقوق الإنسان ).
- مداخلة منظمة فرونت لاين كانت حول التعذيب وملاحقة النشطاء، ومداخلة مركز القاهرة كانت حول الحقوق السياسية.
- الأوراق المعدة كانت صفحتين لكل مداخلة، تحتاج لـ 5 دقائق حتى تقرأها.
- قمنا بتوزيع النسخة الأصلية على الحضور.
- قبل أن ألقي المداخلة، يقومون بأخذ نسخة منها بمعدل 30 – 35 نسخة وتوزع على الدول الأعضاء والمترجمين.
- المداخلة الأولى: قاطعونا في منتصف المداخلة وعملياً انتهيت من قراءتها.
- المداخلة الثانية: أكملتها تقريباً، وبقيت 10 ثوان.
- كنت أخير نفسي بين أن أكمل قراءة الفقرة الأخيرة وهي مهمة، أو أن أسجل احتجاجاً وأسلط الضوء على ما له علاقة بالخلل في آلية عمل المجلس.
- انسحابي أحدث ضجة، وتساءل الجميع عن جدية الإجراءات وطبيعة العمل في المجلس.
- استفدنا من العشر ثواني .. وكثير من المنظمات غير الدولية أشادت بما قمت به.
استفسار حول رد جلال فيروز في ندوة سابقة بأنه ليس من اختصاص النائب التدخل في تقرير الحكومة الذي يرفع لمجلس حقوق الإنسان والحضور والمناقشة وإنما يقتصر دوره على التعليق والرقابة على أعمال الحكومة
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- خلال ندوة وعد طلبت من الجمعيات السياسية الدخول على الخط، موضحاً أن الحكومة ملزمة بالتشاور مع كافة المعنيين بحقوق الإنسان ( لإعداد التقرير ).
- اقترحت عليهم أن يحضروا ويناقشوا ويقدموا تقارير.
- فيروز علق بأنه لا يحق لنا أن نشارك فقط عملنا هو التعليق على أعمال الحكومة.
- كلامي كان موجها لكافة الجهات المعنية.
س: ما تعليقك على نبأ خروج البحرين من القائمة السوداء في مجال الاتجار بالبشر؟
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- هذا أمر مضحك، أمريكا هي من أعدت القائمة وهي تتكون من 3 مستويات، المستوى الثالث هو الأسوء.
- الاتجار بالبشر يشمل سوء معاملة الأطفال، تشغيل العمال لساعات طويلة بأجور متدنية ....
- في حال قدمت الدولة بعض الالتزامات والوعود يتم نقلها إلى المستوى الثاني.
- المستوى الثاني يعني أن الدولة لا زالت في مرحلة انتهاك، ولكنها تحت المراقبة.
- للأسف الثقافة الحقوقية ليست موجودة عند الناس.
س: ما هي النتائج والخطوات القادمة؟
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- عملنا متواصل، .. عملنا منذ الثمانينات ومروراً بالتسعينات وحتى الآن، ونحاول أن نسجل نقاط.
- ما دامت توجد تضحيات وعمل على الأرض .. ( فسنحقق ما نصبو إليه بتوفيق من الله جل وعلا ).
- بضعف الناس ويأسهم، فإن العمل لا يصل إلى نتيجة.
س: قيل بأن صيف عام 2008 سيكون صيفاً حاراً في الشرق الأوسط خصوصاً في لبنان وفلسطين ..( ما يتعلق بالحرب المحتملة على سوريا أو إيران والمقاومة في لبنان وفلسطين والتداعيات المحتملة )
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- ساعدنا الله، بعض الأحيان تحصل أشياء ونحن لا نشعر بها كما في الحرب الباردة، فهي كانت حرباً بالنيابة؛ لأنها تحصل بشكل بطيء فلا نشعر بها.
- الحكومة دخلت مباشرة بعد الانتخابات إلى مرحلة الضربة الأمنية.
- بعد دخول المعارضة في الإطار الرسمي، فإن الحكومة كانت تعمل على خطوتين: ضرب واستهداف الرموز ( خارج العملية السياسية الرسمية ) مباشرة، أو ضرب واستهداف النشطاء ومحاصرتهم إعلامياً.
- الحكومة لن تقوم باعتقال آلاف الأشخاص، وإنما تقوم بضربات نوعية، وهي حالياً وصلت لمرحلة عليا في ضربتها الأمنية.
- الملك أوحى بجو الحوار، لكنه شدد على الضربة الأمنية، وصرح بأن القوة الأمنية باتت أكبر 4 مرات من السابق. ( راجع تصريح رئيس جهاز الأمن الوطني بهذا الشأن ). فهل نقبل بهذا أم لا ...
س: تقصّدت الحكومة تعيين نزار البحارنة من أجل أهداف سياسية وإعلامية ..
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- البحارنة هو ليس وزير الخارجية، وممثلو الدول في الأمم المتحدة خاطبوه على أنه وزير الخارجية !
- هو وزير دولة، أي أنه ليس له قرار أو سلطة على أي موظف.
- وزير الخارجية هو الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة.
- أرسل من قبل وزير العمل قبل 3 سنوات وكان سابقاً محسوباً على المعارضة وهو شيعي، كذلك البحارنة.
- وبالطبع الحكومة متعمدة في هذا الجانب!
لقاء مع الناشاط الحقوقي: أ. عبد الهادي الخواجة
لتسليط الضوء على مداخلة المنظمات غير الحكومية في جنيف وحقيقة ما جرى.
ليلة السبت – الموافق 13/6/2008م
الساعة الثامنة والنصف مساء
لمعرفة حقيقة ما جرى في جلسة مجلس حقوق الإنسان الأخيرة والمنعقدة في جنيف بشأن مراجعة واعتماد التوصيات الخاصة بالمراجعة الدورية لحقوق الإنسان فيما يتعلق بالبحرين، استضاف ملتقى مجلس الكرامة الأسبوعي الناشط الحقوقي الأستاذ عبد الهادي الخواجة، وذلك مساء الجمعة ليلة السبت الموافق 13/6/2008م، الساعة الثامنة والنصف مساء.
في بداية حديثه أوضح الخواجة أنه لن يخوض في التفاصيل الفنية والقانونية لأنها كثيرة ومهنية لكنه قال: سأشير إلى لقطات، وأترك التفاصيل التقنية والقانونية.
وجاء الخواجة بقصة للعبرة وتقريب الفكرة من الأدب العالمي حول ( ثوب الامبراطور ) والتي تتلخص في أن الملك أو الامبراطور اعتاد أن يجمع الوجهاء والأعيان في احتفال سنوي، فلما قرب وقت الاحتفال طلب إلى الخياط أن يخيط له ثوباً استثنائياً ومميزاً تتحدث عنه الأجيال، وكان الوقت ضيقاً، وهدده إن لم يتم عمله في الوقت المناسب، فما كان من الخياط إلا أن قال للامبراطور، لقد صنعت لك ثوباً عجيباً ميزته أنه غير مرئي، واستطاع أن يقنعه وكذلك نشر هذا المعنى بين الناس. حتى جاء وقت الحفل وخرج الملك عليهم في ثيابه الداخلية فقط، فلم ينكر عليه أحد، بل صار الهويل بكيف بالثوب غير المرئي الذي لا يراه أحد.

وفي هذه الأجواء انبرى طفل صغير كان برفقة أهله وقال: ما بال الامبراطور مجرد من الثياب؟ وكان ذلك مثل الصدمة التي ساهمت في الصحوة الى حقيقة الأمر والخدعة.
والمعنى كما يقوله الخواجة: أننا ينبغي أن نتعلم قول الحقيقة على بساطتها، وهي لا تحتاج إلا أن نقول الكلام الصحيح وفي الوقت المناسب.
وقال بأن سياسة اللاعنف ليست أن تبقى سلبياً متفرجا لا تقوم بفعل كما في القول المأثور: إذا صفعك أحدهم على خدك الأيمن، فأدر له الخد الأيسر!
ويتابع: سياسة العنف عند غاندي هي في أمرين:
- أن تقاوم عدوك دون أن تستخدم العنف.
- أن تقول الحقيقة.
مبيناً أن هذا ما كان يفعله غاندي، إذ كان يفضح حقيقة ما كان يقوم به الانكليز في الهند أيام الاستعمار للناس.

ثم انتقل الخواجة في حديثه إلى ما شرح تكوين مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وهو يتكون من 47 دولة، تتناوب على رئاسته، بمعدل 7 إلى 8 مقاعد عن كل قارة. وعادةً تكون أغلبية المقاعد " للدول الديكتاتورية، والخبراء هم ممثلون عن الحكومات (مثلاً: وزير أو سفير سابق في للدولة ) ". وتم استحداث نظام جديد لآلية " المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان في الدول بواقع 4 مرات في السنة.
ومضى في الشرح بالقول: تقوم العملية على مرحلتين:
- تقوم الحكومات بتقديم تقارير عن أوضاع حقوق الإنسان في دولها، وتتم مناقشته بين المجلس والدول المعنية.
- بعد شهرين من تقديم التقارير، يتم البحث في التوصيات ومن ثم اعتمادها.
وهنا يشير الخواجة إلى أن " الحكومات الديكتاتورية، تتعاون فيما بينها " لتضليل الرأي العام والتغطية على الأوضاع الحقيقية لحقوق الإنسان داخلياً.
متابعاً: في الجلسة الفائتة، كان من حق المنظمات غير الحكومية التي تمتلك عضوية في أن تقدم تقارير مكتوبة لا تتعدى 1500 كلمة، كما يمكنها أثناء الاجتماع أن تتداخل بكلمة شفهية بمقدار دقيقتين، بينما تمنح الدولة مدة 20 دقيقة للحديث، وبقية الدول الأعضاء في المجلس مدة 20 دقيقة بمجموعها.
وأفاد الخواجة أننا " قدمنا تقريراً مشتركاً بين: مركز البحرين لحقوق الإنسان، والجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان".
مؤكداً أن الوزير نزار البحارنة " طرح ما طرحه من قبل في أبريل، و وعد بتطبيق التوصيات ".
وأوضح أن رئيس المجلس ما هو إلا أحد السفراء ينتخب من بين الدول الأعضاء ( أغلبها ديكتاتورية ) ليكون رئيساً للجلسة.
وكشف الخواجة أنه أثناء مناقشة الآليات طلبت بعض الدول ( باكستان .. ) عدم السماح للمنظمات غير الحكومية بالحديث، والاكتفاء بقراءة التقارير المكتوبة التي تقدمها تلك المنظمات.
وأكد أنه خلال الاجتماع وإلقاء المداخلات أمام المجلس حصلت عدة مقاطعات للكلمة من قبل بعض الدول وأبرزها باكستان ومصر، " لكن الأمر الجيّد أن البلدان الأوروبية دخلت على الخط "، وطلبت السماح للمنظمات بإكمال مداخلتها و الحديث عن أوضاع البحرين التي لم ترد في المناقشات، مشيرة إلى المادة 30 المتعلقة بآلية عمل المجلس التي تقول ينبغي أن يجري الحديث فقط عن التوصيات ( في مثل الجلسة الأخيرة )، أما المادة 31 فتقضي بأنه من حق المنظمات غير الحكومية أن تضيف أو تعلق على ما لم يجر التطرق أو الإشارة إليه في المناقشة.
كما أكد الخواجة أيضاً أننا " نجحنا في لفت نظر المعنيين إلى الخلل الحاصل في عمل مجلس حقوق الإنسان بحيث تتحكم في عمله البلدان الديكتاتورية " في إشارة إلى انسحابه من الجلسة الأخيرة التي عقدها مجلس حقوق الإنسان لإقرار التوصيات المتعلقة بالبحرين.
وطرح تساؤلاً: هل نتكلم عن انتصار؟ ليجيب: هي مجرد حركة وصوت حاولنا إيصاله، والمعركة طويلة وتحتاج إلى جهد متواصل.
أضاف: في التسعينات، نجح العمل بسبب التحرك من كافة الجهات داخليا وخارجيا وعلى مستوى الجماهير.
ورأى أن نقطة ضعف الحكومة ( في فترة التسعينات )، تمثلت في أن" سياستها كانت دفاعية .. والحكومة تعلمت من أخطائها ".
والحكومة حاليا ( متابعاً ): لم تقم باعتقال المئات والآلاف، بل عملت على تشطير وتقسيم المعارضة، مما أدى لأن يعمل قسم منها داخل إطار مؤسسات الحكومة، الأمر الذي أعطى الفرصة للحكومة في الاستفراد بالمعارضة خارج الأطر الرسمية.
وفي الداخل، اتخذت سياسة أكثر ذكاء، أما في الخارج فاتخذت سياسة هجومية، وعملت على تقوية علاقاتها واتصالاتها بالمنظمات.
وأشار الخواجة إلى جانب من التقصير خصوصا من المؤسسات واللجان الحقوقية إذا أن قسما قد " تخلوا عن عملهم الحقوقي، وركزوا على الوضع الحقوقي الداخلي ".
كما أشار إلى نقطة مهمة أكد عليها وهي أن من حق كل من يعنيه حقوق الإنسان أن تشركه الحكومة عند إعدادها للتقرير الدوري المتعلق بأوضاع حقوق الإنسان.
ودعا الخواجة في ختام حديثه " لأن نطور عملنا أكثر في مجال العمل السياسي والحقوقي ". واستدرك بأن الأمور ليست بالسوء الذي نتصوره .. وأن كثيراً من النجاحات التي تحققت كانت بسبب وجود تحرك وجهد والأهم التوفيقات من عند الله سبحانه وتعالى بسبب ذلك الجهد والتحرك.
الأسئلة والمداخلات:
سؤال – حسين الرمضان:
ماذا نتوقع بعد مداخلتكم في مجلس حقوق الإنسان على الصعيد العالمي؟
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- ذكرت أنّ المجلس يجتمع 4 مرات في السنة، والدولة يأتي دورها كل 4 مرات. وقد طلب إلى الحكومة أن تقوم بتقديم تقارير دورية للإجراءات التي تقوم بها الدولة في بشأن تطبيق التوصيات لتي تعهدت بها الدولة.
- قطعت الحكومة وعوداً كثيرة على نفسها، بتأسيس هيئة وطنية لحقوق الإنسان ... إلخ، ولم يدركوا أنها نقطة قوة، ممكن أن تتحول إلى نقطة ضعف في حال استثمرنا ذلك داخل وخارج البحرين.
- أكثر دولة – كما اطلعت – قدمت وعوداً هي البحرين. بإمكاننا أن نلزمها كل من موقعه، المشاركون والمقاطعون، التجمعات الشبابية ....
- ستستفيد الحكومة بعد أن أصبحت لمرتين عضواً في مجلس حقوق الإنسان، لتحسين علاقاتها الدولية .. ونحن نستطيع الاستفادة من هذا عن طريق التقارير ..
- هي معركة متواصلة، وإذا ضعفنا فستنتقل الحكومة من نجاح لنجاح أكبر!
- أفتخر بمن يخرجون حتى الآن في الشوارع وهم يرفعون الرأس.
- ( بموازاة ذلك ) ينبغي أن يتواصل العمل المؤسسي، ( وعندها ) نستطيع تحويل كل نقطة قوة عند الحكومة إلى نقطة ضعف.
مداخلة – سلمان عبد الحسين:
- لا أريد الحديث حول قضية اختصاصية، بل عن الدور الذي افـتـقـدناه للخواجة في الساحة المحلية؛ بسبب الضربات التي وجهت لحركته باسم الشرعية والدين. وهذه لتعرفوا حق صاحبكم ومن يتكلم معكم الآن.
- على مستوى الجانب الفكري والميداني هو من المنظرين للحركة الحقوقية والسياسية، وكذلك على الصعيد الميداني، لكن وضعنا لا تنفع معه حتى الصعقات الكهربائية.
- يحزّ في نفسي أن أرى الحيوية عند الخواجة في وقت نرى الآخرين قد عاشوا الإحباط واليأس. ما أفتقده هو الحركة الميدانية الفاعلة.
- يحسب للخواجة أنه أول من أسقط صنم رئيس الوزراء، وأول من داس على الطاغوت بقدمه، وكسر المحرمات، فاحفظوا حقّ صاحبكم.

الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- لا أعتبر الموضوع فردياً، والنجاحات أسبابها ليست جهوداً فردية، اللجان الشعبية في الأعوام 2004 و 2005 و 2006 قامت بحركات نوعية كثيرة. والاختلاف حول الشرعية كان سبباً في تعثر حركتها.
- العمل أكبر من قضية شخص، والمكان يؤثر بشكل كبير، ولكن من حوّله إلى شعار ليس أنا، وإنما الشباب الذين يضربون في الشوارع.
- هناك إمكانيات ولست متشائماً، وإذا وجدت أفكار .. وفي الوقت المناسب يمكن أن تحرك الشارع.
- الثورات التي غيرت التاريخ السياسي للبلدان والعالم حدثت في أوقات غير متوقعة، ولكن كان وراءها من يخطط ويهيئ.
مداخلة:
- أحسنتم جناب الأستاذ، هناك توصيات سوف تلتزم بها مملكة البحرين .. أعتقد بأنه نقطة إيجابية، وعلينا أن نفعّل حركتنا. أتفق مع الأخ سلمان بأن الأستاذ لديه أفكار نوعية، لكن بسبب جمود الساحة والضربات التي تعرض لها الناشطون، تم إسقاط النماذج الفاعلة النوعية .. نحتاج إلى ثقافة لتنمي هذه الحركات.
- المسيرات أصبحت شبه مستهلكة .. ( هناك ) فعاليات ونشاطات نوعية سلمية، ولكن ينبغي أن تحظى بإجماع شعبي بين الرموز وتحالفات بين القوى السياسية.
س: ما رأي الأستاذ بخصوص التوصيات، و الاستفادة منها، والتحالف مع الجمعيات السياسية والحقوقية .. لكي نكشف زيف الحكومة والتجاوزات الأخيرة التي حصلت في البحرين، خصوصاً أنّ ذلك يحتاج إلى فعاليات .. ؟
س: ما الذي يمكن لشخص عادي أن يعمل ما عملته في جنيف أو أقلّ منه؟
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- لكل مرحلة صعوباتها، الآخرون لهم أسبابهم .. أنت كإنسان فاعل في الساحة لا يمكن أن تتعذر بتعرض الناس لك، يجب أن تفكر في التغلب على العوائق ولا تتعب.
- الإضرابات لم تفعّل حتى الآن، النقابات طورت من أوضاعها الحقوقية ( لكنها لم تستثمر هذه الورقة ).. الأجانب فعّـلوا ورقة الإضراب!
- العصيان المدني يقتضي أن يكون معك غالبية الناس ( كي ينجح )، ( أما إذا لم يكونوا كذلك )، فأنك مضطر إما أن تمشي معهم، أو تنتظر حتى يغيروا من اتجاههم. يجب أن تقنع الناس. الرموز والشخصيات قوتهم جاءت من الناس، ولم يرغموا الناس على اتباعهم.
- وبسبب ذلك ( عدم استعداد وتهيؤ الناس لفكرة العصيان المدني ) نحتاج لعمل نوعي والأساليب يمكن ابتكارها.
- في جنيف، لا تحتاج لأكثر من 5 أشخاص لكي تتظاهر، لكن في الساحة المحلية تحتاج لعدد كبير .. والعمل المنظّم لا يكون صدفة.
- ينبغي ألا نفقد الأمل والاندفاع والثقة بالنفس.
- عملياً السجناء هم من يسجنون الحكومة، ( لأنهم يشكلون ورقة ضغط وإحراج لها ).
س: بخصوص التقارير، نجهل إلى من نكتبها.
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
العمل في مجال حقوق الإنسان يحتاج إلى تدريب، تحتاج إلى قرار ومن ثم الحصول على التدريب المناسب.
س: هل تستطيعون تنظيم ورش عمل للشباب المتطوع؟
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
نعم فهو واجبنا، لكن ينبغي أن يشكون ذلك بشكل منظّم وفي مجال محدد . . . المئات تدربوا، ولكن أين هم الفاعلين على الساحة؟ ينبغي على الإنسان أن يحدد هدفه ويحصل على التدريب للاستفادة من الآلية الدولية ..
س: ما الهدف من الكتابة إلى مجلس حقوق الإنسان ما دام المجلس لا يغني ولا يسمن من جوع؟
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- هناك آليات تعاقدية، كمنظمات نقوم بتقديم تقرير موازٍ ..
- الحكومة بسبب الضغط وقعت على العهدين الدوليين ( الأول الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية، والثاني الخاص بالحقوق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ). وبتوقيعها تكون ملزمة بتقديم تقارير.
- الجانب الآخر، المنظمات. الأمم المتحدة هي عبارة عن منظمة حكومية دولية، وأيضاً هناك منظمات غير حكومية.
- هناك الإعلام، التقارير والتوثيق.
- العمل في مجال حقوق الإنسان لا يختص فقط بمجلس حقوق الإنسان .. وهو يحتاج لوقت طويل.
س: لماذا انسحبت من الجلسة؟
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- التفاصيل الصغير هي مهمة، والتجارب ينبغي أن نستفيد منها.
- قدمت مداخلتين: ( نيابة عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، و عن منظمة فرونت لاين ( الخط الأمامي ) للدفاع عن حقوق الإنسان ).
- مداخلة منظمة فرونت لاين كانت حول التعذيب وملاحقة النشطاء، ومداخلة مركز القاهرة كانت حول الحقوق السياسية.
- الأوراق المعدة كانت صفحتين لكل مداخلة، تحتاج لـ 5 دقائق حتى تقرأها.
- قمنا بتوزيع النسخة الأصلية على الحضور.
- قبل أن ألقي المداخلة، يقومون بأخذ نسخة منها بمعدل 30 – 35 نسخة وتوزع على الدول الأعضاء والمترجمين.
- المداخلة الأولى: قاطعونا في منتصف المداخلة وعملياً انتهيت من قراءتها.
- المداخلة الثانية: أكملتها تقريباً، وبقيت 10 ثوان.
- كنت أخير نفسي بين أن أكمل قراءة الفقرة الأخيرة وهي مهمة، أو أن أسجل احتجاجاً وأسلط الضوء على ما له علاقة بالخلل في آلية عمل المجلس.
- انسحابي أحدث ضجة، وتساءل الجميع عن جدية الإجراءات وطبيعة العمل في المجلس.
- استفدنا من العشر ثواني .. وكثير من المنظمات غير الدولية أشادت بما قمت به.
استفسار حول رد جلال فيروز في ندوة سابقة بأنه ليس من اختصاص النائب التدخل في تقرير الحكومة الذي يرفع لمجلس حقوق الإنسان والحضور والمناقشة وإنما يقتصر دوره على التعليق والرقابة على أعمال الحكومة
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- خلال ندوة وعد طلبت من الجمعيات السياسية الدخول على الخط، موضحاً أن الحكومة ملزمة بالتشاور مع كافة المعنيين بحقوق الإنسان ( لإعداد التقرير ).
- اقترحت عليهم أن يحضروا ويناقشوا ويقدموا تقارير.
- فيروز علق بأنه لا يحق لنا أن نشارك فقط عملنا هو التعليق على أعمال الحكومة.
- كلامي كان موجها لكافة الجهات المعنية.
س: ما تعليقك على نبأ خروج البحرين من القائمة السوداء في مجال الاتجار بالبشر؟
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- هذا أمر مضحك، أمريكا هي من أعدت القائمة وهي تتكون من 3 مستويات، المستوى الثالث هو الأسوء.
- الاتجار بالبشر يشمل سوء معاملة الأطفال، تشغيل العمال لساعات طويلة بأجور متدنية ....
- في حال قدمت الدولة بعض الالتزامات والوعود يتم نقلها إلى المستوى الثاني.
- المستوى الثاني يعني أن الدولة لا زالت في مرحلة انتهاك، ولكنها تحت المراقبة.
- للأسف الثقافة الحقوقية ليست موجودة عند الناس.
س: ما هي النتائج والخطوات القادمة؟
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- عملنا متواصل، .. عملنا منذ الثمانينات ومروراً بالتسعينات وحتى الآن، ونحاول أن نسجل نقاط.
- ما دامت توجد تضحيات وعمل على الأرض .. ( فسنحقق ما نصبو إليه بتوفيق من الله جل وعلا ).
- بضعف الناس ويأسهم، فإن العمل لا يصل إلى نتيجة.
س: قيل بأن صيف عام 2008 سيكون صيفاً حاراً في الشرق الأوسط خصوصاً في لبنان وفلسطين ..( ما يتعلق بالحرب المحتملة على سوريا أو إيران والمقاومة في لبنان وفلسطين والتداعيات المحتملة )
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- ساعدنا الله، بعض الأحيان تحصل أشياء ونحن لا نشعر بها كما في الحرب الباردة، فهي كانت حرباً بالنيابة؛ لأنها تحصل بشكل بطيء فلا نشعر بها.
- الحكومة دخلت مباشرة بعد الانتخابات إلى مرحلة الضربة الأمنية.
- بعد دخول المعارضة في الإطار الرسمي، فإن الحكومة كانت تعمل على خطوتين: ضرب واستهداف الرموز ( خارج العملية السياسية الرسمية ) مباشرة، أو ضرب واستهداف النشطاء ومحاصرتهم إعلامياً.
- الحكومة لن تقوم باعتقال آلاف الأشخاص، وإنما تقوم بضربات نوعية، وهي حالياً وصلت لمرحلة عليا في ضربتها الأمنية.
- الملك أوحى بجو الحوار، لكنه شدد على الضربة الأمنية، وصرح بأن القوة الأمنية باتت أكبر 4 مرات من السابق. ( راجع تصريح رئيس جهاز الأمن الوطني بهذا الشأن ). فهل نقبل بهذا أم لا ...
س: تقصّدت الحكومة تعيين نزار البحارنة من أجل أهداف سياسية وإعلامية ..
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- البحارنة هو ليس وزير الخارجية، وممثلو الدول في الأمم المتحدة خاطبوه على أنه وزير الخارجية !
- هو وزير دولة، أي أنه ليس له قرار أو سلطة على أي موظف.
- وزير الخارجية هو الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة.
- أرسل من قبل وزير العمل قبل 3 سنوات وكان سابقاً محسوباً على المعارضة وهو شيعي، كذلك البحارنة.
- وبالطبع الحكومة متعمدة في هذا الجانب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق