الأحد، 1 يونيو 2008

الحوار ومقتضيات الإصلاح





















ندوة ( الحوار ومقتضيات الإصلاح )




المنتدي: سماحة الشيخ محمد حبيب المقداد
الوقت والتاريخ: الساعة 8.30 مساء، ليلة السبت – الموافق 30/5/2008م






اعتبر سماحة الشيخ محمد حبيب المقداد أن مفهوم الإصلاح هو من المفاهيم القرآنية وبوابته هي الحوار، وأن رسالات الأنبياء ووظيفتهم كان عنوانها الإصلاح، وكذلك خروج الإمام الحسين عليه السلام كان معنوناً بطلب الإصلاح في أمة جده (ص).

جاء ذلك خلال ندوة استضافه فيها ملتقى مجلس الكرامة الأسبوعي مساء أمس الجمعة الموافق 30/5/2008م، الكائن في منزل الدكتور عبد الجليل السنكيس بقرية كرباباد.


وانصبّ حديث المقداد حول محورين أساسيين:

- الحوار.
- مقتضيات الإصلاح.

المحور الأول: الحوار.

أوضح سماحته أن الحوار هو مفهوم قرآني واضح، وكل من يعيش المفاهيم القرآنية يتلمس هذه الحقيقة.

وبيّن أن الرب سبحانه وتعالى وهو خالق الكون تعامل بلغة الحوار مع مخلوقاته كالملائكة، بل وحتى إبليس الذي عصاه! وخلص إلى القول أن هذا جاء ليعطينا درساً بأن مسألة الحوار مفتوحة مع الطيب والخبيث.

واستشهد الشيخ محمد حبيب المقداد بآيات من القرآن الكريم تؤكد على مفهوم وحقيقة الحوار من قبل الله سبحانه وتعالى مع خلقه كما حصل مع الملائكة لما شاء خلق البشر واستخلافهم في الأرض، وأيضاً حوار الرب جلّ وعلا مع إبليس الذي أبى واستكبر ورفض الامتثال لأمر الله تبارك وتعالى بالسجود لآدم عليه السلام.

- فيما يتعلق بالحوار مع الملائكة الذين هم مطيعون لأمره: قال تعالى: (( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )). البقرة: 30.
- أما فيما يتعلق بالصنف الآخر وهو إبليس، فمع أنّ الله قادر على معاقبته دون محاورته، وهو سبحانه يعلم دوافع إبليس: قال تعالى: (( قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )) الأعراف: 12.
- وكلف الله سبحانه رسله بمحاورة الأقوام الذين أرسلهم إليهم مع أنهم تمردوا وعصوا الله جلّ وعلا: قال تعالى وهو يخاطب موسى وأخاه هارون عليهما السلام: (( اذهبا إلى فرعون إنه طغى )) طه: 43 .



وقال المقداد: نستفيد - من خلال الآية الكريمة- أن المواجهة مع الطرف الآخر في معركة الصراع، بين المثل، وبين الحق والباطل، ينبغي أن تبدأ بالحوار. ولا يلجأ للصدام ( إلا في حال الفشل في إقناع الطرف الآخر وانهدام كل سبل الحوار بتمادي الطرف الآخر في غيه وإصراره على موقفه ).

وتابع: لقد مارس الرسول (ص) والأئمة الأطهار هذا المنهج ( منهج الحوار )، وأنهم كانوا يحاورون أهل الخلاف بل وحتى أهل الزندقة.

وأكّد المقداد أن في كربلاء - والتي هي بداية تاريخ الكفاح المسلح – لم يبدأ الإمام الحسين عليه السلام بالقتال، بل قال: (( إني أكره أن أبدأهم ( بقتال ) )) الإرشاد للشيخ المفيد، م 2 / ص 96 .

وأنّ من يأخذ معه أطفاله ونساءه ( للقاء القوم ) لا يريد صداماً بل اتخاذ موقف. وما حصل في كربلاء كان استجابة من الحسين عليه السلام للموقف الذي فرض عليه، ولم يكن يبرز للقتال إلا بعد إقامة الحجة والبرهان.

وأكّد المقداد على اتباع هذا النهج بقوله: ونحن أبناء هذه المدرسة ( مدرسة الحوار ) ولا يمكن أن ندعى إلى الحوار ونرفض .. بل نتحيّن هذه الفرصة .. وأن يفسح لنا المجال لكي نتحدث عن أحقيتنا و أهدافنا ومبادئنا.

ومضى قائلا: قلوبنا مفتوحة للحوار .. وعقولنا تستوعب هذه الدعوة، ونهجنا هو القرآن. " ولو لم يكن يصلح أن يلتقي الخيِّر مع الشرير لما التقى موسى مع فرعون ".


المحور الثاني: مقتضيات الإصلاح.

شرح الشيخ محمد حبيب المقداد بادية كلمة المقتضي وهو: الشيء الذي يفرض نفسه حتى يتحقق أمر ما. ليتساءل بعدها ما هو المقتضي الذي يفرضه الإصلاح؟

وقال ينبغي أن نتصور مقتضى الإصلاح من خلال أمرين:

1- أن تنتقل مسيرة الإصلاح من واقع فاسد إلى مسار آخر يمثل إصلاحاً للواقع الفاسد.
2- أن تتحرك من موقع صلاح إلى موقع أفضل وأنجع وأكثر صلاحاً.

موضحاً أن مسيرة الإنسان مسيرة تكاملية، والحديث يقول: (( من تساوى ( استوى ) يوماه فهو مغبون ))، فلا بدّ أن يرتقي الإنسان من حسن إلى أحسن.


ورأى المقداد أن للإصلاح مقتضى يتحقق بأمرين، ولا تصلح العملية الإصلاحية إلا من خلالهما:

- رفع.
- وضع.


وبيّن بأن الرفع يكون برفع ما كان يمثّل إساءة وهتكاً وسلبية في مسيرة الإصلاح، وأكّد أنه حتى في المسألة الاعتقادية فإنها تمر بهاتين المرحلتين: أولا، رفع وهدم الشرك، وذلك بنفي إله غير الله جلّ وعلا ( لا إله ) وثانياً، البناء، بتوحيد الله تبارك وتعالى ( إلا الله ).

وتابع القول: علماء الأخلاق يؤكدون بأن اكتساب الفضيلة ينبغي أن يمرّ من خلال:

- التخلية: وهي عملية التخلص من الصفات القبيحة وتنقية النفس منها.
- التحلية: وهي عملية التحلي بالصفات الحميدة والحسنة والتمسك بها.

و" على مستوى الوضع السياسي، لا يمكن أن يبنى وضع جديد على أكتاف الذين كانوا بالأمس يمثلون الفساد ". وقال أيضاً: " لا يجوز تولية الفاسق هذا شرعاً، وسياسياً ثبت من التجربة بأن الإصلاحات إذا قامت على أساس الاستفادة من العناصر الفاسدة، فلا فائدة منها ".

وضرب المقداد مثالاً على ذلك بثورة مصدّق في إيران وكيف أن بعض الطاقات الفاسدة التي اعتمد عليها في ثورته هي نفسها التي سلمت رقبته للشاه. ولذلك فإن الإمام الخميني " لم يترك مجالا ( لهم ) ولم يولّهم " بل جاء بطاقات إيمانية ووطنية.


وصرّح المقداد بأنّ " من كانت يداه ملطختان بدماء الشعب هو نفسه من يقود عملية الإصلاح " سياسياً وإدارياً واقتصادياً ... إلخ.

" وأولى خطوات الإصلاح أن يتنحى رئيس الوزراء وطاقمه"، مبيّناً أننا عانينا من هذه الفئة آلاماً ومحناً وعذابات وتهجير، ولذلك فإنه هذه الفئة "غير مأمونة ".

وفيما يخص الرفع أيضاً يقول المقداد: ( لقد ) رُفع قانون أمن الدولة لكنه جاء بثوب آخر، وأنّ "الحكومة استفادت من شرعنة قانون أمن الدولة بثوبه الجديد".


أما فيما يتعلق بالوضع فقد أفاد المقداد بأن الحكومة إذا كانت صادقة وجادة في مسيرة الإصلاح فعليها أن تبرهن على ذلك، " وأولى مسائل البرهنة على صدق النوايا ":

- أنّ من لحق به الضرر والأذى فعلى الحكومة أن تعوّضه وتكرّمه وتقدّره.
- أن تتغير الحالة الموجودة بأخرى على مستوى السياسة والاقتصاد و..إلخ.

وختم الشيخ محمد حبيب المقداد حديثه بأن الإصلاحات تكون غير جديّة و " فاقدة لمقتضى الرفع والوضع " إذا لم يتحقق ذلك.


















الأسئلة و المداخلات:


مداخلة – أ. محمد الشهابي:
قبل السؤال، اسمح لي أن أخرج قليلاً عن الموضوع لأقرأ مقطعاً صغيراً قرأته في نشرة الوفاق، وهي قصيدة جميلة جداً:

آه ما أحلى حروف المكرمات، نصفها الأول مكر، نصفها الآخر مات

يتابع الشهابي مداخلته:
ما أدركته من حديث الشيخ، طرحٌ ذكرني ببيانات حركة أحرار البحرين، وهو خطاب النقض وإعادة التأسيس والذي عبّرت عنه بالرفع والوضع، وهذه مصطلحات فقهية. هل هذا اجتهاد شخصي لسماحة الشيخ؛ لأنه يعتبر شبه مفاصلة مع النظام ..؟ أو أنه يعكس توجهاً سياسياً جديداً لفصيلٍ معين؟ أم أنه مجرد خطاب تعبوي؟


الشيخ محمد حبيب المقداد:
- هذا النوع من الطرح يتمشّى مع المنهجية التي أؤمن بها شخصياً .. طرحتها ودافعت عنها وربما لست مغالياً إذا قلت أنه منذ الثمانينات ونحن مع السلطة على هذا النهج .. ( وأعتقد ) أنه ينبغي استنهاض أبناء شعبنا والاستفادة من كل قدرة وكفاءة .. من أجل أن نصل إلى مبدأ مقدس وهو تحقيق العدالة.

- قد نتحدّث بهذا عبر الندوات وعلى المنابر .. نتمنى أن تترجم وتبلور ( هذه الأفكار ) من خلال طرح سياسي على أرض الواقع .. وأن ندفع كلنا من أجل تحقيق هذه المطالب.

- ما أحوجنا لأن نعيش ساحتنا ونهضمها ونمارس ذلك واقعا على الأرض.



مداخلة 2:
السلام عليكم .. الحوار في أي بلد ما ألطفه وأجمله بالنسبة للناس وخصوصاً إذا كان يؤدي إلى نتيجة .. ( في البحرين ) في الفترة السابقة كان هناك حوار ثم وصل إلى طريق مسدود.. خلال ما يسمونه بالحركة الإصلاحية وهي عملية ( الخداع ) .. لأنه لا بدّ من إزاحة العناصر التي أوجدت الفساد .. وهذا خطأ من التقوا برأس النظام أنهم لم يطرحوها عليه ..




الشيخ محمد حبيب المقداد:
- إننا نعتقد أن الحوار هو منهجية قرآنية، فلا يجوز أن نرفض الدعوة إليه؛ لنبيّن عدالة قضيتنا.
- ذكرتُ أننا بحاجة إلى هذه المساحات لنبيّن أحقيتنا وعدالة قضيتنا والحوار هو المنفذ إلى ذلك.
- عندما تتقدم إلى الحوار فإنك تحتاج إلى أوراق ضغط.
- أعتقد أن القبول بالحوار إذا كان من موقف ضعف ولا يخدمنا فالأولى ألا نتقدم إليه.
- الواقع يلزم السلطة ويجرها إلى الحوار.
- حضور القيادة السياسية إلى مجلس السيد الغريفي .. وإبدائها الاستعداد لتلبية المطالب .. لم يكن إلا لوجود أوراق سياسية ضاغطة أجبر على الخضوع إليها.
- وأهمية تلك الأوراق؛ لكي لا تكون خلال المبادرة والمطارحة ( ضعيفاً ) ولتتمكن من طرح ما لديك، ولكي لا تملى عليك بعض الأمور.
- حسب تحليلي، الدعوة إلى الحوار، هي محاولة لاحتواء المعارضة المتشددة ( حسب تعبيرهم ).
- سبق وأن دعيت من قبل رئيس جهاز الأمن الوطني، حصل اتصال ثم جرى اللقاء بأحد الفنادق. ذهبت بهامة مرفوعة وأنا مطمئن أنه لن يغيروا من صمودي وقناعتي مقدار شعرة؛ لأني أحمل قضية عادلة. استمر اللقاء مدة 3 ساعات، وتحدثت بنفس اللغة التي كنت أتحدث بها على المنابر مع مراعاة قواعد الدبلوماسية والأعراف فيما عدا تبيان الحق. وطلبت تحقيق 3 مسائل:
1- الدستور: قلت له إننا نصرُّ على أنه ينبغي إعادة كتابته ولا ينبغي أن يكتب في الليل وبأيدٍ خفية.

2- التمثيل السياسي: ينبغي ألا يحتكر في رجل واحد وإلا فهي عين الدكتاتورية والسلطوية. وإلا ما الفرق بين صدام عندنا .. والتمثيل الحالي ليس شعبياً وإنما من خلال:
أ‌- مبدأ التعيين: على الشعب أن يقول كلمته، وهو ليس قطيعاً من النعاج. ينبغي أن يتمكن الشعب من انتخاب رئيس الوزراء ويتم ترشيح الأجدر.
ب‌- برهنت التجربة على فشل الرجل وإخفاقه، لا على مستوى الحالة الأمنية فحسب، وإنما على الإسكان والعمل والحالة الاجتماعية، وبالتالي، فهو ( رئيس الوزراء ) فاشل وغير قادر على إدارة البلد.


3- الوضع الاقتصادي: قلت له نحن دولة خليجية ولكن لا نشعر بذلك ( كما يقول المثل: اسمي بالحصاد، ومنجلي مكسور ). وتستأثر عائلة واحدة بكل خيرات البلد، فيما يجترّ الناس معاناتهم.


- قلت له بأن المعارضة لا تريد أكثر من تحقيق مبدأ العدالة .. وأكّد لي في النهاية على أهمية التواصل.
- الجيل القادم سيواجهك إن لم تعطه حقه.
- وما كان ليهتم بي لولا وجود قاعدة شعبية مع المعارضة.
- سلاحنا في معارضتنا السلمية هي الجماهير .. وينبغي ألا ندير ظهرنا لسلاحنا .. وأشدّ على أيدي الصامدين المجاهدين .. هؤلاء أصحاب حق، وإن لم تستجب الحكومة لهم فليواصلوا طريقهم. وإذا لم يستطع هذا الجيل انتزاع الحق، فسيستطيع الجيل القادم.



مداخلة 3:
- عدم الدخول في الحوار بنقاط قوة يعتبر ضعفاً.
- عملية الصدق مطلوبة: خطابات من قبل أكبر الرموز ليس فيها مصداقية، بعكس ما هو عليه السيد حسن نصر الله، ونحن مبتلون بهذه المشكلة في البحرين، والحكومة لا تكترث بتلك الخطابات لأنها باتت مستهلكة.
- لو وجد في خطاب الرموز العلمائية والسياسية مصداقية لاستجابت الحكومة.
- أشار الأخ إلى مقطع من القصيدة ( راجع المداخلة الأولى ): نلاحظ أن القصيدة هي للعب على الذقون، وبالتالي ليس لها اعتبار.


مداخلة 4:
- أشيد بشفافية وصدقية حركة حق.
- فيما يتعلق بتمثيل الشخصيات المحاورة: تحاول الحكومة إضفاء صبغة طائفية عليها.
- بعد مقتل الشرطي في كرزكان توقف الحوار، إلا إذا كان لديكم مستجد، هل هناك فترة زمنية ليتم الإعلان بعدها عن فشل الحوار والانتقال للخطوة الأخرى؟
- متى سترفع العريضة ويعلن عن الرقم الذي وصلت إليه أعداد الجماهير الموقعة على العريضة؟



الشيخ محمد حبيب المقداد:
أنا أدافع عن كل من يحمل حقاً .. وسيجيبك الدكتور عما يتعلق بحركة حق.

الدكتور السنكيس:
1- اللقاءات مع ممثلي السلطة: لم تصل العملية لعنوان الحوار بل زالت تمهيدية، وهي ليست محصورة مع حركة حق وإنما كان في اللقاء د. سعيد الشهابي .. وتواصلت اللقاءات مع الأستاذ حسن مشيمع بمعية شخصيات أخرى.
2- اللقاء مع رئيس جهاز الأمن الوطني كان بوفد من كلٍّ من ( الأستاذ حسن مشيمع، الشيخ عيسى الجودر، الأستاذ نبيل رجب ). وكان يفترض وجود لقاء آخر لكنه لم يتم.

· طلبنا أموراً مدونة، وقمنا بوضع مرئية متكاملة تمثل أطر الحوار، وبعض التحفظات، والمطالب التي نعتبرها بمثابة مجسات للتحقق من جديّة هذه اللقاءات.
· إذا دخلت تلك اللقاءات إلى مرحلة الحوار عندها تأتي الأمور الأخرى .. كالثوابت والمتطلبات الأساسية لبدء الحوار.

3- بخصوص العريضة: كان من المفترض أن تقام ندوة قبل حوالي أسبوعين، ولم تعقد بسبب تهديد إدارة المأتم.
الإعلان عن الندوة البديلة والإجراءات التي اتخذنها اللجنة المتصدية للعريضة والخطوات القادمة من المفترض أن يعلن عنها (الليلة).

يتبع المداخلة:
هل ستكون مكتوبة ( بخصوص المرئيات المتعلقة بالحوار)؟


السنكيس:
ستكون مكتوبة وملحقة بعدد من الاستفسارات وسنطلب ردّاً مكتوباً، وسنحتفظ بحق نشر مرئياتنا وتحفظاتنا إذا لم يوجد توجه جاد للحوار.


مداخلة 5:
عندما يرغب الشباب في التحرك يطلب منهم توافر الغطاء الشرعي .. ألا يوجد واقع ظالم في البلد .. ؟


الشيخ محمد حبيب المقداد:
- بالنسبة للغطاء الشرعي تقول الآية ( قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) الأنعام، آية 162. فلا يمكن أن نخطو خطوة واحدة إلا مع شرع الله .. نحن أهل الشرع والدين ونحن مساءلون عن كل خطوة ..

- ما نحتاج فيه إلى غطاء، هو على مستوى التصرف في دماء الأمّة، لكنّ الوضع القائم لم يتصرف أحدٌ في دماء الأمّة، ولا إزهاق الأنفس، فقط كنا نقدّم موقفاً .. الشرع يطلب منك أن يكون لك موقفاً ورأياً .. وأن تكون بجنب هذا الشعب المظلوم والمضطهد.

- كل المعارضة التي بين أيدينا هي سلمية، وإذا ما انجرت الساحة إلى مواجهة وعنف فهو من جانب السلطة .. ومن يتعرض لذلك من حقه الدفاع عن نفسه بحجر .. فهي مسألة محرزة وشرعية. ولا داعي لإثارة هذه المسألة، فالشرع هو مظلتنا.

مداخلة 6:
بعض العلماء يمنع حرق الإطارات ..


الشيخ محمد حبيب المقداد:
ذلك على نحو النصيحة وليس على نحو الإلزام الشرعي.


مداخلة 7:
بسم الله الرحمن الرحيم ..
- أولاً: لو أن رجالات المعارضة البارزين ومن تقدموا الصفوف كانوا بمجملهم بمثل صدق ومصداقية هذا الرجل محمد حبيب المقداد لتغيرت الحال 180 درجة لكنها انقلبت في الاتجاه المعاكس.
- ما سمي بالإصلاح ما هو إلا أكذوبة واضحة، وكانت بصماتها صريحة وواضحة.
- الميثاق: استقال عدد كبير لا يستهان به من العاملين فيه، والسؤال كيف استقبلت المعارضة ذلك .. الأداء كان مؤلماً وهو الذي قادنا لما نحن عليه .. المعارضة هي من باعت الوطن .. وستقف بين يدي الله على ما فرطت وباعت الدماء.
- فيما يتعلق بالحوار: أجده كذباً وزراً وبهتاناً، المسرحية هي من إنتاج ما يسمى بجهاز الأمن الوطني وعلى رأسه رئيسه .. إذا كان يريد حواراً جاداً فليطلق سراح المعتقلين .. أتسجن أبرياء وتصفهم بالقتلة وتتهم أناساً لا ذنب لهم وأنت اللص والقاتل؟



مداخلة 8: من خلال هذا العرض والقراءة المقتضبة نتوقف عند 3 مفردات وهي:

- الحوار الذي عبر عنه بأنه بوابة الإصلاح: قالت العرب: حاوره، أي انتقل أو تبادل الحديث.
- الإصلاح: قالت العرب: أصلحه، عكسه: أفسده.
- التغيير: الآية القرآنية تقول: (( .. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. )) سورة الرعد، من الآية 12.

وكما يقال: الإيجاز هو الإعجاز، أقول (( دونه خرط القتاد )).
( مثل مشهور يضرب للدلالة على استحالة حصول شيء ما . والقتاد شجر شائك صلب شوكه مثل الإبر، والخرط نزع شوك الشجر جذباً بالكف كما تنزع حبات البلح دفعة واحدة ).



الشيخ محمد حبيب المقداد:
الاقتضاء يقضي بأن أوصي نفسي وإخوتي بمسألتين:

- من يعمل معنا في هذا المسار ليس بالضرورة يحمل نفس القناعات التي نحملها، وأن نترفع عن النيل أو التعريض بأطراف معنا في الساحة. خصمنا وعدونا معروف، وما حصل من مشاحنة بين حركة أمل وحزب الله وصل في نهاية المطاف إلى الاقتتال وسفك الدماء .. ينبغي تجميد الخلاف أيما بلغ .. أتصور أن القناعة وصلت إليهم بعد أن دفعوا ثمنها دماً، ونحن لسنا بحاجة إلى هذا .. عدونا المشترك واضح، وليس بالضرورة أن يقتنع الجميع بما أعتقد به. الخلافات الجانبية تستهلك قوانا، وتقدم للعدو خدمة مجانية.

- في مسيرتنا ومعارضتنا التي لا نشك أنها تلقى رضا الله سبحانه وتعالى، مطلبنا هو تحقيق العدالة، لا أن نضع أمامنا سقفاً عالياً وكما يقال (( إذا أردت أن تطاع، فاحكم بالمستطاع )).

- المطالبة بتنحية رئيس الوزراء هو مطلب عادي ومعقول.

- المطالبة بالمشاركة والتمثيل السياسي وكذلك المطالبة بوقف هدر المال العام ( تعتبران أيضاً من المطالب العادية والمعقولة ).



مداخلة 9:

- أتذكر في العام 2004، في الندوة التي عرض فيها تقرير عن التمييز ( التجنيس ) ، واضح أن الحكومة كانت جادة في تغيير الشعب.. وكنت قد كتبت بعض الأبيات في هذا الشأن وألقيتها.

- إذا كان في فكر الملك أن تغيير رئيس الوزراء هو من المستحيلات .. فمع من نتحاور؟

- منذ العام 2004 ونحن نسير إلى الخلف، فأي حوار؟

ليست هناك تعليقات: