الثلاثاء، 24 يونيو 2008

عرض توضيحي: إنعاش الذاكرة ( قراءة في أوراق البندر ).





ملتقى مجلس الكرامة الأسبوعي

عرض توضيحي: إنعاش الذاكرة ( قراءة في أوراق البندر ).
المحاضر: د. عبد الجليل السنكيس.
الوقت والتاريخ: الساعة الثامنة والنصف مساء،
ليلة السبت الموافق 20/6/2008م.




قبل سنتين مضتا كنا على وقع مفاجئة كبرى أزاحت أوراق التوت التي كان يتستر بها المتآمرون، وإذا هي شبكة أخطبوطية خبيثة تعمل على تنفيذ أبشع الجرائم وهي جريمة الإبادة الجماعية والاستهداف المنظّم لشعب بكامله!

إنها أوراق البندر، ومن هو البندر؟ هو الدكتور صلاح البندر، بريطاني الجنسية وسوداني الأصل، عمل مستشاراً سرياً للحكومة البحرينية لأكثر من 15 سنة، وهو رئيس مركز الخليج لتنمية الديمقراطية ( مواطن )، والذي صدر التقرير باسمه.

كشف البندر قبل سنتين تقريرين يحتويان على خطة مرسومة وموثقة تسعى لتدمير الوطن وشعبه عبر استهداف المؤسسات و الشخصيات تمهيداً لإحداث فتنة طائفية، ولمواجهة الخطر الشعبي المتصاعد على ما اعتبره التقرير تهديداً لنظام الحكم وما أسماه مشروع التحول الديمقراطي.

الدكتور عبد الجليل السنكيس ذكّر الحضور من خلال العرض بما احتواه التقرير من أجندة وأهداف خطيرة تكشف عن حجم المؤامرة التي تتواطأ فيها الجهات العليا في الدولة.

و كان البندر قد أصدر تقريرين الأول في أغسطس 2006 تحت عنوان ( الخير الديمقراطي وآليات الإقصاء )، والثاني صدر في يناير 2007 ويحمل عنوان ( خطة العمل للمنظمة السرية ).

أكّد التقرير الأول أنّ الشبكة السرية بدأت العمل منذ العام 2004، وأوضح السنكيس في معلقأ، كان نشاط الشبكة يهدف إلى تحجيم دور المعارضة، لافتاً إلى أنها أي الشبكة يترأسها أحمد بن عطية الله آل خليفة لكنها مرتبطة مباشرة بالديوان الملكي. وأضاف: اعتمدت الخطة على خبراء إعلاميين وأمنيين.

أما عن التقرير الثاني " فكان عبارة عن برنامج تنفيذي " لما حواه التقرير الأول، وهو " يحتوي على 6 أقسام ".

و لمحاربة المجلس العلمائي وخلفيته الفكرية وتحت عنوان ( البديل على المدى البعيد ) 2007 – 2010 أوصى التقرير بتشجيع الاتجاهات الفكرية المنافسة لولاية الفقيه سعياً لاحتواء المجلس العلمائي " لأنهم يعتبرونه خطراً عليهم ويخافون مما يمثله من كل ما يرتبط به من مؤسسات ".

يضيف السنكيس: اعتبر التقرير المأتم بمثابة الواجهة التاريخية وهو يمثل انطلاقة النشاط السياسي المعارض. وأشار التقرير إلى تأسيس وحدة مستقلة تابعة لجهاز الأمن الوطني، تختص بالنشاطات المضادة لأنشطة المجلس العلمائي.

أما فيما يخص جمعية الوفاق الوطني الإسلامية فقد أفرد التقرير لها عنوانا خاصاً وهو ( أجندة الوفاق بعد التسجيل في قانون الجمعيات ). وألمح التقرير إلى تطور عمل الوفاق بعد التسجيل، كما أشار التقرير إلى ما أسماه تبني الوفاق تكتيكات حزب الله في لبنان، واعتبر قانون الجمعيات السياسية كان بمثابة البوابة لفرض حزمة القوانين المشدّدة القادمة.

وأوصى التقرير بما يلي:
- تحديد الموارد التي تتخوف الوفاق من تطبيقها فيما يخص قانون الجمعيات السياسية.
- أن تكون تلك الموارد معياراً للتطبيق الحازم للقانون، حسب وصفه.
- المحافظة على عنصر المبادرة والتحكم.

وعلّق السنكيس بالقول: التهديد بـ" إيقاف الدعم المالي من قبل مدير إدارة في وزارة العدل هو بمثابة تقزيم للجمعيات السياسية التي تعتبر نفسها كأحزاب سياسية ".
أما ما أسماه التقرير ( هيكلة النشاط الديني )، فقد أوصى بإنشاء صحيفة إعلامية ( جريدة الوطن ). استفادت في بداية انطلاقتها بمجموعة إعلامية مصرية، ويتم إغراء موظفي الجريدة برواتب مغرية لتشجيعهم على ما يقومون به، " حيث يصل راتب كتاب الأعمدة إلى 2000 دينار".

و عمدت الجريدة ضمن أهدافها باستعراض المدارس الشيعية المختلفة وركزت على طرح فكر الشيخ محمد أمين زين الدين باعتباره ينتمي إلى المدرسة الإخبارية، كما سلطت الضوء علة طرح المفكر اللبناني ورجل الدين الشيعي السيد هاني فحص، وكذلك أبرزت فكر ونشاط جمعية التجديد الثقافية التابعة لجماعة السفارة. كما سعت إلى التركيز على الخلافات الفقهية الموجودة داخل المدرسة الشيعية خصوصا موضوع التطبير، عن طريق إبراز فتاوى وآراء الفقهاء المحرمة للتطبير.

أما فيما يتعلق بما يسمى بالهندسة الديموغرافية، أوضح السنكيس أنه من المشاريع الضخمة بالإضافة إلى احتواء المؤسسات وهو مشروع تحويل الأكثرية إلى أقلية.

ورأى التقرير أن سلاح الشيعة يكمن فيما عبّر عنه ع 3 ( علم + عمل + عيال ).

واعتبر السنكيس أنّ هذا يعتبر " من أخطر المشاريع ( وهو محاربة المواطنين الشيعة في الأشياء الثلاثة المذكورة )، وللأسف، تم التعاطي مع هذا المشروع بروح الاستسلام ودعوى النظرة الواقعية ".

وبيّن أنهم أجروا دراسة توصلوا فيها إلى أن الرقم المطلوب والذي يحقق لهم ما يصبون إليه لانتخابات 2010 فيما يتعلق بالتجنيس هو 50 ألف مجنس في السنة.
ولفت إلى أن مشروع التوطين عمد إلى الاستفادة من تجربة الاستيطان الاسرائيلية






















المداخلات






مداخلة (1) - سلمان عبد الحسين:
- أود طرح مداخلة ومبادرة خاصة بالناس .. في وجهة نظري إن ما حصل الذي ساعده على النجاح هو عدم وجود مصدّ شعبي حقيقي لسياسات النظام وعدم وجود آلية فعلية. المشاركة أخطر ما فيها أنها حرفت مسار العمل المطلبي على مدى 100 قرن! واستطاعت تحقيق أهداف وشجعت حمد للانقلاب على الدستور الشرعي وتعهداته في الميثاق. دستور 73 كان مدخل للمطالبات .. استطاع حمد حرف البوصلة من خلال دستور 2002.. وضعنا صعب للغاية، ما حصل في المسيرة الأخيرة حول الاعتداء على سماحة الشيخ، وإجماع كل القيادات على ذلك .. كنا نتمنى أن يستمر هذا الشيء .. و ( تتم ) المطالبة بإقالة وزير الديوان الملكي وخلق ضغط شعبي ..

- الملك استطاع نسف كل هذه الهبّة الكبيرة من خلال تصريح واحد .. وقدّم نفسه على أنه الحكَم.

- سبب ذلك، أن بوصلة المطلب كانت تتجه نحو السعيدي، ولم تتجه إلى من هو أعلى منه!

- الملك يقدم نفسه كحكم وليس كخصم.

- في ضوء هذا الاستهداف الفعلي والمخطط المستمر أقترح أن تشكل مجموعة تصوغ رسالة للعلماء الكبار تطالب بالضغط على الوفاق للاستقالة الفورية من البرلمان، وتدشين كلام الشيخ في خطبة الجمعة بالمقاطعة الشاملة في 2010 ( بسبب فشل البرلمان ). في مقابل هذه الخطوة أقترح تدشين رسالة للمرجعية التي زجّ بها للترويج للمشاركة كالسيد السيستاني والسيد فضل الله والرجوع لأصحاب الشأن لأخذ أرائهم في هذا المشروع .. المرحلة الحالية حساسة جداً .. النظام قطع فيها أشواطاً بعيدة في محق هوية الناس بشكل كبير، وإذا لم تتصدون له فستعيشون أذلاء.

مداخلة (2) - محمد الشهابي:

- البارحة كنا في مجلس المشيمع وكان الكلام حول ما أثير من لغط حول المسيرة وكيف يتم تحجيم المطالب وحصرها بشتم السفيه السعيدي للشيخ.. كرامة الرموز الحقيقية تتحقق من خلال تحقيق كرامة الناس ..

- نذكر أنّ في لبنان، قد استغرق اعتصام المعارضة فيها سنة ونصف، وخلال ذلك وحتى الآن وجهت إساءات متكرّرة للسيد حسن نصر الله، ولم نسمع بخروج مسيرة تناصره . . ولما خرج الناس للاحتجاج بعد برنامج أذيع في قناة LBC فيه إساءة للسيد، ألحّ السيد على الجماهير بعدم الخروج.

- حول ما دار أمس، هل نقبل بأن ( نكتفي بأن ) تحفظ كرامة الشيخ في الوقت الذي يتم فيه تنفيذ ما ورد بتقرير البندر؟ ذكر الأستاذ حسن بأنه سيتم تحييد سماحة الشيخ والاستمرار في هذا النهج ( الإساءات )، وأنه سيدشن الهجوم على سماحة الشيخ سريعا جدا ( مجددا ).

- في مقال نشر في أخبار الخليج ( عدد اليوم 20 يونيو 2008 ) في الصفحة 21 تحت عنوان "أي مهدي ينتظرون"، تم التجديف في قضية شيعية تتعلق بالإمام ( المهدي عليه السلام )، ولا أرى بأنّ الشيخ يرضى بأن يكون أكثر قدسية من الإمام، في حين أن فكرة المخلص إنسانية وليست شيعية فحسب!

- الطريقة العاطفية والتقديس أعتبره جزء من المشكلة الأساسية التي تعاني منها، وما لم نخرج منها ونفكّر بعقل سياسي براغماتي لن نستطيع التحرك.

مداخلة (3):

- فيما يتعلق بالمخطط البندري، هل كان لصالحنا حين اكتشفناه أم لا؟ أعتقد لا، لأنه أولاً: قد اكتشفت الحكومة ردة الفعل الحقيقية وعرفت نقاط الضعف فينا. كانت تعتبرنا أقوياء خصوصاً مع احتواء التقرير على وثائق. توقعت أن نستفيد منه، لكن بالعكس هي التي استفادت ( أي الحكومة ) وقامت بتطبيقه في العلن. أوافق الدكتور أنهم انتهوا من تنفيذه وهم في المرحلة التشطيبات النهائية .. لم نستغله وكشف ( أي التقرير ) عن ضعفنا أمام الحكومة.

مداخلة (4):
في أيام عاشوراء خرجت أوامر لتقييد المواكب... ( بخصوص تقرير البندر ) أسال سؤال: ألم يقرأه أحد من الرموز؟ ألا يحسون بالمسؤولية؟ لماذا نراهن على حصان خاسر؟ ...

مداخلة (5):
- لدي اقتراح بإعادة كتابة التقديم ( العرض ) وأن تتم الإشارة إلى الأهداف التي تمّ إنجازها.
- أعتقد كان من الواجب علينا أن نتواجد أمس في المسيرة لتكون رسالة قوية ..
- تم تصوير الأمر على أنها فتنة بين الشيخ عيسى والسعيدي وكأنه لا يوجد مواطنون لهم حقوق!

مداخلة أخرى (6) - سلمان عبد الحسين:
- أود التنبيه حول موضوع التجنيس، لا أعتقد أن التجنيس هو من أجل بقاء وسيطرة آل خليفة على السلطة بل هو من أجل تخريب هذا البلد.

- رؤية أتحمل مسؤوليتها، أكثر النظم الخليجية سرعة في التقاط الإشارة الأمريكية في المنطقة هو نظام الحكم في البحرين. ولذا، تلاحظه يجاهر بالعداوة الطائفية .. ويشارك في مناورات الأمريكان فهو مدرك تماماً أنّ حالة الإسناد الشعبي له ليست موجودة، ولا يمكنه الاعتماد على المرتزقة .. أما السعودية فإنّ وضعها سيهتزّ بدرجة كبيرة في حال تمت مهاجمة إيران .. حالياً تجري عملية تسلح في المنطقة الشرقية، وهناك خلايا نائمة تابعة للقاعدة وهي موجودة بشكل كبير.

- أتصور أنّ النظام يعمل على محورين: بيع الأراضي لتأمين وضع العائلة، وتخريب تركيبة البلد الاجتماعية لكي لا تؤول الأمور إلى الشيعة في حال فرّ النظام من البحرين.

- ما أراه أنّ البعد الاستراتيجي لا يمكن أن يكتمل ( ما يتعلق بتقرير البندر ) في ظل التهديد بالحرب الأمريكية على إيران وعلى أساسه سنبغي أن يتصاعد نفس المقاومة عندنا بشكل كبير.

- الفقيه له سلطة على الناس وكلمته نافذة بشكل أشدّ من القانون، ألا يستطيع أن يواجه السلطة ويضع النقاط على الحروف؟ من الذي يقف خلف السعيدي؟ لماذا لا تكون لن الجرأة في تسمية الأشياء بمسيماتها؟

- ارجعوا لخطابات السيد الإمام ( الخميني ) وانظروا كيف يخاطب الشاه؟

الأربعاء، 18 يونيو 2008

إنعاش الذاكرة: استعراض المخطط البندري

إنعاش الذاكرة: استعراض المخطط البندري


عبدالجليل السنكيس


مجلس الكرامة

الساعة 8:30م

مساء الجمعة الموافق

20 يونيو 2008م

الأحد، 15 يونيو 2008

الخواجة ومداخلة المنظمات غير الحكومية في جنيف وحقيقة ما جرى









ملتقى مجلس الكرامة الأسبوعي

لقاء مع الناشاط الحقوقي: أ. عبد الهادي الخواجة
لتسليط الضوء على مداخلة المنظمات غير الحكومية في جنيف وحقيقة ما جرى.

ليلة السبت – الموافق 13/6/2008م

الساعة الثامنة والنصف مساء



لمعرفة حقيقة ما جرى في جلسة مجلس حقوق الإنسان الأخيرة والمنعقدة في جنيف بشأن مراجعة واعتماد التوصيات الخاصة بالمراجعة الدورية لحقوق الإنسان فيما يتعلق بالبحرين، استضاف ملتقى مجلس الكرامة الأسبوعي الناشط الحقوقي الأستاذ عبد الهادي الخواجة، وذلك مساء الجمعة ليلة السبت الموافق 13/6/2008م، الساعة الثامنة والنصف مساء.

في بداية حديثه أوضح الخواجة أنه لن يخوض في التفاصيل الفنية والقانونية لأنها كثيرة ومهنية لكنه قال: سأشير إلى لقطات، وأترك التفاصيل التقنية والقانونية.

وجاء الخواجة بقصة للعبرة وتقريب الفكرة من الأدب العالمي حول ( ثوب الامبراطور ) والتي تتلخص في أن الملك أو الامبراطور اعتاد أن يجمع الوجهاء والأعيان في احتفال سنوي، فلما قرب وقت الاحتفال طلب إلى الخياط أن يخيط له ثوباً استثنائياً ومميزاً تتحدث عنه الأجيال، وكان الوقت ضيقاً، وهدده إن لم يتم عمله في الوقت المناسب، فما كان من الخياط إلا أن قال للامبراطور، لقد صنعت لك ثوباً عجيباً ميزته أنه غير مرئي، واستطاع أن يقنعه وكذلك نشر هذا المعنى بين الناس. حتى جاء وقت الحفل وخرج الملك عليهم في ثيابه الداخلية فقط، فلم ينكر عليه أحد، بل صار الهويل بكيف بالثوب غير المرئي الذي لا يراه أحد.
وفي هذه الأجواء انبرى طفل صغير كان برفقة أهله وقال: ما بال الامبراطور مجرد من الثياب؟ وكان ذلك مثل الصدمة التي ساهمت في الصحوة الى حقيقة الأمر والخدعة.

والمعنى كما يقوله الخواجة: أننا ينبغي أن نتعلم قول الحقيقة على بساطتها، وهي لا تحتاج إلا أن نقول الكلام الصحيح وفي الوقت المناسب.

وقال بأن سياسة اللاعنف ليست أن تبقى سلبياً متفرجا لا تقوم بفعل كما في القول المأثور: إذا صفعك أحدهم على خدك الأيمن، فأدر له الخد الأيسر!
ويتابع: سياسة العنف عند غاندي هي في أمرين:
- أن تقاوم عدوك دون أن تستخدم العنف.
- أن تقول الحقيقة.

مبيناً أن هذا ما كان يفعله غاندي، إذ كان يفضح حقيقة ما كان يقوم به الانكليز في الهند أيام الاستعمار للناس.


ثم انتقل الخواجة في حديثه إلى ما شرح تكوين مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وهو يتكون من 47 دولة، تتناوب على رئاسته، بمعدل 7 إلى 8 مقاعد عن كل قارة. وعادةً تكون أغلبية المقاعد " للدول الديكتاتورية، والخبراء هم ممثلون عن الحكومات (مثلاً: وزير أو سفير سابق في للدولة ) ". وتم استحداث نظام جديد لآلية " المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان في الدول بواقع 4 مرات في السنة.

ومضى في الشرح بالقول: تقوم العملية على مرحلتين:
- تقوم الحكومات بتقديم تقارير عن أوضاع حقوق الإنسان في دولها، وتتم مناقشته بين المجلس والدول المعنية.
- بعد شهرين من تقديم التقارير، يتم البحث في التوصيات ومن ثم اعتمادها.

وهنا يشير الخواجة إلى أن " الحكومات الديكتاتورية، تتعاون فيما بينها " لتضليل الرأي العام والتغطية على الأوضاع الحقيقية لحقوق الإنسان داخلياً.

متابعاً: في الجلسة الفائتة، كان من حق المنظمات غير الحكومية التي تمتلك عضوية في أن تقدم تقارير مكتوبة لا تتعدى 1500 كلمة، كما يمكنها أثناء الاجتماع أن تتداخل بكلمة شفهية بمقدار دقيقتين، بينما تمنح الدولة مدة 20 دقيقة للحديث، وبقية الدول الأعضاء في المجلس مدة 20 دقيقة بمجموعها.

وأفاد الخواجة أننا " قدمنا تقريراً مشتركاً بين: مركز البحرين لحقوق الإنسان، والجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان".

مؤكداً أن الوزير نزار البحارنة " طرح ما طرحه من قبل في أبريل، و وعد بتطبيق التوصيات ".

وأوضح أن رئيس المجلس ما هو إلا أحد السفراء ينتخب من بين الدول الأعضاء ( أغلبها ديكتاتورية ) ليكون رئيساً للجلسة.

وكشف الخواجة أنه أثناء مناقشة الآليات طلبت بعض الدول ( باكستان .. ) عدم السماح للمنظمات غير الحكومية بالحديث، والاكتفاء بقراءة التقارير المكتوبة التي تقدمها تلك المنظمات.

وأكد أنه خلال الاجتماع وإلقاء المداخلات أمام المجلس حصلت عدة مقاطعات للكلمة من قبل بعض الدول وأبرزها باكستان ومصر، " لكن الأمر الجيّد أن البلدان الأوروبية دخلت على الخط "، وطلبت السماح للمنظمات بإكمال مداخلتها و الحديث عن أوضاع البحرين التي لم ترد في المناقشات، مشيرة إلى المادة 30 المتعلقة بآلية عمل المجلس التي تقول ينبغي أن يجري الحديث فقط عن التوصيات ( في مثل الجلسة الأخيرة )، أما المادة 31 فتقضي بأنه من حق المنظمات غير الحكومية أن تضيف أو تعلق على ما لم يجر التطرق أو الإشارة إليه في المناقشة.

كما أكد الخواجة أيضاً أننا " نجحنا في لفت نظر المعنيين إلى الخلل الحاصل في عمل مجلس حقوق الإنسان بحيث تتحكم في عمله البلدان الديكتاتورية " في إشارة إلى انسحابه من الجلسة الأخيرة التي عقدها مجلس حقوق الإنسان لإقرار التوصيات المتعلقة بالبحرين.

وطرح تساؤلاً: هل نتكلم عن انتصار؟ ليجيب: هي مجرد حركة وصوت حاولنا إيصاله، والمعركة طويلة وتحتاج إلى جهد متواصل.

أضاف: في التسعينات، نجح العمل بسبب التحرك من كافة الجهات داخليا وخارجيا وعلى مستوى الجماهير.

ورأى أن نقطة ضعف الحكومة ( في فترة التسعينات )، تمثلت في أن" سياستها كانت دفاعية .. والحكومة تعلمت من أخطائها ".

والحكومة حاليا ( متابعاً ): لم تقم باعتقال المئات والآلاف، بل عملت على تشطير وتقسيم المعارضة، مما أدى لأن يعمل قسم منها داخل إطار مؤسسات الحكومة، الأمر الذي أعطى الفرصة للحكومة في الاستفراد بالمعارضة خارج الأطر الرسمية.

وفي الداخل، اتخذت سياسة أكثر ذكاء، أما في الخارج فاتخذت سياسة هجومية، وعملت على تقوية علاقاتها واتصالاتها بالمنظمات.

وأشار الخواجة إلى جانب من التقصير خصوصا من المؤسسات واللجان الحقوقية إذا أن قسما قد " تخلوا عن عملهم الحقوقي، وركزوا على الوضع الحقوقي الداخلي ".

كما أشار إلى نقطة مهمة أكد عليها وهي أن من حق كل من يعنيه حقوق الإنسان أن تشركه الحكومة عند إعدادها للتقرير الدوري المتعلق بأوضاع حقوق الإنسان.

ودعا الخواجة في ختام حديثه " لأن نطور عملنا أكثر في مجال العمل السياسي والحقوقي ". واستدرك بأن الأمور ليست بالسوء الذي نتصوره .. وأن كثيراً من النجاحات التي تحققت كانت بسبب وجود تحرك وجهد والأهم التوفيقات من عند الله سبحانه وتعالى بسبب ذلك الجهد والتحرك.



الأسئلة والمداخلات:

سؤال – حسين الرمضان:
ماذا نتوقع بعد مداخلتكم في مجلس حقوق الإنسان على الصعيد العالمي؟


الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- ذكرت أنّ المجلس يجتمع 4 مرات في السنة، والدولة يأتي دورها كل 4 مرات. وقد طلب إلى الحكومة أن تقوم بتقديم تقارير دورية للإجراءات التي تقوم بها الدولة في بشأن تطبيق التوصيات لتي تعهدت بها الدولة.
- قطعت الحكومة وعوداً كثيرة على نفسها، بتأسيس هيئة وطنية لحقوق الإنسان ... إلخ، ولم يدركوا أنها نقطة قوة، ممكن أن تتحول إلى نقطة ضعف في حال استثمرنا ذلك داخل وخارج البحرين.
- أكثر دولة – كما اطلعت – قدمت وعوداً هي البحرين. بإمكاننا أن نلزمها كل من موقعه، المشاركون والمقاطعون، التجمعات الشبابية ....
- ستستفيد الحكومة بعد أن أصبحت لمرتين عضواً في مجلس حقوق الإنسان، لتحسين علاقاتها الدولية .. ونحن نستطيع الاستفادة من هذا عن طريق التقارير ..
- هي معركة متواصلة، وإذا ضعفنا فستنتقل الحكومة من نجاح لنجاح أكبر!
- أفتخر بمن يخرجون حتى الآن في الشوارع وهم يرفعون الرأس.
- ( بموازاة ذلك ) ينبغي أن يتواصل العمل المؤسسي، ( وعندها ) نستطيع تحويل كل نقطة قوة عند الحكومة إلى نقطة ضعف.


مداخلة – سلمان عبد الحسين:
- لا أريد الحديث حول قضية اختصاصية، بل عن الدور الذي افـتـقـدناه للخواجة في الساحة المحلية؛ بسبب الضربات التي وجهت لحركته باسم الشرعية والدين. وهذه لتعرفوا حق صاحبكم ومن يتكلم معكم الآن.
- على مستوى الجانب الفكري والميداني هو من المنظرين للحركة الحقوقية والسياسية، وكذلك على الصعيد الميداني، لكن وضعنا لا تنفع معه حتى الصعقات الكهربائية.
- يحزّ في نفسي أن أرى الحيوية عند الخواجة في وقت نرى الآخرين قد عاشوا الإحباط واليأس. ما أفتقده هو الحركة الميدانية الفاعلة.
- يحسب للخواجة أنه أول من أسقط صنم رئيس الوزراء، وأول من داس على الطاغوت بقدمه، وكسر المحرمات، فاحفظوا حقّ صاحبكم.


الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- لا أعتبر الموضوع فردياً، والنجاحات أسبابها ليست جهوداً فردية، اللجان الشعبية في الأعوام 2004 و 2005 و 2006 قامت بحركات نوعية كثيرة. والاختلاف حول الشرعية كان سبباً في تعثر حركتها.
- العمل أكبر من قضية شخص، والمكان يؤثر بشكل كبير، ولكن من حوّله إلى شعار ليس أنا، وإنما الشباب الذين يضربون في الشوارع.
- هناك إمكانيات ولست متشائماً، وإذا وجدت أفكار .. وفي الوقت المناسب يمكن أن تحرك الشارع.
- الثورات التي غيرت التاريخ السياسي للبلدان والعالم حدثت في أوقات غير متوقعة، ولكن كان وراءها من يخطط ويهيئ.


مداخلة:
- أحسنتم جناب الأستاذ، هناك توصيات سوف تلتزم بها مملكة البحرين .. أعتقد بأنه نقطة إيجابية، وعلينا أن نفعّل حركتنا. أتفق مع الأخ سلمان بأن الأستاذ لديه أفكار نوعية، لكن بسبب جمود الساحة والضربات التي تعرض لها الناشطون، تم إسقاط النماذج الفاعلة النوعية .. نحتاج إلى ثقافة لتنمي هذه الحركات.
- المسيرات أصبحت شبه مستهلكة .. ( هناك ) فعاليات ونشاطات نوعية سلمية، ولكن ينبغي أن تحظى بإجماع شعبي بين الرموز وتحالفات بين القوى السياسية.

س: ما رأي الأستاذ بخصوص التوصيات، و الاستفادة منها، والتحالف مع الجمعيات السياسية والحقوقية .. لكي نكشف زيف الحكومة والتجاوزات الأخيرة التي حصلت في البحرين، خصوصاً أنّ ذلك يحتاج إلى فعاليات .. ؟

س: ما الذي يمكن لشخص عادي أن يعمل ما عملته في جنيف أو أقلّ منه؟


الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- لكل مرحلة صعوباتها، الآخرون لهم أسبابهم .. أنت كإنسان فاعل في الساحة لا يمكن أن تتعذر بتعرض الناس لك، يجب أن تفكر في التغلب على العوائق ولا تتعب.
- الإضرابات لم تفعّل حتى الآن، النقابات طورت من أوضاعها الحقوقية ( لكنها لم تستثمر هذه الورقة ).. الأجانب فعّـلوا ورقة الإضراب!
- العصيان المدني يقتضي أن يكون معك غالبية الناس ( كي ينجح )، ( أما إذا لم يكونوا كذلك )، فأنك مضطر إما أن تمشي معهم، أو تنتظر حتى يغيروا من اتجاههم. يجب أن تقنع الناس. الرموز والشخصيات قوتهم جاءت من الناس، ولم يرغموا الناس على اتباعهم.
- وبسبب ذلك ( عدم استعداد وتهيؤ الناس لفكرة العصيان المدني ) نحتاج لعمل نوعي والأساليب يمكن ابتكارها.
- في جنيف، لا تحتاج لأكثر من 5 أشخاص لكي تتظاهر، لكن في الساحة المحلية تحتاج لعدد كبير .. والعمل المنظّم لا يكون صدفة.
- ينبغي ألا نفقد الأمل والاندفاع والثقة بالنفس.
- عملياً السجناء هم من يسجنون الحكومة، ( لأنهم يشكلون ورقة ضغط وإحراج لها ).

س: بخصوص التقارير، نجهل إلى من نكتبها.

الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
العمل في مجال حقوق الإنسان يحتاج إلى تدريب، تحتاج إلى قرار ومن ثم الحصول على التدريب المناسب.

س: هل تستطيعون تنظيم ورش عمل للشباب المتطوع؟

الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
نعم فهو واجبنا، لكن ينبغي أن يشكون ذلك بشكل منظّم وفي مجال محدد . . . المئات تدربوا، ولكن أين هم الفاعلين على الساحة؟ ينبغي على الإنسان أن يحدد هدفه ويحصل على التدريب للاستفادة من الآلية الدولية ..

س: ما الهدف من الكتابة إلى مجلس حقوق الإنسان ما دام المجلس لا يغني ولا يسمن من جوع؟

الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- هناك آليات تعاقدية، كمنظمات نقوم بتقديم تقرير موازٍ ..
- الحكومة بسبب الضغط وقعت على العهدين الدوليين ( الأول الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية، والثاني الخاص بالحقوق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ). وبتوقيعها تكون ملزمة بتقديم تقارير.
- الجانب الآخر، المنظمات. الأمم المتحدة هي عبارة عن منظمة حكومية دولية، وأيضاً هناك منظمات غير حكومية.
- هناك الإعلام، التقارير والتوثيق.
- العمل في مجال حقوق الإنسان لا يختص فقط بمجلس حقوق الإنسان .. وهو يحتاج لوقت طويل.

س: لماذا انسحبت من الجلسة؟
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- التفاصيل الصغير هي مهمة، والتجارب ينبغي أن نستفيد منها.
- قدمت مداخلتين: ( نيابة عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، و عن منظمة فرونت لاين ( الخط الأمامي ) للدفاع عن حقوق الإنسان ).
- مداخلة منظمة فرونت لاين كانت حول التعذيب وملاحقة النشطاء، ومداخلة مركز القاهرة كانت حول الحقوق السياسية.
- الأوراق المعدة كانت صفحتين لكل مداخلة، تحتاج لـ 5 دقائق حتى تقرأها.
- قمنا بتوزيع النسخة الأصلية على الحضور.
- قبل أن ألقي المداخلة، يقومون بأخذ نسخة منها بمعدل 30 – 35 نسخة وتوزع على الدول الأعضاء والمترجمين.
- المداخلة الأولى: قاطعونا في منتصف المداخلة وعملياً انتهيت من قراءتها.
- المداخلة الثانية: أكملتها تقريباً، وبقيت 10 ثوان.
- كنت أخير نفسي بين أن أكمل قراءة الفقرة الأخيرة وهي مهمة، أو أن أسجل احتجاجاً وأسلط الضوء على ما له علاقة بالخلل في آلية عمل المجلس.
- انسحابي أحدث ضجة، وتساءل الجميع عن جدية الإجراءات وطبيعة العمل في المجلس.
- استفدنا من العشر ثواني .. وكثير من المنظمات غير الدولية أشادت بما قمت به.



استفسار حول رد جلال فيروز في ندوة سابقة بأنه ليس من اختصاص النائب التدخل في تقرير الحكومة الذي يرفع لمجلس حقوق الإنسان والحضور والمناقشة وإنما يقتصر دوره على التعليق والرقابة على أعمال الحكومة

الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- خلال ندوة وعد طلبت من الجمعيات السياسية الدخول على الخط، موضحاً أن الحكومة ملزمة بالتشاور مع كافة المعنيين بحقوق الإنسان ( لإعداد التقرير ).
- اقترحت عليهم أن يحضروا ويناقشوا ويقدموا تقارير.
- فيروز علق بأنه لا يحق لنا أن نشارك فقط عملنا هو التعليق على أعمال الحكومة.
- كلامي كان موجها لكافة الجهات المعنية.

س: ما تعليقك على نبأ خروج البحرين من القائمة السوداء في مجال الاتجار بالبشر؟

الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- هذا أمر مضحك، أمريكا هي من أعدت القائمة وهي تتكون من 3 مستويات، المستوى الثالث هو الأسوء.
- الاتجار بالبشر يشمل سوء معاملة الأطفال، تشغيل العمال لساعات طويلة بأجور متدنية ....
- في حال قدمت الدولة بعض الالتزامات والوعود يتم نقلها إلى المستوى الثاني.
- المستوى الثاني يعني أن الدولة لا زالت في مرحلة انتهاك، ولكنها تحت المراقبة.
- للأسف الثقافة الحقوقية ليست موجودة عند الناس.

س: ما هي النتائج والخطوات القادمة؟

الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- عملنا متواصل، .. عملنا منذ الثمانينات ومروراً بالتسعينات وحتى الآن، ونحاول أن نسجل نقاط.
- ما دامت توجد تضحيات وعمل على الأرض .. ( فسنحقق ما نصبو إليه بتوفيق من الله جل وعلا ).
- بضعف الناس ويأسهم، فإن العمل لا يصل إلى نتيجة.


س: قيل بأن صيف عام 2008 سيكون صيفاً حاراً في الشرق الأوسط خصوصاً في لبنان وفلسطين ..( ما يتعلق بالحرب المحتملة على سوريا أو إيران والمقاومة في لبنان وفلسطين والتداعيات المحتملة )

الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- ساعدنا الله، بعض الأحيان تحصل أشياء ونحن لا نشعر بها كما في الحرب الباردة، فهي كانت حرباً بالنيابة؛ لأنها تحصل بشكل بطيء فلا نشعر بها.
- الحكومة دخلت مباشرة بعد الانتخابات إلى مرحلة الضربة الأمنية.
- بعد دخول المعارضة في الإطار الرسمي، فإن الحكومة كانت تعمل على خطوتين: ضرب واستهداف الرموز ( خارج العملية السياسية الرسمية ) مباشرة، أو ضرب واستهداف النشطاء ومحاصرتهم إعلامياً.
- الحكومة لن تقوم باعتقال آلاف الأشخاص، وإنما تقوم بضربات نوعية، وهي حالياً وصلت لمرحلة عليا في ضربتها الأمنية.
- الملك أوحى بجو الحوار، لكنه شدد على الضربة الأمنية، وصرح بأن القوة الأمنية باتت أكبر 4 مرات من السابق. ( راجع تصريح رئيس جهاز الأمن الوطني بهذا الشأن ). فهل نقبل بهذا أم لا ...


س: تقصّدت الحكومة تعيين نزار البحارنة من أجل أهداف سياسية وإعلامية ..
الأستاذ: عبد الهادي الخواجة:
- البحارنة هو ليس وزير الخارجية، وممثلو الدول في الأمم المتحدة خاطبوه على أنه وزير الخارجية !
- هو وزير دولة، أي أنه ليس له قرار أو سلطة على أي موظف.
- وزير الخارجية هو الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة.
- أرسل من قبل وزير العمل قبل 3 سنوات وكان سابقاً محسوباً على المعارضة وهو شيعي، كذلك البحارنة.
- وبالطبع الحكومة متعمدة في هذا الجانب!

الأربعاء، 11 يونيو 2008

الخواجة في مجلس الكرامة ليسلط الضوء على ما حدث في جنيف

مجلس الكرامة يستضيف


الناشط الحقوقي الأستاذ عبدالهادي الخواجة


ليسلط الضوء على مداخلة المنظمات غير الحكومية عن البحرين وحقيقة ما جرى في جنيف.


الوقت:8:30 مساء الجمعة الموافق 13 يونيو 2008م


المكان: منزل الدكتور عبدالجليل السنكيس




الأحد، 1 يونيو 2008

الحوار ومقتضيات الإصلاح





















ندوة ( الحوار ومقتضيات الإصلاح )




المنتدي: سماحة الشيخ محمد حبيب المقداد
الوقت والتاريخ: الساعة 8.30 مساء، ليلة السبت – الموافق 30/5/2008م






اعتبر سماحة الشيخ محمد حبيب المقداد أن مفهوم الإصلاح هو من المفاهيم القرآنية وبوابته هي الحوار، وأن رسالات الأنبياء ووظيفتهم كان عنوانها الإصلاح، وكذلك خروج الإمام الحسين عليه السلام كان معنوناً بطلب الإصلاح في أمة جده (ص).

جاء ذلك خلال ندوة استضافه فيها ملتقى مجلس الكرامة الأسبوعي مساء أمس الجمعة الموافق 30/5/2008م، الكائن في منزل الدكتور عبد الجليل السنكيس بقرية كرباباد.


وانصبّ حديث المقداد حول محورين أساسيين:

- الحوار.
- مقتضيات الإصلاح.

المحور الأول: الحوار.

أوضح سماحته أن الحوار هو مفهوم قرآني واضح، وكل من يعيش المفاهيم القرآنية يتلمس هذه الحقيقة.

وبيّن أن الرب سبحانه وتعالى وهو خالق الكون تعامل بلغة الحوار مع مخلوقاته كالملائكة، بل وحتى إبليس الذي عصاه! وخلص إلى القول أن هذا جاء ليعطينا درساً بأن مسألة الحوار مفتوحة مع الطيب والخبيث.

واستشهد الشيخ محمد حبيب المقداد بآيات من القرآن الكريم تؤكد على مفهوم وحقيقة الحوار من قبل الله سبحانه وتعالى مع خلقه كما حصل مع الملائكة لما شاء خلق البشر واستخلافهم في الأرض، وأيضاً حوار الرب جلّ وعلا مع إبليس الذي أبى واستكبر ورفض الامتثال لأمر الله تبارك وتعالى بالسجود لآدم عليه السلام.

- فيما يتعلق بالحوار مع الملائكة الذين هم مطيعون لأمره: قال تعالى: (( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )). البقرة: 30.
- أما فيما يتعلق بالصنف الآخر وهو إبليس، فمع أنّ الله قادر على معاقبته دون محاورته، وهو سبحانه يعلم دوافع إبليس: قال تعالى: (( قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )) الأعراف: 12.
- وكلف الله سبحانه رسله بمحاورة الأقوام الذين أرسلهم إليهم مع أنهم تمردوا وعصوا الله جلّ وعلا: قال تعالى وهو يخاطب موسى وأخاه هارون عليهما السلام: (( اذهبا إلى فرعون إنه طغى )) طه: 43 .



وقال المقداد: نستفيد - من خلال الآية الكريمة- أن المواجهة مع الطرف الآخر في معركة الصراع، بين المثل، وبين الحق والباطل، ينبغي أن تبدأ بالحوار. ولا يلجأ للصدام ( إلا في حال الفشل في إقناع الطرف الآخر وانهدام كل سبل الحوار بتمادي الطرف الآخر في غيه وإصراره على موقفه ).

وتابع: لقد مارس الرسول (ص) والأئمة الأطهار هذا المنهج ( منهج الحوار )، وأنهم كانوا يحاورون أهل الخلاف بل وحتى أهل الزندقة.

وأكّد المقداد أن في كربلاء - والتي هي بداية تاريخ الكفاح المسلح – لم يبدأ الإمام الحسين عليه السلام بالقتال، بل قال: (( إني أكره أن أبدأهم ( بقتال ) )) الإرشاد للشيخ المفيد، م 2 / ص 96 .

وأنّ من يأخذ معه أطفاله ونساءه ( للقاء القوم ) لا يريد صداماً بل اتخاذ موقف. وما حصل في كربلاء كان استجابة من الحسين عليه السلام للموقف الذي فرض عليه، ولم يكن يبرز للقتال إلا بعد إقامة الحجة والبرهان.

وأكّد المقداد على اتباع هذا النهج بقوله: ونحن أبناء هذه المدرسة ( مدرسة الحوار ) ولا يمكن أن ندعى إلى الحوار ونرفض .. بل نتحيّن هذه الفرصة .. وأن يفسح لنا المجال لكي نتحدث عن أحقيتنا و أهدافنا ومبادئنا.

ومضى قائلا: قلوبنا مفتوحة للحوار .. وعقولنا تستوعب هذه الدعوة، ونهجنا هو القرآن. " ولو لم يكن يصلح أن يلتقي الخيِّر مع الشرير لما التقى موسى مع فرعون ".


المحور الثاني: مقتضيات الإصلاح.

شرح الشيخ محمد حبيب المقداد بادية كلمة المقتضي وهو: الشيء الذي يفرض نفسه حتى يتحقق أمر ما. ليتساءل بعدها ما هو المقتضي الذي يفرضه الإصلاح؟

وقال ينبغي أن نتصور مقتضى الإصلاح من خلال أمرين:

1- أن تنتقل مسيرة الإصلاح من واقع فاسد إلى مسار آخر يمثل إصلاحاً للواقع الفاسد.
2- أن تتحرك من موقع صلاح إلى موقع أفضل وأنجع وأكثر صلاحاً.

موضحاً أن مسيرة الإنسان مسيرة تكاملية، والحديث يقول: (( من تساوى ( استوى ) يوماه فهو مغبون ))، فلا بدّ أن يرتقي الإنسان من حسن إلى أحسن.


ورأى المقداد أن للإصلاح مقتضى يتحقق بأمرين، ولا تصلح العملية الإصلاحية إلا من خلالهما:

- رفع.
- وضع.


وبيّن بأن الرفع يكون برفع ما كان يمثّل إساءة وهتكاً وسلبية في مسيرة الإصلاح، وأكّد أنه حتى في المسألة الاعتقادية فإنها تمر بهاتين المرحلتين: أولا، رفع وهدم الشرك، وذلك بنفي إله غير الله جلّ وعلا ( لا إله ) وثانياً، البناء، بتوحيد الله تبارك وتعالى ( إلا الله ).

وتابع القول: علماء الأخلاق يؤكدون بأن اكتساب الفضيلة ينبغي أن يمرّ من خلال:

- التخلية: وهي عملية التخلص من الصفات القبيحة وتنقية النفس منها.
- التحلية: وهي عملية التحلي بالصفات الحميدة والحسنة والتمسك بها.

و" على مستوى الوضع السياسي، لا يمكن أن يبنى وضع جديد على أكتاف الذين كانوا بالأمس يمثلون الفساد ". وقال أيضاً: " لا يجوز تولية الفاسق هذا شرعاً، وسياسياً ثبت من التجربة بأن الإصلاحات إذا قامت على أساس الاستفادة من العناصر الفاسدة، فلا فائدة منها ".

وضرب المقداد مثالاً على ذلك بثورة مصدّق في إيران وكيف أن بعض الطاقات الفاسدة التي اعتمد عليها في ثورته هي نفسها التي سلمت رقبته للشاه. ولذلك فإن الإمام الخميني " لم يترك مجالا ( لهم ) ولم يولّهم " بل جاء بطاقات إيمانية ووطنية.


وصرّح المقداد بأنّ " من كانت يداه ملطختان بدماء الشعب هو نفسه من يقود عملية الإصلاح " سياسياً وإدارياً واقتصادياً ... إلخ.

" وأولى خطوات الإصلاح أن يتنحى رئيس الوزراء وطاقمه"، مبيّناً أننا عانينا من هذه الفئة آلاماً ومحناً وعذابات وتهجير، ولذلك فإنه هذه الفئة "غير مأمونة ".

وفيما يخص الرفع أيضاً يقول المقداد: ( لقد ) رُفع قانون أمن الدولة لكنه جاء بثوب آخر، وأنّ "الحكومة استفادت من شرعنة قانون أمن الدولة بثوبه الجديد".


أما فيما يتعلق بالوضع فقد أفاد المقداد بأن الحكومة إذا كانت صادقة وجادة في مسيرة الإصلاح فعليها أن تبرهن على ذلك، " وأولى مسائل البرهنة على صدق النوايا ":

- أنّ من لحق به الضرر والأذى فعلى الحكومة أن تعوّضه وتكرّمه وتقدّره.
- أن تتغير الحالة الموجودة بأخرى على مستوى السياسة والاقتصاد و..إلخ.

وختم الشيخ محمد حبيب المقداد حديثه بأن الإصلاحات تكون غير جديّة و " فاقدة لمقتضى الرفع والوضع " إذا لم يتحقق ذلك.


















الأسئلة و المداخلات:


مداخلة – أ. محمد الشهابي:
قبل السؤال، اسمح لي أن أخرج قليلاً عن الموضوع لأقرأ مقطعاً صغيراً قرأته في نشرة الوفاق، وهي قصيدة جميلة جداً:

آه ما أحلى حروف المكرمات، نصفها الأول مكر، نصفها الآخر مات

يتابع الشهابي مداخلته:
ما أدركته من حديث الشيخ، طرحٌ ذكرني ببيانات حركة أحرار البحرين، وهو خطاب النقض وإعادة التأسيس والذي عبّرت عنه بالرفع والوضع، وهذه مصطلحات فقهية. هل هذا اجتهاد شخصي لسماحة الشيخ؛ لأنه يعتبر شبه مفاصلة مع النظام ..؟ أو أنه يعكس توجهاً سياسياً جديداً لفصيلٍ معين؟ أم أنه مجرد خطاب تعبوي؟


الشيخ محمد حبيب المقداد:
- هذا النوع من الطرح يتمشّى مع المنهجية التي أؤمن بها شخصياً .. طرحتها ودافعت عنها وربما لست مغالياً إذا قلت أنه منذ الثمانينات ونحن مع السلطة على هذا النهج .. ( وأعتقد ) أنه ينبغي استنهاض أبناء شعبنا والاستفادة من كل قدرة وكفاءة .. من أجل أن نصل إلى مبدأ مقدس وهو تحقيق العدالة.

- قد نتحدّث بهذا عبر الندوات وعلى المنابر .. نتمنى أن تترجم وتبلور ( هذه الأفكار ) من خلال طرح سياسي على أرض الواقع .. وأن ندفع كلنا من أجل تحقيق هذه المطالب.

- ما أحوجنا لأن نعيش ساحتنا ونهضمها ونمارس ذلك واقعا على الأرض.



مداخلة 2:
السلام عليكم .. الحوار في أي بلد ما ألطفه وأجمله بالنسبة للناس وخصوصاً إذا كان يؤدي إلى نتيجة .. ( في البحرين ) في الفترة السابقة كان هناك حوار ثم وصل إلى طريق مسدود.. خلال ما يسمونه بالحركة الإصلاحية وهي عملية ( الخداع ) .. لأنه لا بدّ من إزاحة العناصر التي أوجدت الفساد .. وهذا خطأ من التقوا برأس النظام أنهم لم يطرحوها عليه ..




الشيخ محمد حبيب المقداد:
- إننا نعتقد أن الحوار هو منهجية قرآنية، فلا يجوز أن نرفض الدعوة إليه؛ لنبيّن عدالة قضيتنا.
- ذكرتُ أننا بحاجة إلى هذه المساحات لنبيّن أحقيتنا وعدالة قضيتنا والحوار هو المنفذ إلى ذلك.
- عندما تتقدم إلى الحوار فإنك تحتاج إلى أوراق ضغط.
- أعتقد أن القبول بالحوار إذا كان من موقف ضعف ولا يخدمنا فالأولى ألا نتقدم إليه.
- الواقع يلزم السلطة ويجرها إلى الحوار.
- حضور القيادة السياسية إلى مجلس السيد الغريفي .. وإبدائها الاستعداد لتلبية المطالب .. لم يكن إلا لوجود أوراق سياسية ضاغطة أجبر على الخضوع إليها.
- وأهمية تلك الأوراق؛ لكي لا تكون خلال المبادرة والمطارحة ( ضعيفاً ) ولتتمكن من طرح ما لديك، ولكي لا تملى عليك بعض الأمور.
- حسب تحليلي، الدعوة إلى الحوار، هي محاولة لاحتواء المعارضة المتشددة ( حسب تعبيرهم ).
- سبق وأن دعيت من قبل رئيس جهاز الأمن الوطني، حصل اتصال ثم جرى اللقاء بأحد الفنادق. ذهبت بهامة مرفوعة وأنا مطمئن أنه لن يغيروا من صمودي وقناعتي مقدار شعرة؛ لأني أحمل قضية عادلة. استمر اللقاء مدة 3 ساعات، وتحدثت بنفس اللغة التي كنت أتحدث بها على المنابر مع مراعاة قواعد الدبلوماسية والأعراف فيما عدا تبيان الحق. وطلبت تحقيق 3 مسائل:
1- الدستور: قلت له إننا نصرُّ على أنه ينبغي إعادة كتابته ولا ينبغي أن يكتب في الليل وبأيدٍ خفية.

2- التمثيل السياسي: ينبغي ألا يحتكر في رجل واحد وإلا فهي عين الدكتاتورية والسلطوية. وإلا ما الفرق بين صدام عندنا .. والتمثيل الحالي ليس شعبياً وإنما من خلال:
أ‌- مبدأ التعيين: على الشعب أن يقول كلمته، وهو ليس قطيعاً من النعاج. ينبغي أن يتمكن الشعب من انتخاب رئيس الوزراء ويتم ترشيح الأجدر.
ب‌- برهنت التجربة على فشل الرجل وإخفاقه، لا على مستوى الحالة الأمنية فحسب، وإنما على الإسكان والعمل والحالة الاجتماعية، وبالتالي، فهو ( رئيس الوزراء ) فاشل وغير قادر على إدارة البلد.


3- الوضع الاقتصادي: قلت له نحن دولة خليجية ولكن لا نشعر بذلك ( كما يقول المثل: اسمي بالحصاد، ومنجلي مكسور ). وتستأثر عائلة واحدة بكل خيرات البلد، فيما يجترّ الناس معاناتهم.


- قلت له بأن المعارضة لا تريد أكثر من تحقيق مبدأ العدالة .. وأكّد لي في النهاية على أهمية التواصل.
- الجيل القادم سيواجهك إن لم تعطه حقه.
- وما كان ليهتم بي لولا وجود قاعدة شعبية مع المعارضة.
- سلاحنا في معارضتنا السلمية هي الجماهير .. وينبغي ألا ندير ظهرنا لسلاحنا .. وأشدّ على أيدي الصامدين المجاهدين .. هؤلاء أصحاب حق، وإن لم تستجب الحكومة لهم فليواصلوا طريقهم. وإذا لم يستطع هذا الجيل انتزاع الحق، فسيستطيع الجيل القادم.



مداخلة 3:
- عدم الدخول في الحوار بنقاط قوة يعتبر ضعفاً.
- عملية الصدق مطلوبة: خطابات من قبل أكبر الرموز ليس فيها مصداقية، بعكس ما هو عليه السيد حسن نصر الله، ونحن مبتلون بهذه المشكلة في البحرين، والحكومة لا تكترث بتلك الخطابات لأنها باتت مستهلكة.
- لو وجد في خطاب الرموز العلمائية والسياسية مصداقية لاستجابت الحكومة.
- أشار الأخ إلى مقطع من القصيدة ( راجع المداخلة الأولى ): نلاحظ أن القصيدة هي للعب على الذقون، وبالتالي ليس لها اعتبار.


مداخلة 4:
- أشيد بشفافية وصدقية حركة حق.
- فيما يتعلق بتمثيل الشخصيات المحاورة: تحاول الحكومة إضفاء صبغة طائفية عليها.
- بعد مقتل الشرطي في كرزكان توقف الحوار، إلا إذا كان لديكم مستجد، هل هناك فترة زمنية ليتم الإعلان بعدها عن فشل الحوار والانتقال للخطوة الأخرى؟
- متى سترفع العريضة ويعلن عن الرقم الذي وصلت إليه أعداد الجماهير الموقعة على العريضة؟



الشيخ محمد حبيب المقداد:
أنا أدافع عن كل من يحمل حقاً .. وسيجيبك الدكتور عما يتعلق بحركة حق.

الدكتور السنكيس:
1- اللقاءات مع ممثلي السلطة: لم تصل العملية لعنوان الحوار بل زالت تمهيدية، وهي ليست محصورة مع حركة حق وإنما كان في اللقاء د. سعيد الشهابي .. وتواصلت اللقاءات مع الأستاذ حسن مشيمع بمعية شخصيات أخرى.
2- اللقاء مع رئيس جهاز الأمن الوطني كان بوفد من كلٍّ من ( الأستاذ حسن مشيمع، الشيخ عيسى الجودر، الأستاذ نبيل رجب ). وكان يفترض وجود لقاء آخر لكنه لم يتم.

· طلبنا أموراً مدونة، وقمنا بوضع مرئية متكاملة تمثل أطر الحوار، وبعض التحفظات، والمطالب التي نعتبرها بمثابة مجسات للتحقق من جديّة هذه اللقاءات.
· إذا دخلت تلك اللقاءات إلى مرحلة الحوار عندها تأتي الأمور الأخرى .. كالثوابت والمتطلبات الأساسية لبدء الحوار.

3- بخصوص العريضة: كان من المفترض أن تقام ندوة قبل حوالي أسبوعين، ولم تعقد بسبب تهديد إدارة المأتم.
الإعلان عن الندوة البديلة والإجراءات التي اتخذنها اللجنة المتصدية للعريضة والخطوات القادمة من المفترض أن يعلن عنها (الليلة).

يتبع المداخلة:
هل ستكون مكتوبة ( بخصوص المرئيات المتعلقة بالحوار)؟


السنكيس:
ستكون مكتوبة وملحقة بعدد من الاستفسارات وسنطلب ردّاً مكتوباً، وسنحتفظ بحق نشر مرئياتنا وتحفظاتنا إذا لم يوجد توجه جاد للحوار.


مداخلة 5:
عندما يرغب الشباب في التحرك يطلب منهم توافر الغطاء الشرعي .. ألا يوجد واقع ظالم في البلد .. ؟


الشيخ محمد حبيب المقداد:
- بالنسبة للغطاء الشرعي تقول الآية ( قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) الأنعام، آية 162. فلا يمكن أن نخطو خطوة واحدة إلا مع شرع الله .. نحن أهل الشرع والدين ونحن مساءلون عن كل خطوة ..

- ما نحتاج فيه إلى غطاء، هو على مستوى التصرف في دماء الأمّة، لكنّ الوضع القائم لم يتصرف أحدٌ في دماء الأمّة، ولا إزهاق الأنفس، فقط كنا نقدّم موقفاً .. الشرع يطلب منك أن يكون لك موقفاً ورأياً .. وأن تكون بجنب هذا الشعب المظلوم والمضطهد.

- كل المعارضة التي بين أيدينا هي سلمية، وإذا ما انجرت الساحة إلى مواجهة وعنف فهو من جانب السلطة .. ومن يتعرض لذلك من حقه الدفاع عن نفسه بحجر .. فهي مسألة محرزة وشرعية. ولا داعي لإثارة هذه المسألة، فالشرع هو مظلتنا.

مداخلة 6:
بعض العلماء يمنع حرق الإطارات ..


الشيخ محمد حبيب المقداد:
ذلك على نحو النصيحة وليس على نحو الإلزام الشرعي.


مداخلة 7:
بسم الله الرحمن الرحيم ..
- أولاً: لو أن رجالات المعارضة البارزين ومن تقدموا الصفوف كانوا بمجملهم بمثل صدق ومصداقية هذا الرجل محمد حبيب المقداد لتغيرت الحال 180 درجة لكنها انقلبت في الاتجاه المعاكس.
- ما سمي بالإصلاح ما هو إلا أكذوبة واضحة، وكانت بصماتها صريحة وواضحة.
- الميثاق: استقال عدد كبير لا يستهان به من العاملين فيه، والسؤال كيف استقبلت المعارضة ذلك .. الأداء كان مؤلماً وهو الذي قادنا لما نحن عليه .. المعارضة هي من باعت الوطن .. وستقف بين يدي الله على ما فرطت وباعت الدماء.
- فيما يتعلق بالحوار: أجده كذباً وزراً وبهتاناً، المسرحية هي من إنتاج ما يسمى بجهاز الأمن الوطني وعلى رأسه رئيسه .. إذا كان يريد حواراً جاداً فليطلق سراح المعتقلين .. أتسجن أبرياء وتصفهم بالقتلة وتتهم أناساً لا ذنب لهم وأنت اللص والقاتل؟



مداخلة 8: من خلال هذا العرض والقراءة المقتضبة نتوقف عند 3 مفردات وهي:

- الحوار الذي عبر عنه بأنه بوابة الإصلاح: قالت العرب: حاوره، أي انتقل أو تبادل الحديث.
- الإصلاح: قالت العرب: أصلحه، عكسه: أفسده.
- التغيير: الآية القرآنية تقول: (( .. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. )) سورة الرعد، من الآية 12.

وكما يقال: الإيجاز هو الإعجاز، أقول (( دونه خرط القتاد )).
( مثل مشهور يضرب للدلالة على استحالة حصول شيء ما . والقتاد شجر شائك صلب شوكه مثل الإبر، والخرط نزع شوك الشجر جذباً بالكف كما تنزع حبات البلح دفعة واحدة ).



الشيخ محمد حبيب المقداد:
الاقتضاء يقضي بأن أوصي نفسي وإخوتي بمسألتين:

- من يعمل معنا في هذا المسار ليس بالضرورة يحمل نفس القناعات التي نحملها، وأن نترفع عن النيل أو التعريض بأطراف معنا في الساحة. خصمنا وعدونا معروف، وما حصل من مشاحنة بين حركة أمل وحزب الله وصل في نهاية المطاف إلى الاقتتال وسفك الدماء .. ينبغي تجميد الخلاف أيما بلغ .. أتصور أن القناعة وصلت إليهم بعد أن دفعوا ثمنها دماً، ونحن لسنا بحاجة إلى هذا .. عدونا المشترك واضح، وليس بالضرورة أن يقتنع الجميع بما أعتقد به. الخلافات الجانبية تستهلك قوانا، وتقدم للعدو خدمة مجانية.

- في مسيرتنا ومعارضتنا التي لا نشك أنها تلقى رضا الله سبحانه وتعالى، مطلبنا هو تحقيق العدالة، لا أن نضع أمامنا سقفاً عالياً وكما يقال (( إذا أردت أن تطاع، فاحكم بالمستطاع )).

- المطالبة بتنحية رئيس الوزراء هو مطلب عادي ومعقول.

- المطالبة بالمشاركة والتمثيل السياسي وكذلك المطالبة بوقف هدر المال العام ( تعتبران أيضاً من المطالب العادية والمعقولة ).



مداخلة 9:

- أتذكر في العام 2004، في الندوة التي عرض فيها تقرير عن التمييز ( التجنيس ) ، واضح أن الحكومة كانت جادة في تغيير الشعب.. وكنت قد كتبت بعض الأبيات في هذا الشأن وألقيتها.

- إذا كان في فكر الملك أن تغيير رئيس الوزراء هو من المستحيلات .. فمع من نتحاور؟

- منذ العام 2004 ونحن نسير إلى الخلف، فأي حوار؟