تضامنا مع سجناء الرأي والنشطاء
الفعالية: ندوة "وقفة مع الإجراءات القانونية والقضائية .. قضيتي كرزكان مثالاً"
المشاركون: المحاميان الأستاذ محمد التاجر والأستاذ أحمد العريض
المكان: منزل الدكتور عبدالجليل السنكيس الكائن في كرباباد، غرب مطعم زيارة
الجمعة الموافق 10 أكتوبر 2008
الساعة 8:00 مساءاً
نظراً للتطورات الأخيرة في الجلسة الأخيرة لمحاكمة معتقلي كرزكان - قضية حرق الجيب ومقتل الشرطي - نظم ملتقى مجلس الكرامة الأسبوعي في كرباباد ندوة تحت عنوان:
" وقفة مع الإجراءات القانونية والقضائية..قضيتي كرزكان مثالاً " تحدث فيها عضوا هيئة الدفاع عن معتقلي كرزكان الأستاذ محمد التاجر والأستاذ أحمد العريض.
ابتدر الدكتور عبد الجليل السنكيس المحامين بالسؤال: في حال وقوع جريمة ما هي الإجراءات القانونية الواجب اتباعها في هذا المجال؟
أجاب الأستاذ محمد التاجر بأنه يفترض تقديم بلاغ بالجريمة وبعض الجرائم تستدعي تدخل سلطة الضبط القضائي كالقيام بإلقاء القبض على المشتبه بهم والمتهمين أو المتواجدين في مكان وقوع الجريمة.

وتساءل حول عدم تحرك النيابة العامة للحيلولة دون حدوث الواقعة ( حرق الجيب ) ما دامت قد تلقت تحريات بهذا الشأن. وأضاف القول أنّ القضية مع أنها تحمل طابعاً جنائياً إلا أنها تشوبها الكثير من الملابسات وأحسسنا بأن هناك أمر ما غير طبيعي.
وأوضح التاجر بأن النيابة العامة قدمت معلومات مضللة للمحامين حول موعد التحقيق وأن التوقيف تجاوز المدة القانونية القصوى لاحتجاز المتهمين وهي 48 ساعة وبعد ذلك ينبغي تحويلهم إلى النيابة العامة، في حين أنه تم احتجازهم لمدة أسبوع، وبعد ذلك تمكنا من لقائهم لكننا لم نستطع الحصول على أوراق الدعوى في القضيتين إلا في يوم بدء المحاكمة. كما أن طريقة احتجاز المتهمين كانت متقاربة والبعض منهم كان قد اعتقل بعد مشاركته في احتجاجات سياسية سابقة.
وتعرض التاجر إلى الحديث عن بعض تفاصيل ومجريات جلسات المحاكمة، إذ صرّح بأنه خلال الجلسة الأولى أتيحت الفرصة للمتهمين ( قضية الجيب ) للتحدث عن معاناتهم وكان القاضي يستمع إليهم وتحدثوا يومها لمدة ساعتين بينوا فيها معاناتهم وما تعرضوا له من انتهاكات وتعذيب حتى أن بعضهم قام بخلع قميصه لكي يرى القاضي آثار الضرب والتعذيب على بدنه.

أما في اليوم الثاني ( قضية المزرعة) فقد تطابقت إفادات المتهمين حول أسلوب الاعتقال حيث أنه كان متشابها في أغلب الحالات فكان من ذلك أن يتم تقييد يدي المعتقل منذ اعتقاله بعدها يؤخذ إلى مكان الاحتجاز ويترك ووجهه مستقبلا الجدار ويترك لمدة، بعدها يتم سؤاله إن كان يعرف عن سبب اعتقاله ثم يبدأ استجوابه ويتم سؤاله عن الواقعة وما إذا كان مشتركا فيها فإذا أنكر يشرع في تعذيبه على أطراف الأصابع أو خلفية الركبة وغيرها من مناطق بحيث لا تخلف أثرا ويزول أثر الضرب بمرور الأيام، وقد أخبرنا المتهمون بأنه تم تهديدهم حتى من قبل وكلاء النيابة وتحذيرهم من مغبة عدم الاعتراف بارتكاب الجريمة.
وفي الجلسة الثانية سمح القاضي للمحامين بالحديث أما في الجلسة التالية تم التضييق على المتهمين وحاول القضاء منعنا وبعبارة أوضح قمعنا لكي لا نكشف ما نقله موكلونا مما تعرضوا له من معاناة وتعذيب.
تقدمنا بعدة طلبات إلى المحكمة منها: طلب الحصول على صور أكثر وضوحاً للواقعة و ضرورة إعطاء فرصة للزيارات و إعادة الجثة للتشريح وندب خبير مختص لمعاينة السيارة المحروقة وانتداب لجنة طبية.
وعلق الأستاذ محمد التاجر على رد إدارات السجون واصفا إياها بأنها تقدم حججاً واهية لمنع الزيارات بادعاء أن المعتقلين لا يرغبون برؤية أهاليهم.
وقال بأن الاشتباكات حصلت في الجلسة الأخيرة بعدما شرع المتهمون في لقاء أهاليهم.
وبعد بيان الأمور الإجرائية المتعلقة بقضيتي كرزكان خاض التاجر في الأمور الفنية والقانونية المحيطة بقضية حرق الجيب ومقتل الشرطي الباكستاني موضحا الفرق بين الدعويين المدنية والجنائية.
وفي حين اعتبر قضية حرق الجيب ومقتل الشرطي أخطر قضية في تاريخ البحرين بعد قضية الشهيد عيسى قمبر أوضح التاجر أنه فيما يخص قضية المزرعة فالتهمة كانت التجمهر بهدف حرق مال خاص مملوك وقال بأن القضية منتهية لصدور العفو العام وكون القضية مشمولة به وتنازل صاحب الحق المدني.
أما التهم في قضية الجيب ومقتل الشرطي الباكستاني فكانت:
- التجمهر والشغب ومقاومة السلطات.
- القتل مع سبق الإصرار والترصد.
وأكّد التاجر بأن لدى هيئة الدفاع العديد من الدفوع ولا تنحصر في الوثيقة التي تم إبرازها مؤخراً، " لدينا الكثير من الدفوع الموضوعية التي تقضي بضرورة تغيير وصف القيد من حرق جنائي في ظروف مشددة إلى ضرب أفضى إلى الموت ".
وقال بأن الشهود أفادوا بأنهم شاهدوا المجني عليه ملقى على الأرض ولم تكن به آثار حروق، بالإضافة إلى أن تقرير الطبيب الشرعي كان متناقضا؛ إذ ذكر بأن ملابس المجني عليه كانت سليمة ( القميص ) وذكر في الوقت نفسه وجود حرق في الوجه والرسغين، والنيابة العامة كانت قد استندت إلى شهادة الوفاة وتقرير الطبيب الشرعي!
وناقش التاجر ما ورد في التقرير من وجود شرخ في الرأس وقال بأن أسبابه متعددة، واستغرب أن يتفق أحد على إزهاق روح شخص ما بالطريقة التي ذكرتها النيابة العامة.
الأستاذ أحمد العريض حرص على تقديم بعض الإيضاحات، حيث قال: خلال أول جلسة في قضيتي المزرعة والجيب تقدمنا بطلبات نرى أنها منتجة وذات فعالية للتوصل إلى الحقيقة خصوصاً إعادة الجثة للتشريح وندب خبير مختص للكشف على السيارة المحروقة. ونعتبر أن دفن الجثة قبل إنتهاء الحكم في القضية هو إخفاء للحقيقة.

كما طرحنا استفساراً على رئيس المحكمة بأننا كنا قد تقدمنا بطلبات فهل تم رفضها؟ وأجاب بأنها موجودة لكن المحكمة لم تبت فيها بعد.
وصرّح العريض بأن المحامين كانوا يطلبون خلال جلسات المحاكمة إتاحة الفرصة للأهالي للقاء أبنائهم. واستدرك بأنه رغم استصدار الأهالي لرخص الزيارة من قبل النيابة العامة والحكمة إلا أنه كان يتم سحب النسخ الأصلية من الرخص.
وأشار العريض إلى تعرض المعتقلين وأهاليهم إلى غير طبيعية و غير إنسانية خصوصاً خلال شهر رمضان، فكان المتهمون يحرمون من شرب الماء البارد عند الإفطار ويطلب منهم الشرب من ماء الحنفية الذي يكون حارا، كما أن وجبة السحور كانت عبارة عن 4 حبات تقريبا من التمر.
وعما حدث في الجلسة الأخيرة أوضح العريض أن المحامين منذ بداية الجلسة منح مدة 10 دقائق للقاء الأهالي بأبنائهم ( لم تتم الاستجابة ) ولما حاول أحد المعتقلين احتضان أبيه توجه إليه أحد أفراد الأمن بالضرب وحصلت مناوشات داخل القاعة وفجأة قام القاضي بجمع أوراقه ورفع الجلسة وعلى الفور تم فرض طوق أمني على القاعة بصورة رهيبة، وما جرى لا يقوم به حتى الجيش الاسرائيلي بحق المعتقلين.
أضاف: كلجنة دفاع اجتمعنا وقررنا مخاطبة النائب العام وطلب لقائه في حوالي الساعة الثانية عشرة ظهراً تم اللقاء مع شخص مخول من قبل النائب العام. وفي الساعة الثانية إلا ربعا ذهبنا إلى النيابة والتقينا مع رئيس النيابة الكلية حميد حبيب.
كان همنا الأساسي خلال اللقاء أن نعمل على تحسين أوضاع المتهمين داخل السجون، ودور النيابة المفترض هو إحلال السلم الأهلي والطمأنينة والسكينة بين الناس. اتفقنا في النهاية على مطالب معينة تتلخص فيما يلي:
- منح المتهمين كامل حقوقهم التي كفلتها كافة العهود والمواثيق الدولية.
- السماح للأهالي بزيارة أبنائهم دون معوقات.
- القيام بزيارات تفتيش إلى مواقع تواجد المتهمين برفقة أعضاء من هيئة الدفاع.
وكشف العريض أننا طلبنا تقديم من قام بكتابة التقرير للمحاكمة والذي ذكر فيه أن المتهمين هم من رفضوا لقاء أهاليهم. كما ذكر بأن المتهمين وأثناء جلسة المحاكمة أشاروا إلى أشخاص معينين متهمين أيامهم بالإشراف ومباشرة عمليات تعذيبهم وإهانتهم.
خلال اللقاء مع رئيس النيابة الكلية أكد لنا بأنه لم يتم التحقيق مع المتهمين بخصوص أحداث جلسة المحاكمة الأخيرة وقال بأنه تم تفريقهم في عدة أماكن لمنع حصول توتر مجددا. كما وعد برفع طلباتنا إلى النائب العام، يقول العريض.
بخصوص الوثيقة
أفاد الأستاذ أحمد العريض بأن المحكمة كانت تعتقد بأنها ( أي الوثيقة ) قد تكون غير صحيحة لكنها تأكدت فيما بعد من صحتها وأنها صادرة بشكل رسمي، وادعي بوجود خلل مادي في التواريخ. وقالوا بأننا (الداخلية) قد اكتشفنا الخطأ من تاريخه لكننا لم نقم بعمل شيء على اعتبار أنه خطأ بسيط!
وأكّد بأن النيابة والداخلية لا تستطيعان سحب الوثيقة، والدفاع وحده صاحب الحق في ذلك، مشدداً التأكيد على أنّ الوثيقة ليست الخط الدفاعي الوحيد لدى هيئة الدفاع وهناك خطوات أخرى سيتم الإعلان عنها في وقتها.
المداخلات والأسئلة:
(1) ما مدى تأثير إخفاء مستند منتج ومؤثر في الدعوى وإمكانية محاسبتكم على ذلك؟
(2) ما مدى قوى الدفوع واطمئنانكم بقرارات القضاء؟
(3) أشرتم إلى وجود دفوع أخرى تنوون طرحها في الجلسات المقبلة فما هي هذه الدفوع؟
(4) هل اطلعتم على الصور المتعلقة بالقضية؟
(5) هل هناك عقبات تعرضتم لها، وهل حصل انتقاص لحقوق وكلاء الدفاع؟
(6) ألم تتسرعوا في إبراز الوثيقة وتقديمها كأولوية؟
(7) اطلعنا على تصريحات بعض أعضاء هيئة الدفاع وقد أعطوا آراء في القضية، ما مدى تأثيرها على سير القضية؟
الأستاذ محمد التاجر:
- بيّنت في بادئ الأمر أن أي المحامي عندما يستلم أية دعوى فإنه يقوم بتحضير طريقة وأسلوب معين في مرافعته ودفوعه خصوصا في الدعوى الجنائية. أما الدعوى المدنية فإن الاطلاع على أوراق القضية ولائحة الاتهام تكفي في توقع الحكم المرتقب.
- الطلبات التي قدمناها تؤثر على دفوعاتنا التي ننوي طرحها كما أننا طلبنا تغيير قيد الوصف إلى ضرب مفضٍ إلى الموت.
- اطلعنا على بعض الصور.
- لا يمكن عادة وجود خطأ مادي في تاريخ الوفاة وكذلك في الشيك أيضاً، يستحيل أن يجتمع خطآن في مستند واحد.
- لماذا لم يتم إصدار شيك جديد حال العلم بوجود الخطأ؟
- نحن بانتظار تقرير الأطباء المنتدبين لدى المحكمة.
- هي جناية ويفترض وجود محام مع المتهم، وتم فصل مستندات الدعوى إذ سلمت إلينا في ملف مستقل بينما محاضر الاتهام وأوراق الدعوى في ملف آخر.
- بخصوص العقبات، لا نستطيع إحصاءها.
- واقعة حرق الجيب حوت تناقضات عدة، الأدلة يجب أن تكون متساندة مع بعضها البعض لتشكل الإدانة، والشك يفسر لمصلحة المتهم.
- معرفة الإصابات التي تعرضت إليها السيارة المحروقة ستحدد سبب الوفاة.
الأستاذ أحمد العريض:
- نحن كهيئة نرى أنها ( الوثيقة) أتت في وقتها وكنا على علم تام بموعد تقديمها في الجلسة الأخيرة ونعلم بأن المحكمة لا يمكن أن تصدر قراراً بشأنها في نفس الوقت بل ستقوم بدراستها. وأقول باسم هيئة الدفاع أننا لن نتخلى عن الورقة وستبقى من ضمن الدفوع ونؤكد بأنها ليست خط الدفاع الأخير.
- كلا المحاميين المذكورين ( عبد الله الشملاوي وفاطمة الحواج ) ليسا ضمن هيئة الدفاع وكنا نتمنى وجودهما معنا ... ( ما طرحاه ) هي قراءات ... والكل يقرأ من زاوية معينة وليس بالضرورة أن تتبنى الهيئة تلك الآراء.
الأستاذ محمد التاجر:
- القراءة تكون من عدة جوانب ( الدعوى الجنائية ) ومن خلال إلقاء نظرة سريعة للملف ولائحة الاتهام ونوع التهمة وتتم تهيئة الدفوع من خلال خبرة أعضاء هيئة الدفاع في مجال الدعاوى الجنائية.
- هيئة الدفاع تتكون من خليط متجانس وأعضاؤها يمتلكون خبرة تؤهلهم لتقديم أفضل دفاع ممكن.
الأستاذ أحمد العريض:
- السجون في البحرين ليست مؤسسات للتأهيل السليم.
- أساليب التعذيب التي مورست فاقت أساليب الإسرائيليين.
- ما يتعرض له المحامون من تفتيش و إهانة لم يكن موجوداً مسبقاً على عهد قانون أمن الدولة
الأستاذ أحمد التاجر:
- التعذيب موجود ويحصل في قضايا أخرى وليس فقط السياسية منها وما يختلف هو الأسلوب والمدة.